وكالات – بزنس كلاس:
كالعاهرة التي تتحدث عن الشرف، خرج حارس البارات نائب رئيس شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان يتحدث عن سبب جديد دفع دول الحصار “السعودية والإمارات والبحرين ومصر” لفرض حصارها المستمر منذ قرابة العام والنصف على قطر.
وزعم “خلفان” في تدوينات عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” رصدتها “وطن”:”الخلاف مع قطر خلاف في الحفاظ على راية لا اله الا الله محمد رسول الله عالية خفاقة في سماء المملكة المترامية الأطراف التي تحاول قطر واعداء الأمة تمزيقها…لكن هيهات.. هيهات ان ينتصر عملاء الخيانات”.
وأضاف في تغريدة أخرى مسقطا على قطر التهم الموجهة لنظام بلاده:” تفعل قطر في المنطقة ما عجزت عنه اسرائيل..بحثت عن عميلين في دولة صغيرة جدا جدا جدا ونفخت فيهم من روحها و غدرها فاستووا عملاء من الطراز الخدوم لها”.
وتابع هجومه على قطر “الصغيرة جدا جدا جدا” قائلا:” حكام قطر اليوم يعتبرون اليوم العدو الأول للتحالف.”
يشار إلى أن مضى قرابة عام ونصف على حصار قطر الذي بدأ مع قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية، وتسارعت الأحداث لتدخل في المنعطف الأهم بعد فرض أربع دول شقيقة حصارا سياسيا واقتصاديا على دولة قطر.
وخلال هذه الفترة استمرت لعبة شد الحبل، ولم تتحقق أهداف الرباعي المحاصر، ولم تضعف أيضا عزيمة المحاصَرين في قطر، بل أكثر من ذلك تحولت كرة الحصار إلى لهب تتقاذفه العواصم والمواقف المحلية والعالمية.
وكانت البداية قرصنة إلكترونية فجر يوم 23 مايو/أيار 2017، حيث تم التحكم في موقع وكالة الأنباء القطرية، ونشر تصريحات ملفقة منسوبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولم يتأخر رد الدوحة التي وصفت تلك الادعاءات بالكاذبة.
وبعد أيام من حادثة القرصنة، أعلنت السعودية والبحرين والإمارات ومصر في 5 يونيو/حزيران 2017 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وطلبت من الدبلوماسيين القطريين مغادرة أراضيها، وزادت بإغلاق المجالات الجوية والبرية والبحرية مع قطر، ضمن مسعى كان الرباعي يتوقع منه انهيارا للنظام السياسي في الدوحة.. لكن الظن لم يغن من الواقع السياسي والاقتصادي في الدوحة شيئا.
ويمكن القول إن قطر استطاعت كسر الخطاب السياسي للحصار، حيث تراجعت قوته بشكل كبير، وتراجع الدعم الأميركي له، كما نجحت الدبلوماسية القطرية في كسب مواقف أغلب الدول الأوروبية والأفريقية إلى صالحها، وأثمر ذلك تراجع بعض الدول (السنغال وتشاد) عن قطع علاقاتها مع الدوحة.
في المقابل لا يزال الحصار مستندا على دعم إسرائيلي خاص، لا يبدو بعيدا عن مقتضيات صفقة القرن التي يعتبر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عرابها الأبرز، وربما تكلف بلاده مليارات كثيرة.
وعلى الصعيد العسكري، عززت قطر ترسانتها الدفاعية، كما ارتبطت باتفاقيات للدفاع المشترك مع بعض دول المنطقة مثل تركيا، وعقدت صفقات تسليح مع دول عديدة منها أميركا وروسيا، من أبرزها صفقة أس 400الصاروخية الروسية التي أثارت ذعرا ما زال متواصلا لدى الجار القريب (السعودية).
ينضاف إلى ذلك تآكل الخطاب الإعلامي لدول الحصار، وذلك مع فيضان التسريبات التي تكشف كل يوم ما يصفه البعض بالوجه غير الأخلاقي للحصار، وجزء كبير من خيوط مؤامرة الحصار، وهي التسريبات التي جعلت بعض حكام دول الحصار أكثر عريا سياسيا أمام شعوبهم.
وفي السياق الاقتصادي، استطاعت قطر مقاربة الاكتفاء الذاتي وكسرت الحصار الاقتصادي وحققت نجاحات دولية في مجالات الطاقة، هذا زيادة على اكتشاف أسواق بديلة، وتحريك فعالية الاقتصاد الزراعي المحلي، لتحطم بذلك تحليلات خبراء “المعدة القطرية”.
ففي شهر أبريل/نيسان الماضي، أعلن وزير الطاقة والصناعة القطري محمد بن صالح السادة أن طاقة قطاع الصناعات الغذائية زادت أكثر من 300% في ثمانية أشهر من بداية الحصار.
وتشير أحدث البيانات الرسمية إلى ارتفاع الفائض التجاري لقطر بنسبة 49.3% في أبريل/نيسان الماضي عنه قبل عام، مسجلا ما قيمته 14.7 مليار ريال (4 مليارات دولار).