علاقات قطر – سنغافورة تحت مجهر المعهد الدبلوماسي

نظم المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية، ندوة حول العلاقات بين دولة قطر وجمهورية سنغافورة، حاضر فيها سعادة السيد “جاي إس سوهان” سفير سنغافورة لدى الدولة، وحضرها أصحاب السعادة مديرو الإدارات والمساعدون ومجموعة من الدبلوماسيين القطريين وموظفي وزارة الخارجية.

ووصف سعادة السفير السنغافوري العلاقات بين قطر وبلاده بالممتازة.. مشيرا إلى أن العديد من الشركات السنغافورية حريصة على التعامل مع قطر، وأن للشركات القطرية أيضا نصيبا في اقتصاد سنغافورة.
وأوضح أن سنغافورة وقطر تعملان ضمن مجموعات دولية تمثل أسواقا هامة، إضافة إلى استثماراتها الجيدة، وهناك مستويات متنوعة من التنسيق والتعاون بين الطرفين بداية من الأمم المتحدة، ووصولا إلى العلاقات والمشاريع الثنائية.
وذكر أن قطر وسنغافورة أنشأتا في عام 2006 لجنة اتصال على مستوى عال، وأن بعض المشاريع تقدمت بشكل مرض، وبعض الأعمال الأخرى تحتاج إلى تنشيط ومزيد من العناية، لكنه عبر عن تفاؤله الكبير بأن الاتصالات متواصلة بين البلدين، وأن الزيارات المتبادلة لكبار الشخصيات والمسؤولين في البلدين تشير إلى آفاق ممتازة للتعاون حاضرا ومستقبلا.. كما تحدث سعادة السفير عن مشاريع اقتصادية واستثمارية مشتركة بين مؤسسات بالبلدين، متوقعا أن تأتي بثمار، بحيث تكون نموذجا في التعاون بين دولتين.
وقال إن “سنغافورة، التي استقلت في عام 1956، بعد الانفصال عن ماليزيا، أصبحت اليوم تحظى بناتج محلي إجمالي للفرد الواحد يقدر بـ 87000 دولار ، وبما أنه لم يكن لديها الكثير من الموارد، ولم تكن علاقاتها جيدة بجيرانها، فقد كان يتوجب على المواطنين أن يعتمدوا على أنفسهم وعلى قدرتهم الابتكارية، وأن يقتنصوا الفرص، ويفكروا بطريقة برجماتية”.
وأضاف أن “العديد من الشركات متعددة الجنسية كانت تستغل سنغافورة، لكننا رأينا أننا يمكن أن نستفيد أيضا من استثماراتها في أرضنا، ونطورها، ونخلق المزيد من مواطن العمل، ونحقن البلد بالتكنولوجيا”.
وأوضح أن الحكومة السنغافورية، بعد خمسين سنة من الاستقلال، أنشأت لجنة خاصة للنظر في إمكانيات وآفاق المستقبل، مشيرا إلى أنه من بين المسائل المهمة التي كان على تلك اللجنة الإجابة عنها هي “كيف يمكن للشعب السنغافوري أن يطور المهارات المناسبة؟”.
وقال سفير سنغافورة إنه “لا يكفي اكتساب التكنولوجيا، وإنما ينبغي أيضا التكيف مع المستجدات، حيث إن الأوضاع العامة تتغير باستمرار، داخل سنغافورة وفي العالم، ومن ثم يتوجب على المواطن أن يطور نفسه ليتكيف معها، حتى يتمكن من الحفاظ على مستوى جيد من المعيشة في المستقبل”.
وأضاف أنه “عندما يقارن بين سنغافورة وقطر، يستنتج أن الحجم الجغرافي والديمغرافي الصغير لا ينبغي أن يكبح التطور، بل على العكس ينبغي استغلاله بحيث يكون ميزة وليس عقبة.. إن أهم شيء يستخلصه من التجربة السنغافورية، فيما يتصل بالحكم الجيد، هو أنك عندما توقع اتفاقا، ينبغي أن تنفذه، فهذا ما يكون رصيدا من الثقة يجعل العديد من الدول تقبل على التعامل مع سنغافورة دون خوف، وضرب مثالا بالعديد من اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعت عليها سنغافورة مع دول أخرى”.

السابق
أمواج عالية في عرض البحر.. تحذيرات من أمطار رعدية ورياح قوية
التالي
صاحب السمو يهنئ رئيس هنغاريا بإعادة انتخابه