غياب التفاهم وإرهاق الزوج بأعباء تثقل كاهله.. أهم أسباب الطلاق في قطر

أرجع المحامي عبدالله صالح المنصوري زيادة حالات الخلافات الزوجية في المحاكم، لغياب التفاهم بين الزوجين، وعدم معرفة كل منهما لسلوكيات الطرف الآخر، وتحمل الزوج أعباء إضافية تثقل كاهله كالقروض البنكية ومتطلبات الحياة المعيشية.

وقال إنّ بعض الشباب يرتبط في سن صغيرة، ولا تعطي الأسر فرصة كافية للطرفين في فترة الخطوبة ليعرف كل منهما طبائع وسلوكيات الطرف الآخر، مضيفاً أنّ الخلافات المالية والتي لا يتم الاتفاق عليها قبل عقد القران مثل المهر والمؤخر وتجهيزات العرس، تعتبر سبباً رئيسياً في المشكلات بعد ذلك.

وأوضح لـ”الشرق” أنه في بداية الاتفاق على الارتباط يبدأ كل طرف في تحديد احتياجاته، ويسعى لأن يلبيها الطرف الآخر، وهنا تبدأ أولى الخلافات عندما لا يكفي المهر لإقامة حفلة زواج مناسبة، ويظهر عدم تكافؤ الأفكار، ولا يريد أيّ طرف التنازل للآخر.

ونوه أنه من الأسباب أيضاً، حصول الزوجة على مؤهل علمي أو منصب وظيفي أعلى من الزوج، أو حصولها على راتب أفضل من زوجها، فتدبّ الخلافات بينهما، ويؤثر على حياتهما، كما لا يحاول أيّ منهما التنازل لتسير مركب الحياة بأمان.

وأضاف المحامي المنصوري أنّ دخول التكنولوجيا الرقمية في حياة الأسر أثرت سلباً على الزوجين، وصار كل منهما منشغلاً عن الآخر، وخاصة لكل منهما أصدقاؤه وأقرانه الذين يتواصل معهم بالصور والحديث والأفكار، وكل منهما يقضي جلّ ساعاته مع الحاسوب أو الهاتف المحمول، وهذا يسلب من الزوجين فرصة قضاء الوقت مع بعضهما، ولا يكون هناك مجال كافٍ للحوار في شؤون الحياة الزوجية أو القيام بواجباتهما.

تفاوت العمر

وقال المحامي عبدالله المنصوري إنّ تفاوت العمر بين الزوجين قد يكون سبباً للخلاف الزوجي، بحيث يعيش كل طرف في مرحلة عمرية معينة، ولا يكون قريباً من الطرف الآخر، والعكس يشعر بفراغ وجداني وعقلي ونفسي كبير، مما يؤثر على شكل العلاقة بينهما.

وأشار إلى أنّ الطلبات الزائدة من طرف تجاه الآخر هي سبب رئيسي في احتدام النقاش، وقد يكون أحدهما أعلى راتباً من الآخر، ويسعى لأن يعيش في مستوى معيشي معين، في حين لا يدرك حاجة الطرف الآخر في تدبر معيشته أو تسديد ديونه أو القيام بواجباته تجاه المنزل.

وأضاف أنّ الإنفاق على المعيشة ملزم من جانب الزوج، ولكنه مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وكثرة الديون على الزوج إلى جانب رواتب الخدم وتموين البيت، يتطلب من الزوجة أن تساهم أو تشارك معه بقدر من المساعدة المالية، لأنه في النهاية يصب في صالح استقرار حياتها الزوجية.

ونوه إلى أنّ تكاليف تجهيزات العرس هي التي تدفع الشاب إلى تحمل قروض بنكية وسلفيات من أصدقائه، ويتكبد التزامات مالية يقوم بتسديدها لسنوات طويلة بعد الزواج، من أهم الأسباب التي تؤرق الحياة بين الطرفين، وكثيراً ما تنشب الخلافات وتوجيه الاتهامات واللوم لكل طرف، مما يؤدي إلى تفاقم الخلاف.

مساعدة الآباء

وحث الأسر على مساعدة أبنائها مالياً وهم في أولى سنوات حياتهم الزوجية، وأن يسعوا بقدر الإمكان إلى احتواء الخلافات الاجتماعية بين الطرفين، وتهيئة أجواء المعيشة المستقرة، لإنقاذ العلاقة الزوجية من الانهيار.

السابق
أطباء حمد الطبية ينقذان حياة طفلين حديثي الولادة من إصايات بالعمود الفقري
التالي
الاستطلاعات تشير لتأييد التعديلات الدستورية في تركيا