وكالات -بزنس كلاس:
فيما العالم يحبس أنفاسه استعداد لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تمديد الاتفاق النووي مع إيران أو إلغاءه وما يحمل ذلك من تبعات قد تجعل هذا الصيف الشرق أوسطي “الأشد حرارة” تاريخياً، سارع أركان دولة الاحتلال الإسرائيلي لتحضير المشهد داخلياً لـ “ثمن” يجب دفعه مقابل إعلان الحرب على إيران من البوابة السورية، فيما نشطت الماكينة السياسية الإيرانية للتحذير من “ندم تاريخي” سيطال ترمب وأصحاب الرؤوس الحامية في واشنطن وتل أبيب من مغبة الذهاب نحو السيناريو الأسوأ.
وفي التفاصيل، كشف محامي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عمدة نيويورك السابق رودولف جولياني، علنا عن رغبة سيّد البيت الأبيض في “تغيير النظام” بإيران، فيما يستعد ترامب للتخلي عن الاتفاق النووي معها.
ونقلت صحيفة “بوليتيكو” عن جولياني المعروف بمواقفه اليمينية قوله في مؤتمر جمعية المهاجرين الإيرانيين التي تدعو لتعزيز الديمقراطية في إيران: “إن ترامب مهتم بنفس القدر بتغيير النظام في إيران، مثله مثل كل أولئك المجتمعين في هذا المؤتمر”.
وزعم رئيس بلدية نيويورك السابق، أن تغيير السلطة في الجمهورية الإسلامية هو “السبيل الوحيد للسلام في الشرق الأوسط”. وادعى أن “هذا أكثر أهمية من حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.
وقال ترامب في يناير الماضي، تعليقا على الاحتجاجات الجماهيرية في المدن الرئيسية في إيران، إن الولايات المتحدة ستدعم شعب الجمهورية الإسلامية “عندما يحين الوقت”.
وقبل ذلك عبّر ترامب، بضغط من إسرائيل والدوائر اليمينية الأمريكية، مرارا عن عدم رضاه عن الاتفاق النووي بين إيران والوسطاء الدوليين “الست” (روسيا، الولايات المتحدة، بريطانيا، الصين، فرنسا، ألمانيا). وهدد الرئيس الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بصعوبة بالغة وبعد سنوات من المفاوضات الماراثونية المعقدّة والشاقة، إذا لم يتم “تصحيحه” قبل 12 مايو الجاري، وهو موعد تجديد الالتزام الأمريكي برفع العقوبات ضد إيران، الوارد في “خطة العمل المشتركة” التي تضمنها الاتفاق النووي.
وفي سياق تحضير الداخل الإسرائيلي لأثمان “مؤلمة” مقابل ضرب إيران وفي تناسق مع حديث وزير حربه أفيغدور ليبرمان، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه سيكون من الأفضل مواجهة إيران عاجلا وليس آجلا إذا لزم الأمر، مضيفا أن بلاده لا تسعى إلى التصعيد.
وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي، اليوم الأحد 6 مايو/ أيار في بداية الاجتماع الأسبوعي لحكومته، “الحرس الثوري الإيراني، في الأشهر الأخيرة، عمل على تزويد سوريا بأسلحة متقدمة لمهاجمتنا، سواء في ميدان المعركة أو على الجبهة الداخلية، بما في ذلك طائرات من دون طيار هجومية، وصواريخ أرض-أرض، والأنظمة المضادة للطائرات الإيرانية التي ستهدد قوتنا الجوية”.
وكان نتنياهو قد أعلن، في الأسبوع الماضي، أن بلاده “تمتلك أكثر من 55000 وثيقة سرية تم الحصول عليها بعمل استخباراتي حول أنشطة إيران النووية السرية”، مشيرا إلى أن “الوثائق تثبت أن إيران تكذب عندما تقول إنها أوقفت أنشطتها النووية وسعيها لامتلاك الأسلحة النووية”.
من جانبها، نفت إيران ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي. إذ قال وزير الدفاع أمير حاتمي إن مزاعم نتنياهو “بلا أساس وخاوية”، مشيرا إلى أن “إثارة مثل هذه المزاعم لا تنطلي حتى على الجماهير والرأي العام وتكشف عن عجز وتخبط الكيان الصهيوني جراء هزائمه في المنطقة وعجزه في مقابل المقاومة البطولية للمقاومين الفلسطينيين الذين يرفضون المساومة”.
وصرح الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الولايات المتحدة الأميركية ستندم ندما تاريخيا إذا ما خرجت من الاتفاق النووي، مشددا على أن بلاده لن تتفاوض مطلقا حول قدراتها الصاروخية.
وقال روحاني خلال كلمة له في مدينة سيزوار إن “الولايات المتحدة ستندم ندما تاريخيا إذا ما خرجت من الاتفاق النووي”، مؤكدا “إيران لن تتفاوض مطلقا حول قدراتها الصاروخية”، بحسب ما نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية.
وأضاف روحاني “الأمم المتحدة صادقت على هذا الاتفاق؛ كلنا متحدون ومتفقون على أن الخطوة التي قُمنا بها كانت خطوة صحيحة”.
هذا وأبرمت إيران مع الدول الكبرى “5 + 1” (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، بالإضافة إلى ألمانيا) اتفاقا تاريخيا لتسوية الخلافات حول برنامجها النووي، في تموز/يوليو 2015 و تم اعتماد خطة العمل الشاملة المشتركة، التي في حال الالتزام بها، ترفع العقوبات المالية الاقتصادية المفروضة سابقا على إيران من قبل مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.