عندما بدأ زيدان بالفلسفة إنهار ريال مدريد .. وسيلتا فيجو استحق التأهل

 

الفريق الأفضل تأهل، الفريق الذي ارتكب أخطاء فردية أقل، الفريق الذي لعب كرة قدم بسيطة، الفريق الذي استغل نقاط ضعف الخصم، الفريق الذي قاتل أكثر في الملعب، نعم، سيلتا فيجو استحق التأهل بجدارة على حساب ريال مدريد.

كمية الأخطاء التي ارتكبها زيدان في مباراة اليوم لا يمكن حصرها أبداً، والحال نفسه ينطبق على بعض اللاعبين، لدرجة أننا شعرنا في بعض اللحظات أن ريال مدريد لا يريد التأهل إلى نصف النهائي.
زيدان تخلى عن بساطته وبدأ بتعقيد الأمور

قلنا في العديد من المناسبات، ريال مدريد يملك جميع الإمكانيات التي تجعله يمضي قدماً في جميع المسابقات، كل ما يحتاجه هو مدرب يحافظ على الهدوء في غرفة خلع الملابس ويضع خطط تكتيكية محكمة بعيدة عن التعقيد والفلسفة، هذا ما فعله كارلو أنشيلوتي في موسمه الأول، وما سار عليه زيدان أيضاً طوال عام 2016.

لكن زيزو بدأ العام الجاري بفكر جديد وقرارات غريبة، حيث قام بتغيير الشكل التكيتيكي للفريق في أكثر من مناسبة، وبالغ في عمليات التدوير التي كنا نشيد بها في وقت سابق، لكن الأمور دخلت الآن في مرحلة الحسم وكان يتوجب عليه أن يستقر على تشكيلة معينة، على الأقل شكل معين في كل بطولة، مما خلق حالة من الفوضى في شكل الأداء، ولاحظنا وجود زخم في التعليمات لبعض اللاعبين بالأخص من لا يمتلكون قدرات تكتيكية أمثال دانيلو.

تشكيلة غريبة تفتقد للفاعلية
زيدان بدأ المباراة بوضع كاسيميرو إلى جانب سيرجيو راموس وناتشو في محور الدفاع، وعلى الأطراف لعب دانيلو على الجانب الأيمن وأسينسيو على الأيسر، بخطة 3-5-2 في العملية الهجومية وتتحول إلى 4-4-2 في الشق الدفاعي بعودة دانيلو كظهير أيمن وناتشو كظهير أيسر.

في هذه التشكيلة لا يمكن تفسير عدة نقاط، الأولى هي الدفع بدانيلو الذي يقدم أداء كارثي في معظم الأحيان، فمن الواضح أن فقد الثقة بنفسه بشكل كامل، عدا على أنه لاعب كثير الأخطاء حتى خلال فترة تواجده في بورتو، فما يميزه كان فاعليته الهجومية فقط بالتسجيل والصناعة، والتي غابت منذ قدومه إلى الريال.

السلبية الثانية في هذه التشكيلة هي خسارة كاسيمرو في وسط الملعب ووضعه في محور الدفاع، فهو لم يستغل قوة كاسيميرو كلاعب ارتكاز، وخلق ضغط على اللاعب بوضعه بمركز لم يلعب به في السابق.

أما النقطة الثالثة التي يجب الإشارة إليها في هذه التشكيلة هي عدم وجود جناح حقيقي في الملعب، فمع إصابة جاريث بيل وتغيير مركز رونالدو من المفترض أن يبقى لوكاس فاسكيز أساسياً مهما كانت الظروف، لذلك شاهدنا اليوم تكتل في خط الوسط لدرجة أن توني كروس فشل في عملية ضبط الإيقاع في ظل تضارب المساحات بين اللاعبين.

التأخر في التبديلات وعشوائيتها

لا افهم لما انتظر زيدان كل هذا الوقت ليدفع بلوكاس فاسكيز وألفارو موراتا في ظل الاداء السيئ للعديد من اللاعبين مثل أسينسيو وإيسكو ودانيلو وبنزيما خلال الشوط الأول، فكان يجدر إجراء تبديل بين الشوطين أو حتى تبديلين لتغيير شكل الفريق ومفاجأة سيلتا فيجو مع بداية الشوط الثاني.

زيدان تعامل بشكل سيء مع المباراة، حتى تبديلاته لم تكن في محلها، ففي نهاية المباراة كان يلعب بخمسة مهاجمين، هم موراتا، رونالدو، بنزيما، ماريانو وفاسكيز، وأصبح هناك فجوة كبيرة في خط الوسط ولا يوجد لاعبين يخرجون بالكرة من مناطق الريال بشكل سليم.

لكي نفهم حجم الخطأ الذي ارتكبه زيدان في التبديلات، يجب أن ننظر إلى الدقائق الأربعة التي تم احتسابها كوقت بدل ضائع، فالريال لم يشن أي هجمة على مرمى سيلتا فيجو بها، رغم أن الطبيعي في هذه الأوقات أن يتم محاصرة الخصم في مناطقه.

السابق
رونالدو يحقق رقم مميز في جميع البطولات في هذا الموسم
التالي
ماذا قال زيدان بعد الإقصاء من كأس الملك ؟