عواصم – بزنس كلاس:
لم يكن مفاجئاً أن تندلع الأزمة الخليجية فعلياً بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى السعودية وإعطاءه، حسب كثير من المراقبين الضوء الأخضر للهجوم على قطر، كتدشين لاستراتيجية أمريكية جديدة تكتمل فصولها يوماً بعد يوم بإخراج لاعبين إقليميين مهمين كالدوحة من المشهد الإقليمي أو الخليجي من التحالف الأمريكي صاحب اليد العليا في المنطقة لأسباب انتهازية، تتعلق بطموحات بعض اللاعبين الإقليميين الآخرين بشكل يعمق خسائر واشنطن الاستراتيجة في المنطقة. وهذا بالتحديد ما تحاول وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون العمل على عدم الوصول إليه، إذ أن واشنطن هي في غنى عن خسارة حليف على أهمية الدوحة تحديداً في هذه المرحلة التي تواجه فيها تحديات، روسية وإيرانية جسيمة في الفترة الحالية.
لذلك كثيراً ما لاحظنا تناقضاً في خطاب الإدارة الأمريكية مؤخراً تجاه الدوحة، حيث بعد فترة وجيزة من الحديث عن تحالف قطري إيراني ضد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وقعت قطر والولايات المتحدة اتفاقا على شراء طائرات عسكرية بمبلغ 12 مليار دولار.
وبالإضافة إلى ذلك، أعلن كلا البلدين عن تعزيز التعاون في مجالات مثل “مكافحة الإرهاب ومنع تمويله.” قبل توقيع الاتفاق، حثت الدوحة البلدان المجاورة على “التفكير بجدية”، مشيرة إلى أنها تعارض الانتقام. كما أعلنت الدوحة أنها ستلجئ للمحاكم الدولية من أجل الحصول على تعويضات من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر عن الأضرار الناجمة عن الحصار.
وبعد أن نشرت صحيفة Washington Post ، مقالة بعنوان “الإمارات العربية المتحدة مسؤولة عن الأزمة”، تغير حجم واتجاه الأزمة. ليكون السؤال الذي يطرح نفسه الآن: “هل الهدف الجديد للولايات المتحدة في الخليج هي دولة الإمارات العربية المتحدة؟”.
وعلق السياسي التركي، محمد علي غولر على الوضع في الخليج في مقابلة مع سبوتنيك، الذي يعتقد أن الإمارات بالنسبة للولايات المتحدة ليست هدفا جديدا فحسب، ولكن أيضا مشتري أسلحة جديد محتمل.
وقال غولر: “بعد بيع الأسلحة لقطر اتبعت واشنطن سياسة جديدة في الخليج التي يبذل فيها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الجهود للتخفيف من حدة الوضع. مباشرة بعد ذلك، أجرت المملكة المتحدة مناورات بحرية مشتركة مع قطر، في حين طالبت فرنسا دول الخليج إلغاء الحظر على قطر. السؤال استنفد؟ لا. فقد أعلنت المخابرات الأمريكية في واشنطن بوست “أن الإمارات العربية المتحدة تقف وراء أزمة قطر.”
وأضاف السياسي أن تعيين الإمارات العربية كهدف يشير إلى أن البلاد سوف تصبح بالنسبة للولايات المتحدة مشتري جديد للأسلحة.