عودة برشلونة أمام سان جيرمان .. تفاؤل مفرط في غياب المنطق

 

حينما يكون برشلونة طرفاً في أي مواجهة خلال السنوات الأخيرة فيجب حينها أن تضع احتمال تحقيقه الانتصار من ضمن خياراتك، البرسا أثبت خلال السنوات العشر الماضية أنه أقوى الفرق وأكثر رعباً للمنافسين والدليل تحقيقه لقب دوري الأبطال 4 مرات خلال 11 موسم، لذلك تبقى مسألة عودته ضد باريس سان جيرمان وارة ولا يستطيع أحد القول أنها مستحيلة.

وكما قالت صحيفتا ماركا وسبورت وغيرهم من الصحف في الأيام الماضية “مع ميسي كل شيء يبقى ممكناً” وهذا أمر عرفناه عن ليونيل في مواجهات العودة ضد ميلان وآرسنال وغيرها من الأندية في السنوات الماضية.

لكن ما ينساه الجميع هنا أن المسألة لا تتعلق في برشلونة فقط، بل في منافسه أيضاً، باريس سان جيرمان قدم في لقاء الذهاب أداء مذهل ورائع تكتيكياً وفنياً وبدنياً، وبدا أنه متمرس في استغلال نقاط ضعف برشلونة، وبمعنى أصح، المسألة لم تكن مباراة سيئة فقط من البرسا بل أداء مثالي أيضاً من الباريسي.

هذه المعادلة تقودنا إلى أن الباريسي قادر على تقديم مباراة جيدة أخرى ضد برشلونة، مما يعني أنه قادر على تهديد مرمى شتيجن ويملك القدرة على هز الشباك ولو بهدف واحد، هدف سيكون وزنه من ذهب بدون أدنى شك.
برشلونة مطالب بأمرين، أولاً تقديم مباراة استثنائية هجومياً وتسجيل كم كبير من الأهداف ضد منافس صعب، وثانياً تقديم مباراة مثالية جداً في وسط الملعب وعلى الصعيد الدفاعي، وإن كان الشق الأول ممكناً بتواجد ميسي ثم سواريز ونيمار على أرض الملعب، فماذا عن الشق الثاني من المعادلة؟

في الحقيقة ورغم تقديم برشلونة أداء رائع وممتع ضد سيلتا فيجو قبل أيام، إلا أن الفريق كمنظومة في وسط الملعب وخط الدفاع لم يصل بعد إلى درجة النضج الكافي التي تجعله يرتكب أقل قدر ممكن من الأخطاء، الشوط الأول وبعض فترات الشوط الثاني أمام السيلتا أظهرت أن البرسا تحت الخطر وتهديد المنافس على الرغم من الاكتساح الهجومي.

برشلونة لم يقدم ردة الفعل المطلوبة كفريق ومنظومة دفاعياً طوال الأسابيع الثلاث الماضية إنما كانت هناك ردة فعل هجومياً فقط، ربما خلال مواجهة أتلتيكو مدريد كان هناك بعض العمل الجماعي والواقعية في الدفاع عن المرمى، لكن في ذات الوقت لم تكن المباراة مثالية لدرجة أن تكرارها سيؤدي إلى الفوز بخمسة أهداف دون رد، بل أن الأداء أثر سلباً على الصعيد الهجومي مما يعني أن إنريكي لن يطبق نفس الأسلوب في لقاء الغد.

برشلونة كما أقول يملك الشخصية والأسلحة التي تجعله فريق قوي وقادر على هزم أي منافس، لكن بنتيجة 4-0 وفي ظل الضعف التكتيكي الواضح للفريق والتراجع البدني الواضح على أداء بعض الأفراد تصبح المهمة صعبة جداً، والتفاؤل المفرط ليس في صالح الفريق.

مشكلة وسائل الإعلام والصحف في كتالونيا أنها رفعت من نسبة التفاؤل بشكل كبير ومبالغ به قبل لقاء العودة رغم أن الفريق لم يقدم ردة الفعل الحقيقية على أرض الملعب حتى يكون التفاؤل بهذا المنسوب العالي، لا أقول بأن الجماهير ووسائل الإعلام يجب أن لا تحلم بالريمونتادا، لكن ما أقوله بأن من الأفضل أن لا يكون هناك تفاؤل مفرط والتعامل مع المسألة بواقعية من أجل مستقبل الفريق في الموسم الحالي.

إن عاد برشلونة سيكون إنجاز تاريخي ورائع، لكن من المفضل أن لا يتم انتظاره ووضع جميع الاحتمالات في حسبان الجماهير ووسائل الإعلام واللاعبين.

السابق
صحيفة بريطانية تبرز وصف وزير مصري سابق لميسي ب “الأهبل”
التالي
جاريث بيل يوضح سهولة الدوري الإسباني مقارنة بالإنجليزي