
عندما دخلنا إلى حساب ديور Dior على الانستغرام قبيل بداية ديور كروز 2019، كانت لنا هذه الفيديوهات أو الإعلانات الترويجية التي جعلتنا نطرح الكثير من الاستفهامات عن مكان العرض والأجواء عموماً. ليس جديداً أبداً على ديور أن تختار الأماكن الخارجة عن المألوف، فهي بالنهاية تسعى إلى أن تبقى الرائدة في عالم الموضة والرقم الأصعب.
من المفترض كان أن يبدأ العرض عند الساعة الثامنة لكن المقاعد بقيت فارغة ولم يتمكّن المدعوّون من الوصول بسبب الزحمة الخانقة في باريس. في تمام الساعة التاسعة والربع بدأ العرض وانهطل المطر أيضاً!
Domaine De Chantilly الفرنسي!
اختارت ماريا غراتسيا شيوري أن تقيم عرض ديور كروز 2019 في Domaine De Chantilly، وهو من أشهر المقامات التاريخية في فرنسا، تحديداً في مدينة شانتيلي التي تبعد 50 كيلومتراً عن العاصمة.هذا القصر الأثري والتاريخي يعود لحقبة العصور الوسطى، يحمل في زواياه الداخلية الكثير من الفنّ تحديداً الثقافة الفرنسية. لكن ماريا غراتسيا شيوري اختارت تلك الباحة الرملية الخارجية للقصر التي تزيّنت بالشرائط الملوّنة والمنصّة الخشبية التي كانت مستعدّة لاستقبال العارضات.فهل تذكرون يوم قدّم كريستيان ديور في العام 1947 فستانه السهرة المستوحى من قصر شانتيللي؟ وهذا ما فعلته شيوري في تشكيلة ديور كروز 2019 برؤية جديدة جمعت بين الإرث الثقافي والفينتيتج وبين ما تريده المرأة العصرية الآن.
الإرث الثقافي في ديور كروز 2019
انطلاقة العرض كانت غريبة قليلاً: فما كان من جميع الحاضرين إلّا أن فوجئوا بدخول راعيات البقر المكسيكيات بطريقة استعراضية وسط هذه الباحة مبشّرين بانطلاقة ديور كروز 2019.
إنها رؤية ديور التي أعادتنا إلى العام 1948: تنانير طويلة باللون البيج أو من التول الشفّاف نسّقت مع الجاكيتات ذات الأزرار السوداء حيث بدت امرأة ديور عملية لكن بطابع غربي أميركي وكأنها كانت تنتظر دورها فقط لتمتطي هذا الحصان. هل عدنا إلى أجواء رعاة البقر؟حافظت شيوري كثيراً على الستايل الرصين في قصّاتها حيث لم نر ملابس فاضحة أو كاشفة على الرغم من هيمنة التول في الفساتين ذي القصّات الواسعة والمنسدلة، خاصّة على الأكمام وفي التنانير التي تزيّنت بالطبعات والرسمات أو حتى التقليمات الملوّنة التي دخلت عليها أحياناً الجاكيتات الجلدية أو جاكيتات البلايزر.
عنصر المفاجأة كان حاضراً جدّاً خلال هذا العرض، حيث شاهدنا على عصرية كبيرة خاصّة في الشورتات القصيرة المنقوشة مع الجاكيتات الطويلة باللون البرغندي أو حتى مع موديل الجامبسوت القصير أو حتى في السراويل الضيّقة التي لم يكن لها أي نهاية ولم نملّ منها أبداً.امرأة ديور لا يمكن أن يقف أي شيء في طريقها: على الرغم من هطول المطر غير المتوقّع، استمرّت العارضات في المشي حيث تبلّلت ملابسهن ولكنهن استطعت أن يظهرن الإبداع. فالرسالة التي أرادت شيوري أن توصلها كانت واضحة جدّاً من حيث البساطة والعملية في التصميم: أوليس هذا ما تريده كل امرأة اليوم؟
نسّقت القميص الأبيض مع ربطة العنق السوداء والتنورة الطويلة المقلّمة والمنسدلة: فهل يكون هناك أجمل من هذا المزيج الذكوري والأنثوي؟ربّما اختيار هذا الموقع كان دليلاً كافياً لنعرف أنه لم يعد عصر انتعال الكعب العالي، حيث كانت الجزمة العالية هي الحاضر الأوّل والأخير في كلّ إطلالة، عدا عن الأحزمة الجلدية العريضة أو قبعات الفيدورا ذات الشريط الأسود.
حضور الأكسسوارات كان خجولاً وبسيطاً في غالبية الإطلالات، حيث اكتفينا برؤية العقود الناعمة في العنق وأقراط أذنٍ طويلة ومنسدلة.