عندما يلتقي الشرق بالغرب.. أشهر عازفي الجاز بنكهة شرقية

الإنطلاقة الأولى لهذه الموسيقى كانت من نيو أورلينز الأميركية، حيث كانت هذه المدينة تحتضن المهاجرين من أصول إسبانية وإنكليزية وفرنسية الذين كانوا يملكون أعداداً كبيرة من «العبيد».

الأفارقة كانوا قد جلبوا معهم ثقافتهم الموسيقية وهي أغاني العمل و العبادة ومع نهاية الحرب وتحررهم وإنتشار الملاهي في نيو أورلينز بدأت مرحلة إنتشار الجاز الذي هو الموسيقى الشعبية الخاصة بهؤلاء.  هي كانت بالأساس قائمة على الإرتجال والتعبير الحر ولكن لاحقاً ومع انتشارها ومحاولة تقليدها وفي إطار الصراع العنصري بين «الأبيض والأسود» ظهرت مدارس مختلفة وأنماط متنوعة.

الموسيقى مرت بمراحل مختلفة وشهدت صراعات عديدة ولكنها إنتشرت في دول العالم، فتم تلقفها وإضافة لمسات خاصة تعبر عن خصوصية هذه الدولة أو تلك.. وعالمنا العربي لم يكن خارج هذا السرب.

هناك خلاف حول مؤسس الجاز الشرقي فهناك فئة تقول بأن أحمد عبد المالك هو أول من مزج بين الموسيقى الشرقية والجاز وهناك فئة تقول بأن الأميركي لويد ميلير هو أول من عزف الجاز الشرقي في ستينيات وسبيعينات القرن العشرين حيث أصدر إسطوانة «حياة في الجاز الشرقي».

أحمد عبد المالك


ولد أحمد عبد المالك في الولايات المتحدة الأميركية عام ١٩٢٧ من والدين سوادنيين وقد توفي عام ١٩٩٣. بدأ مسيرته بالعزف على آلة الكونترباص أو الكمان الأجهر مع عدد من عازفي الجاز الاميركيين. لاحقاً قام بإصدار البومه الأول الذي حمل عنوان «جاز صحارى» ثم أصدر ٥ البومات لاحقة . «جاز صحارى» كان تجربة الدمج الأولى بحيث جعل الموسيقة الشرقية تطغى على الإيقاع والنغم والتقاسيم وتركيبة الفرقة  كما أوجد مساحة للإرتجال من خلال إستخدام الساكسفون، كونترباص والدرامز.

ظافر يوسف


مؤلف موسيقي وعازف عود ومغني تونسي. البداية كانت في مدنية طبلبة حيث ولد ثم إنتقل لتعلم العود ولاحقاً حط به الرحال في النمسا حيث تعرف على عدد من عازفي الساكسفون وشكل معهم فرقة زرياب.
تعرف الموسيقى الخاص بيوسف بأنها جاز صوفي أو روحاني فهو يدمج بين الصوفية موسيقياً وشعرياً مع لحظات من الجاز الحر الإرتجالي. مما لا شك فيه أنه وجد بصمته الخاصة والمميزة في دمج الموسيقى الشرقية بالجاز.

زياد الرحباني


فنان وملحن لبناني ولد في بيت فني عريق فأمه فيروز ووالده عاصي الرحباني. أولى أعماله لم تكن موسيقية بل شعرية وحينها توقع الجمهور بأن شاعراً مبدعاً سيولد. ولكن في العام ١٩٧١ لحن أول أغنية وكانت «ضلك حبيني يا لوزية» أما الانطلاقة الفعلية فكانت عندما لحن لوالدته السيدة فيروز أغنية «سألوني الناس» وكان في السابعة عشر من عمره. عمل في المسرح تأليفاً وتمثيلاً وكتابة كان غنى في السياسة وألف الموسيقى وكان من الأوائل الذي إستخدموا توصيف«الجاز الشرقي» عندما عنون حفلاته عام  ١٩٨٦ بـ« أورينال جاز كونسيرت» وكذلك اسطوانة «بالهالشكل »ليعود ويتنصل من هذا التوصيف في أكثر من مناسبة.

فتحي سلامة
هو موسيقار مصري ومؤسس فرقة شرقيات. خلال طفولته كان يعشق الإستماع لأم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش ما يجعله يتعلم عزف البيانو حين كان في السادسة من عمره وإنضم لفرق موسيقية مختلفة ولم يكن قد بلغ الثالثة عشر من عمره. سافر وجال في دول العالم وتعلم الجاز ودمجها مع الموسيقى الشرقية وترك بصمته الخاصة عليها ما جعله يفوز بجوائز عالمية.

طارق يماني
ملحن وعازف بيانو لبناني الذي ورغم صغر سنه تمكن من تحقيق نجاحاً كبيراً في العالم العربي والغربي. هو من الموسيقيين الذي يرفضون تسمية «الجاز الشرقي» إذ أنها بالنسبة اليه تسمية تم إستخدامها في المكان الخطأ ويفضل تسمية موسيقاه بـ« الافرو طرب» لأنها كما يقول ترد الجاز الى أصله.

بدايته كانت مع فرقة هيب هوب لبنانية وهي «عكس السير» ثم قرر التوجه الى الجاز وإنضم الى فرقة «شحادين يا بلدنا» ثم بدأ تجربة جديدة في الجاز والفيوجن فأسس فرقة «فنجان شاي». وعندما حصل على دعم من كونسرفاتوار في هولندا غادر عام ٢٠٠٥ وبدأ التأليف وإصدار الالبومات ليحصل على أول جائزة في واشنطن عام ٢٠١٠ ليغادر لاحقاً الى نيويورك. مؤخراً بدأ بإعادة رسم ملامح الموسيقى التراثية الخليجية بإستخدام الإيقاعات الخاصة بالجاز.

يحيى خليل


رائد موسيقى الجاز في مصر، ملحن وعازف بدأ مسيرته عام ١٩٦٦ وساهم في إنشاء فرقة رباعي القاهرة لموسيقى الجاز عام ١٩٥٦ وقام بتأسيس أول فرقة له عام ١٩٧٩. سافر الى أميركا عندما كان في العشرين من عمره وهناك أشبع عشقه لموسيقى الجاز إستماعاً وتعلماً وعزفاً. خليل طوع الالات الغريبة لعزف الألحان الشرقية وقام بتضمينها التخت الشرقي. ولأن بعض الآلات الغربية ،كما يقول خليل، لا يمكنها أن تعبر عن مشاعر وأفكار المصريين فقام بإدخال  الآلات الموسيقية العربية عليها.

السابق
الفيلا بـ90 مليون ريال.. ما لا تعرفه عن مجمع XXII بدبي
التالي
مؤشرات الأسهم الأمريكية ترتفع.. لكن مكاسيها الأسبوعية تتراجع