الدوحة – عواصم – بزنس كلاس:
في واحد من أكثر التصريحات إثارة للسخرية والضحك في آن قالت دول الحصار بأنها لن تقوم بمعاقبة الشركات الأمريكية العاملة في قطر وبأنها سوف تستثني تلك الشركات من عقوباتها. تصريح جميل وسيكون له وقع جيد لو صدر من دول غير دول الحصار التي لا تجرؤ أصلاً على التطاول على الشركات الأمريكية العملاقة التي تعمل في قطر ليس لأنها دول ضعيفة، فهي دول غنية وقوية اقتصادياً، لكن بسبب قوة الشركات الأمريكية ووزنها الكبير في السوق الدولية.
فلو تجرأت دول الحصار وحاولت معاقبة تلك الشركات فإنها ستكون قد دخلت آخر معاركها التي ستجعلها سريعاً تخسر كل الحرب ضد قطر. إن مجرد التفكير بما يمكن أن يحدث لو توقفت الشركات الأمريكية، المشار لها بقرار المحاصرين، عن العمل في دول الحصار وانسحبت منها. سوف تصاب اقتصاديات تلك الدول بشلل مباشر لا يمكنها تحمل تكلفته، ليس مادياً فقط، بل اجتماعياً خصوصاً في بلد مثل السعودية. فالرياض تريد بيع أسهم آرامكو، العمود الفقري للاقتصاد السعودي، واين في بورصات نيويورك رغم المخاطر المرتفعة مقارنة بالبيع في بورصة لندن. ماذا سيحدث لو عاقبت الرياض شركات أمريكية وعلقت واشنطن عمليات بيع أسهم آرامكو وأوقفت سيل النقد الأمريكي الذي يصب في خزائن آل سعود. في نفس الوقت الشعب السعودي يغلي والبلد بشكل عام على فوهة بركان نتيجة حروب لا داع لها لم تُكسب الرياض سوى العداوات دون تحقيق أي نصر، ووضع اجتماعي واقتصادي مزري في بلد يفترض أن شعبه يعيش بحبوحة الرفاهية. فهل سيقبل هذا الشعب أن يرمي به حكامه “الطائشين” في حفرة كبيرة بحجم الحفرة الأمريكية؟!!
وفي تفاصيل “عنتريات” دول الحصار، قالت أربعة مصادر مطلعة، إن الدول العربية الأربع التي فرضت عقوبات وحصار جائر على قطر، قد أبلغت الولايات المتحدة أنها لن تعاقب الشركات الأمريكية العاملة معها التي تعمل مع الدوحة أيضاً.
وبعثت السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين خطاباً إلى وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، في يوليو/تموز، تطمئنه فيه بأن الشركات الأمريكية لن تتعرض لعقوبات من جراء المقاطعة، وذلك حسبما أفادت مصادر مطلعة على الرسالة، وذلك وفقاً لرويترز.وقالت الوكالة، إن بعثة الاتحاد الأوروبي إلى الإمارات، أبلغت رويترز، أن الاتحاد تلقى “تطمينات شفهية… رسمية” مماثلة من الإمارات، مؤكدة، أن الدول الأربع قالت في رسالتها، إنها تثمن علاقاتها مع الشركات الأمريكية وتنوي المحافظة عليها وإن تلك العلاقات لن تتأثر بالمقاطعة.
وأوضافت رويترز، أن السفارة الأمريكية في أبوظبي أحجمت عن التعليق. فيما لم ترد الدول العربية الأربع حتى الآن على أسئلة من رويترز بشأن الخطاب.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، قام بزيارة استمرت أربعة أيام إلى المنطقة في يوليو/تموز الماضي، حيث التقى بأطراف النزاع، وقدم مقترحات لإنهاء الأزمة.
وكانت الدول الأربع قطعت علاقاتها الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر في الخامس من يونيو/حزيران، وعلقت مسارات النقل الجوي والشحن البحري مع قطر، والتي تعتير أكبر بلد مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.