عروض لندن.. تصاميم مينيمالية وقصّات مسترخية تكرّس مفهوم البساطة

 

قد يعتقد البعض أنه لا رابط فعلياً بين الموضة والسياسة، ولكن في الحقيقة، لا يبدو هذا الاعتقاد في مكانه! شخصياً، لديّ اقتناع راسخ بأن السياسة لها تأثير مباشر على صناعة الأناقة، وبأن كلاً منهما تكمّل الأخرى. لكل منهما حضورها القوي، وهما تُعدّان أيضاً من العناصر الرئيسية في حياتنا اليومية، وهذا ما دفعني في دراساتي العليا إلى الجمع بين اهتمامي بعالم السياسة وحبي لصناعة الأناقة.

 

برأيي، إن ملابسك تروي الكثير عن ملامح شخصيك، والطريقة التي تقرّرين بها تنسيق إطلالتك تشكّل رسالة مباشرة عمّا تريدين التعبير عنه، وهذه الطريقة في التعبير هي الأكثر تأثيراً. ومع الأخذ بكل هذه المعطيات في الاعتبار، لا نستغرب لجوء دور الأزياء العالمية خلال عروض الموضة إلى التعبير عن هذا الواقع وتسليط الضوء عليه، مع رفده بالكثير من ملامح الجمال التي تضاهي الأعمال الفنية الحرفية.

لذا، في هذا التقرير الذي يتناول أسبوع لندن للموضة الذي أنهى أعماله أمس، قرّرت أن أنقل اهتمامي من تصاميم الأحذية المبتكرة، إلى التركيز هذه المرة على قطع الملابس التي تحتاج إليها كل سيدة في حياتها اليومية: الفساتين، التي تتصدّر أبرز الإصدارات الكلاسيكية في صناعة الموضة اليوم.ومع ذلك عليّ أن أعترف بأن المهمّة لم تكن سهلة فعلياً، فلكوني شخصية كلاسيكية وأميل إلى التصاميم المينيمالية، واجهت بعض الصعوبة في تحديد اختياراتي من عروض لندن، التي خلافاً لعروض نيويورك، لم تكن إلّا سابقة لعصرها وفي غاية الابتكار.

استناداً إلى ستايلي الشخصي، عادةً ما أنصح بارتداء قطعة واحدة تكون هي الأبرز في الإطلالة، مع الحرص على أن تكون بقيّة القطع والخيارات بسيطة ومينيمالية. فبرأيي، البساطة هي مفتاح الإطلالة الراقية. ولذا، عادةً إمّا أنظر إلى المجوهرات والأحذية على أنها القطع الأقوى والأبرز في الإطلالة. ولكن هذه المعادلة لا تنطبق على الجميع، لذلك نصيحتي لكِ أن تتأكدي من أن تكون مجوهراتك، حقيبتك، ملابسك، حذاؤك، شعرك ومكياجك، كلها منسجمة ومتكاملة في ما بينها، لتكون النتيجة النهائية انسيابية وفي قمّة الشياكة.

في هذا التقرير، جمعتُ لكِ اختياراتي المفضّلة من عروض أزياء أسبوع لندن لربيع وصيف 2019، والمفاجأة الكبيرة كانت في عودة اللون الأسود بقوة إلى دائرة الضوء، فضلاً عن التركيز الكبير على التصاميم الأنيقة والمسترخية. ومن بين غالبية هذه الاختيارات، البساطة كانت دائماً العنصر الأول الذي ركزت عليه، فهي تعكس أسلوبي الخاص، فأنا على سبيل المثال أستمتع بتنسيق فستاني الصباحي مع سوار ماسي عريض و كعب عالٍ رفيع بدل أقراط اللؤلؤ الناعمة والحذاء الرفيع القصير، كما أستعيض عن الليبستيك النيود بآخر داكن اللون، فالحكمة تكمن في التفاصيل الدقيقة دائماً!

عرضا Emilia Wickstead و Delpozo كانا المفضّلين لديّ، فضلاً بالطبع عن عرض ريكاردو تيسكي الأول لـBurberry الذي جاء رائعاً. Roland Mouret وOsman قدّما تشكيلتين جميلتين بتصاميم خالدة.

وتذكّري دائماً أن أسلوب المزج والتنسيق هو بمثابة الفن الذي يتيح لك الحصول على إطلالة مثالية وذات شخصية متميزة، خذي على سبيل المثال فستان Delpozo الأبيض، ونسّقيه مع أحد أحذية Christian Cowan من عرضه الأخير في نيويورك وستتأكدين من أن الأمر برمّته يتعلق بتلك القطعة القويّة والبارزة التي ستغيّر إطلالتك بالكامل. ألا توافقينني الرأي؟

 

Previous post
“AutoCamp Yosemite”.. واحة تخييمية لا مثيل لها على بعد 3 ساعات من “سان فرانسيسكو”
Next post
فيكتوريا بيكهام تحصل على دعم هائل لإنجاح تصاميمها و إطلالتها الأخيرة كلّ ما نحتاج إليه لنهاية الصيف