فاينانشيال تايمز: حصار قطر يضر الجميع!!

لندن – ترجمة – بزنس كلاس:

قام رباعي الحصار ومن منطلق اتهامات محمومة للدوحة بقطع العلاقات التجارية و الدبلوماسية مع الأخيرة. وفيما يلي ما تذكره صحيفة الفاينانشال تايمز الرائدة في المجال الاقتصادي عن هذا الحصار، حيث قالت (النزاع هذا يضر كل الأطراف المعنية به ) و انطلقت الصحيفة في افتتاحيتها لتقول: “أن السعودية و حلفائها العرب و بمساعدة من الرئيس ترامب قد حشروا أنفسهم في زاوية في لحظة حرجة و خطرة على الخليج العربي”

و تابعت الافتتاحية قائلة بأنه مع مرور سبعة أسابيع منذ أن اجتمعت السعودية و الإمارات و مصر و البحرين على فرض المقاطعة و الحصار على دولة قطر الغنية بالغاز حتى يذعن حكامها لما يريد رباعي الحصار.

و لم تثمر جهود الوساطة الأميريكية و لا تلك الإقليمية في خلق تقدم في مسار الحل و كسر الجمود على الرغم من أن الأمر برمته يلحق الضرر بكل الأطراف.

و تطالب السعودية و حلفاؤها قطر بالإذعان طوعا” لمطالبهم كحل لإنهاء الحصار التجاري و الدبلوماسي المفروض عليها و من بين تلك المطالب ما يمس سيادة قطر في الصميم مثل مطالب وقف التعاون مع إيران في مجال الطاقة و تفكيك القاعدة العسكرية التركية و تسليم أفراد من جماعة الإخوان المسلمين و إغلاق قناة الجزيرة و أن تخضع إمارة قطر لمراقبة مستمرة عند تنفيذها مطالب دول الحصار.

و لاحظت الصحيفة عن موقع قطر الجغرافي قائلة بأن قطر تلتصق بالسعودية الشاسعة المساحة و تجاورها و لا يمكنها تغيير موقعها الجغرافي.

و تتابع الافتتاحية: “لقد فاقموا أزمة إقليمية افتعلوها من سفاسف تقودها و تسيرها العداوات الشخصية قبل أن يعطوا للدبلوماسية الفرصة”. وقد شجع الرئيس ترمب رباعي الحصار على المضي قدماً في تصعيدهم ضد قطر. فمن خلال انحيازه الواضح للسعودية، قوض ترمب جهود وساطة الوزير (ريكس) تيلرسون و بالنتيجة لن يستطيع وزير خارجيته وضع الأزمة على مسار الحل. وتمضي فاينانشيال تايمز لتقول أن المدتمع الخليجي مجتمع طبقي (تسيطر فيه طبقة حاكمة من الأمراء والملوك على مقاليد السلطة ويسيطر فيه رجال الأعمال على الطبقة الوسطى). لتعود الصحيفة فتضيف بأنه ما لم يدعم ترمب وزير خارجيته، فإن الأخير لن يتمكن من إحداث اختراق في جدار الأزمة الأخطر التي تواجه المنطقة.

وكان وزير الخارجية الأميريكي قد دعى إلى رفع الحصار. لذلك يتوجب على الرئيس ترمب تشجيع رباعي الحصار على التراجع عن مواقفها (المتعنتة) لمنح فرصة للحوار والمفاوضات. وفيما يُتوقع أن تذهب الدوحة نحو قبول تسوية ما لحل القضية إلا أنه ليس متوقعاً أبداً أن تتخلى عن سيادتها.

و كلما صمدت قطر أكثر سوف تتعاظم تبعات الفوضى الناجمة عن مشهد انقلاب العلاقات هذا، والذي لم يحسب حساب نتائجه بشكل صحيح منذ البداية.”

فهذا الحصار و ما سيلحق به من تبعات يدق اسفيناً في جسد التحالف السني مع أميريكا لمحاربة داعش. كما أنه يعزز تأثير الروس و الإيرانيين في المنطقة. إضافة لذلك فإن شهية المستثمرين الأجانب ستتراجع عن الاستثمار في المنطقة حتماً، وهي مسألة حيوية للغاية بالنسبة لدول الخليج التي تحاول جاهدة إعادة تقديم نفسها بصورة جديدة غير نمطية بعيداً عن شكل اقتصاديات النفط المعهدوة.

وتذهب الفايانشيال تايمز لتقول في نهاية مقالها: “إن شرعنة الحصار في هذه المسألة مقلقة خصوصاً إذا تطور ليصبح نزاعاً ذو طابع أكثر عدائية، طالما لا يوجد أي حل رسمي. كما أن الادعاءات القائلة بأن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت وراء اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية  لتقديم ذريعة للحصار، إنما هو أمر يعزز هذا القلق. فعندما تخضع سيادة القانون بشكل واضح لأهواء السلطة والملوك، فإن المستثمرين بالطبع سيكونوا قلقين وراسمال المال المتدفق إلى الخليج سوف يتوقف.”

ترجمة فريق عمل بزنس كلاس

عن صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية

السابق
حبل شنق صدام حسين بـ 7 ملايين دولار.. هؤلاء يريدونه !
التالي
بالصور: المنزل الأعلى طلباً للاستئجار على منصة “Airbnb”.. جذب اهتمام 151 ألف شخص