وكالات – بزنس كلاس:
قال فرحان يوسف، الطالب الدولي بكندا ونائب رئيس العمليات والتمويل باتحاد طلاب جامعة “ليك هيد” الكندية، في مداخلة أجراها مع راديو CBC الإخباري الكندي: إن الصدمة والتوتر سادا شعور كافة الطلاب والجامعة على حد سواء، وبخاصة الطلاب السعوديين الذين باتوا مجبرين الآن على ترك كل شيء بمن فيهم أصدقاؤهم وزملاؤهم وأيضا وظائفهم وسياراتهم وجميع متعلقاتهم الشخصية، والرحيل عن دولة كندا، وذلك في الوقت الذي يتواجد فيه بعض الطلاب الذين يحضرون درجات الماجستير والدكتوراه لما يقرب من ست أو سبع سنوات، وأيضا طلاب سعوديون آخرون في عامهم الدراسي الأخير فقط بالجامعة، مؤكدا أنه سيحاول تقديم كل ما يملكه لمساعدة أصدقائه السعوديين ولكنه يشعر بالعجز عما يمكن تقديمه إليهم في ظل تلك المحنة التي يمرون بها؛ حيث سيضطرون إلى خسارة عام دراسي كامل بانتقالهم إلى دولة أخرى إثر إلزامهم بإنهاء كافة المعاملات الورقية وتحويل أرصدة المنح الدراسية واعتمادها، والبعض أيضاً سوف يضطر إلى إعادة الدراسة من البداية مما يشكل تهديدا لمستقبلهم، ويعد أمرا قاسيا عليهم في إخبارهم بقلب حياتهم بالكامل إثر ليلة وضحاها.
ارتباك وتخبط
وأوضح فرحان يوسف، والذي قدم مع زملائه مساعدات موسعة للطلاب السعوديين لدعمهم ومساعدتهم في ظل الأوضاع الجديدة التي يمرون بها، إنه كان هناك الكثير من الارتباك والتخبط والصدمة أيضا التي انتابتنا في فهم ما يحدث، ولكننا نحاول أن نرى طبيعة الأوضاع وما زلنا في الانتظار، ولكننا نأمل في ألا تتفاقم الأزمة لتتركنا الآن أمام حقيقة أن أصدقاءنا سيضطرون للمغادرة، ولكننا ننتظر لنرى ماذا سيحدث.
وعن صدمته بالإجراءات كون شريكه بالغرفة هو طالب سعودي الجنسية، قال: بالفعل، صديقي يدرس هنا منذ سنتين وهو في سنته الدراسية الثالثة بجامعة ليك هيد، وفي بادئ الأمر حينما سمع الأخبار ظن أنها مجرد مزحة وليست جادة، ولكنه فضل أن ينزوي بنفسه حيث يشعر بالصدمة جراء ما يحدث.
وحول الموقف الرسمي الذي تم إبلاغه للطلاب السعوديين من قبل حكومة دولتهم، علق يوسف إن العديد من أصدقائه السعوديين الذين سألهم قالوا إنهم قد أخبروا بأن لديهم ما يقرب من شهر لحزم حقائبهم ومغادرة كندا، وسيتوجهون بعدها أولا للسعودية وحينها سيتم إخبارهم بالدولة التي ينتقلون إليها، وأن الموعد النهائي لتحقيق ذلك هو ما بين 4-6 من شهر سبتمبر المقبل.
صدمة طلابية
وعن شعور الطلاب السعوديين، قال يوسف، إن العديد منهم كان في إجازة بالفعل ليرى عائلته وأصدقاءه وكانت الأمورعلى ما يرام وبعدها شعروا بالصدمة جراء معرفتهم بتطورات الأوضاع، وبالنسبة لي لا أستطيع تخيل كيف يكون شعورهم بعدما ظلوا هنا لسنوات ولديهم العديد من الأصدقاء وأصبحوا فيما يشبه جزءاً من العائلة، ثم فجأة يتم إخبارهم بترك كل هذا والرحيل.. لا يمكنني تصور ما يشعرون به الآن.
وتابع يوسف: إن العديد من الطلاب هنا لديهم التزامات ومتعلقات عدة، سواء سياراتهم الخاصة وإيجاراتهم المدفوعة وأيضا فواتير الهاتف، وسيكون لذلك تأثير كبير بشكل عام علينا كاتحاد طلاب وعلى الجامعة وعلى كندا بالتأكيد بشكل عام، ويشكل الطلاب السعوديون أيضا رابع أكبر عدد طلاب دوليين من دولة أجنبية واحدة في الجامعة وفي فترة سابقة كانوا أكبر مجموعة طلاب، والبعض منهم يحضر الآن لدرجات الترقي العلمية مثل الماجستير والدكتوراه.
وعن حدوث أي تجربة مماثلة ربما يكون قد شهدها يوسف لانخراطه بشكل واسع في رابطة الطلاب الدوليين، قال: لا.. لم تحدث مثل تلك الإجراءات من قبل خلال الفترة التي تواجدت بها في كندا، فهذا يعد إخلاء جماعيا شاملا للطلاب المقدر عددهم بـ16 ألف طالب، فنحن لا نتحدث عن مائة أو مائتي طالب فقط من رابطة ما، ولكن آلاف الطلاب في جميع أنحاء كندا، بالإضافة إلى بعض أساتذة الجامعات الذين يقضون فترة معايشة هنا بكندا، ليس في جامعتي فقط، ولكن في العديد من الجامعات أيضا، بجانب أن المرضى ذوي الجنسية السعودية المتواجدين في كندا سيضطرون للرحيل أيضا واستكمال علاجهم في دولة أخرى.
معاناة بلا حود
وتابع يوسف: إننا إلى الآن لا نعرف ما الذي يمكن أن نفعله كاتحاد طلاب، وأحيانا أشعر بالعجز عن المساعدة وأتمنى أن يكون هناك ما يمكنني تقديمه للمساعدة؛ حيث أرى صديقي السعودي وعضو اتحاد طلاب بالجامعة أيضا والذي يدرس في عامه الأخير من كلية الهندسة وبات الآن لا يستطيع إكمال دراسته، فتجد أنه كان يذاكر بجد لمدة ثلاث سنوات ومتحمس ليبدأ عامه الدراسي الأخير ليواصل عمله الجاد، ولكنه ذهب لإجازة لرؤية عائلته وبعدها تصاعدت الأوضاع وبات لا يعرف ما الذي يفعله الآن، ويوجد طالب سعودي آخر تبقى لديه “كورس” لمادة واحدة فقط قبل أن ينهي دراسته بالكامل، فتجد أنك لا تستطيع أن تفعل شيئا حيال ذلك، ولكننا نحاول أن نطالبهم بالهدوء والانتظار لأسبوع أو اثنين لنرى ماذا سيحدث، وإذا لم يكن هناك تحسن، فسنشرع حينها بجانبهم لاتخاذهم الإجراءات اللازمة للرحيل.
واكد يوسف أنه أمر قاس حقاً ولا أستطيع تخيل معاناة الطلاب السعوديين أصدقائي؛ حيث تم إخبارهم بأنهم سيرحلون ويتركون أصدقاءهم خلفهم، وبعضهم كان متواجدا هنا لحوالي ست أو سبع سنوات. وأوضح أن الطلاب السعوديين غالباً سوف يفقدون عاماً دراسياً كاملاً حتى بعد انتقالهم إلى دول أخرى، فبغض النظر عن أي دولة سينقلون لها، فسيستلزم عليهم الانتهاء من كافة المعاملات الورقية وأيضا تحويل رصيد المنحة من الجامعة في كندا إلى الجامعة الجديدة والعديد من الإجراءات الأخرى، فمن المرجح أن يفقدوا عاماً دراسياً وفقا لكل تلك الإجراءات والبعض منهم سوف يضطر لبدء الدراسة مرة أخرى بغض النظر عن جامعاتهم السابقة.
وتابع: كما أن بعض الطلاب أيضا قد بدأوا الحصول على عمل بمدينة ثاندر باي، وباتوا الآن مجبرين على ترك وظائفهم، ونقل أو بيع متعلقاتهم الشخصية، بالإضافة إلى محاولة التعرف على وضعهم الدراسي الجديد. ويوسف من المقيمين في قطر .