عشوائية زيدان في التحضير والتبديلات قتلت ريال مدريد

 

أضاع ريال مدريد فرصة تعميق الفارق مع غريمه التقليدي وملاحقه برشلونة بعد سقوطه أمام فالنسيا بطريقة غريبة خلال المباراة التي أقيمت على ملعب الميستايا، الريال خسر المباراة في أول 10 دقائق ثم قضى الـ80 دقيقة المتبقية محاولاً التعديل.

ريال مدريد لم يقدم مباراة سيئة على الصعيد الهجومي، فقد خلق فرص عديدة للتسجيل، وأطلق على المرمى 22 تسديدة، لكنه عانى من المساحات في الخلف وتلقى هدفين على حين غرة وكاد أن يتلقى الهدف الثالث في أكثر من مناسبة، مشكلة الفريق اليوم ليست ذهنية ولا يتحمل مسؤوليتها اللاعبين، بل المدرب زيدان، وسنفسر ذلك بعدة نقاط.
التحضير السيئ .. فالنسيا ليس نابولي

زيدان لعب بنفس الطريقة التي لعب بها الشوط الأول أمام نابولي، وذلك بالاعتماد على العرضيات بشكل مبالغ به، ورغم تسجيله هدف من هذه الاستراتيجية لكنه لم ينجح في تسجيل أهداف أخرى وكان الفريق يضيع الكرات بدون فائدة في الكثيرة من الأحيان بتطبيقه هذه الخطة.

فالنسيا من أفضل الفرق التي يمكنها التعامل مع العرضيات في الآونة الأخيرة، فالفريق تحسن كثيراً مع المدرب جونزاليس في هذا الجانب، فشاهدنا اليوم كيف يتم منع لاعبي ريال مدريد من إرسال العرضيات بأريحية، فدائماً ما كان يواجه محول العرضية من الريال ضغط من لاعب أو اثنين، والكرة الوحيدة التي تم تحويلها بشكل مريح جاء منها الهدف الوحيد بعرضية من مارسيلو ورأسية من رونالدو.

زيدان لم يحضر جيداً للقاء ولم يدرس فالنسيا في المباريات الأخيرة، ولو فعل ذلك لعلم أن مشاكل فالنسيا الدفاعية معظمها في العمق وليست على الأطراف، على الأقل في المباريات الأخيرة، ومن شاهد مباراة الخفافيش أمام إيبار يعي جيداً ما أتحدث عنه.
تبديلات غير منطقية من زيدان ضرب فيها المنطق عرض الحائط

بيل بدلاً من خاميس، فاسكيز بديلاً لمودريتش، وناتشو بمكان فاران، هذه التبديلات التي أجراها زيدان خلال الشوط الثاني والتي أثرت بشكل كبير على مردود الفريق هجومياً، فرغم أنه دفع بمهاجمين لكن الفريق تراجع في خلق الفرص باستثناء الخمس دقائق الأخيرة.

زيدان قام بإخراج لاعبين خط وسط هما خاميس ومودريتش ودفع بمهاجمين، وبتراجع المردود لبدني لكاسيميرو وكروس حدثت فجوة في خط وسط الريال استغلها فالنسيا بالخروج بالكرة بشكل مريح وتبادل الهجمات مع الريال في النصف ساعة الأخيرة.

كان يجب على زيدان الدفع بإيسكو بدلاً من تبديل ناتشو بفران أو الاستغناء عن فاسكيز إن كان تبديل المدافع الفرنسي اضطرارياً، وذلك لإعادة التوازن إلى خط الوسط مع المحافظة على الكثافة العددية في خط المقدمة، فقلناها سابقاً، كثرة المهاجمين لا تفيد بشيء إن لم يكن هناك من يحضر لهم بشكل جيد.

رغم الخسارة .. ريال مدريد بخير

صحيح أن لهذه الخسارة أثر معنوي ونفسي على اللاعبين وعلى حسابات التتويج باللقب أيضاً، لكن الفريق ليس سيئاً كما يظن البعض، ففالنسيا أحرز هدفين مباغتين في الدقائق الأولى وبلقطة عبقرية من سيموني زازا لا تحدث كثيراً، ولولا ذلك لكان من الصعب على فالنسيا الخروج منتصراً من هذا اللقاء.

خسارة اليوم لها ما يبررها من ظروف وبعض الأخطاء من المدرب، أي لا يوجد داعي للقلق على مستوى الفريق قبل الدخول في المرحلة الحاسمة من الموسم، كل ما يحتاجه ريال مدريد البقاء في نفس التركيز والابتعاد عن الاستسهال خصوصاً في الشق الدفاعي كما حدث في الربع ساعة الأولى من عمر المباراة.

Previous post
كم مرة خسر ريال مدريد في الموسم الحالي ؟
Next post
كاسياس يدخل تاريخ دوري الأبطال بثلاثة أرقام قياسية