لا زال الإقبال ضعيفاً نسبياً على معرض “أسواق قطر” نتيجة عدة عوامل رئيسية تحدثت عنها بعض المشاركات في المعرض. وكشف عدد من السيدات المشاركات في المعرض، الذي نظمته وزارة التنمية الإدارية والعمل للأسر المنتجة مؤخراً، عن معوقات رئيسة تواجه أنشطتهن، تتمثل في صعوبة التسويق، ونقص التمويل لمشروعاتهن الإنتاجية، والتحديات التي تواجه إدخال المواد الخام، بالإضافة إلى عدم وجود معارض كافية، ومقرات دائمة يمكن أن يتردد عليها الراغبون في المنتجات القطرية.
وأضفن في حديثهن أن ضعف التسويق لمنتجاتهن، من أهم العوامل التي أدت إلى فشل الكثير من المعارض والأسواق، بالرغم من تفاعل الأسر المنتجة، وحرصها على المشاركة، وأكدن أن قلة الإعلان والترويج لهذه المعارض، عادةً ما يكون هو السبب الرئيس وراء ضعف الإقبال، حيث تقام الكثير من المعارض التي لا يدري عنها أحد، الأمر الذي يؤثر في عملية القوة الشرائية، وطالبن الجهات المنظمة بضرورة دراسة كافة العقبات التي تواجه الأسر المنتجة، والعمل على تذليلها وإيجاد الحلول اللازمة لها في أسرع وقت ممكن.
إدخال المواد
بدايةً تقول السيدة نوال النعيمي، إنها تواجه مشكلة حقيقية، في إدخال المواد الخام إلى الدولة، بسبب الجمارك الباهظة التي تفرض عليها، لافتةً إلى أنها تعمل في مجال صناعة العطور، وسبق أن فازت بالمركز الأول، في الجائزة التشجيعية قبل عامين عن فئة الأفراد، مبينةً أنها كانت بمثابة حافز تشجيعي كبير، جعلها تمضي في الطريق رغم كل الصعوبات والتحديات التي تواجهها، موضحةً أن المنتجات التي تقوم بصناعتها تحتوي على البخور العربي والفرنسي، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من العطور، وأشارت النعيمي إلى عقبة أخرى تتمثل في تسويق هذه المنتجات، على الرغم من أن الدولة لم تقصر في إقامة المعارض والأسواق، للأسر المنتجة سواء في درب الساعي أو غيرها، لكن ما نطمح إليه الآن هو إقامة سوق دائم، يتيح لنا فرصة المنافسة والاستمرار في تطوير المنتجات، دون الانتظار حتى موعد إقامة المعرض الموسمي، الذي يقام على فترات متباعدة، وللأسف كما تقول نوال النعيمي، ذلك يؤدي إلى وأد الفكرة نظراً لعدم الإقبال المطلوب على تلك المعارض.
تطوير الآليات
بدورها أكدت السيدة أمل محمد الهاجري، على ضرورة تطوير آليات دعم الأسر المنتجة، بزيادة التسهيلات اللازمة التي تمكنها من تطوير منتجاتها، لمواكبة مسيرة التنمية والنهضة، مشيرةً إلى أن بيئة العمل، من أهم الصعوبات التي تواجههن، خاصة أنهن يحتجن إلى إنتاج كميات كبيرة من المنتجات، التي تتطلب معاونين من الأيدي العاملة، وماكينات وغيرها من التسهيلات التمويلية، وأوضحت أن منتجات الأسر أصبحت معروفة خارج قطر، وكثير من الجهات تطالب بزيادة الكميات، إلا أن محدودية العمل، بسبب عدم وجود ورش ومعارض دائمة للإنتاج والتسويق، في ظل ارتفاع أسعار الإيجارات، الذي يعرقل تلبية احتياجات السوق، المحلي والخارجي من المنتج القطري، وغيرها من العقبات التي يجب تذليلها، والعمل لإيجاد الحلول اللازمة لها، حتى تساهم الأسر المنتجة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية.
تعدد المجالات
من جانبها أوضحت السيدة موزه سلطان العامري، أن للأسر المنتجة دوراً عظيماً في المجتمع، وأشارت إلى عدد من المجالات، التي برزت فيها الأسر المنتجة، مثل مواهب التصميم والطبخ والخياطة والابتكارات وغيرها، وترى ذلك من خلال التجارب والمشاهدات خلال السنوات الأخيرة، مضيفةً أن كثيرا من هذه الأسر استطاعت تحقيق أهدافها في الوصول لمستوى أعلى بفضل مجهودها وحبها لموهبتها، لافتةً إلى أنها حاربت الظروف والصعوبات لتحقيق الأحلام، مما جعل الدولة تعطي فرصة للكشف عن هذا الإنتاج العظيم، وتخلق فرصا للمشاركة والظهور في المعارض، التي تنظمها وزارة التنمية الإدارية والعمل، ولكن هنالك ضعفا في عملية الترويج لهذه المعارض، حيث تقام الكثير من المعارض التي لا يدري عنها أحد، الأمر الذي يؤثر في عملية القوة الشرائية، مطالبةً بالاهتمام أكثر بمسألة الترويج لهذه المعارض والأسواق.
أزمة التسويق
وفي السياق ذاته، تقول السيدة صافية الهاجري، إن أبرز التحديات والمشاكل التسويقية، تتمثل في المنافسة الشديدة من قبل المنتجات المستوردة، بالإضافة إلى عدم وجود معارض كافية، ومقرات دائمة يمكن أن يتردد عليها الراغبون في المنتجات القطرية، لافتةً إلى أنه نشاطات الأسر المنتجة، لم تعد حكراً على ذوي الدخل المحدود، أو الأسر المتعففة فقط، حيث شهدت معارض وأسواق الأسر المنتجة، انخراط الشباب ممن يدرسون بالجامعات ويطمحون لمستقبل أفضل في حياتهم المستقبلية، الأمر الذي يتطلب ضرورة تغيير نظرة المجتمع تجاه الأسر المنتجة، التي تضم عدداً كبيراً من الموهوبات اللاتي أردن أن يشققن طريقهن ويستطعن تمويل أعمالهن بأنفسهن، وفي الوقت نفسه يتمتعن بمميزات الأسر المنتجة، ولا شك أن تغير نظرة المجتمع تجاه الأسر المنتجة سينعكس على تطوير منتجاتها وأساليب تسويقها، ولفتت إلى ضرورة زيادة الدعم والاهتمام بالأسر المنتجة ودعم هذا الإنتاج، كي يتمكن من منافسة الطلب وكذلك المنتجات الأجنبية، حيث يعتبر العديد من المختصين، أن الاستثمار في الأسر المنتجة أمر بناء جداً على المستويين الاقتصادي والاجتماعي على حدٍ سواء.
دور الوزارة
يذكر أن سعادة وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، كان قد صرح لدى افتتاحه معرض «أسواق قطرية»، بأن الوزارة تسعى بالتعاون مع شركائها، إلى تمكين الأسر المنتجة، من خلال توفير معرض أو سوق دائم لعرض منتجاتها، كما تقوم الوزارة بمساندتها بمحلات تجارية وتنظيم معارض وأنشطة متنوعة لتمكينها والنهوض بمشروعاتها، لافتاً إلى دور الوزارة في توفير التدريب اللازم وتنظيم ورش العمل لتنمية قدرات المنتجين وتوجيه مواهبهم للاستفادة منها في مشروعاتهم، وأشار إلى أن الأسر المنتجة القطرية تحقق نجاحات كبيرة في الداخل والخارج من خلال تمييز منتجاتها وتنوعها، منوهاً بفوز إحدى هذه الأسر بجائزة كبرى في مملكة البحرين مؤخراً.
من ناحيتها، قالت السيدة نجاة العبدالله، مديرة إدارة شؤون الأسرة بوزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية: إن المعرض ضم 80 أسرة منتجة، وأوضحت أنه وفر ورش عمل تدريبية حول الحرف اليدوية التراثية ومهارات التسويق، مع إعطاء الفرصة للفائزين بجوائز هذا العام لعرض تجاربهم الإنتاجية والتسويقية منذ بدء أعمالهم وحتى الفوز بالجائزة، وأشادت بدور العاملين في الإدارة للخروج بالمعرض بهذه الصورة الرائعة وكذلك بدور الأسر المنتجة في تطوير مشاريعها حتى أصبحت منتجاتها تنافس بقوة في السوق القطرية، مشيرة إلى أن الإدارة تتعمد أن تضم معارضها المنتجات الضعيفة والمتوسطة والعالية حتى تتحقق الاستفادة المطلوبة واكتساب الخبرة من المنافسين، مشيرةً إلى أن الإدارة لا تفرق في مساعدتها للأسر المسجلة لديها، سواء في نوع المنتج أو مجاله، لكنها تدعم جميع المشروعات وتسانده القائمين عليها بتوفير الدورات التدريبية وورش العمل والتوعية بتطوير المنتج والتسويق.
انعكاسات إيجابية
تشير معطيات الأمور إلى أن مشاركة الأسر المنتجة، في المعارض والفعاليات الوطنية في الدولة لها انعكاسات إيجابية عديدة ومن أهمها تشجيع هذه الأسر للمساهمة بقوة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والتبادل الفكري والتسويقي ليكون قطاع الأسر المنتجة من القطاعات الشريكة التي تساعد بقوة في تنمية البلاد، وتمنح هذه المشاركات الأسر المنتجة الثقة التامة وبالتالي يتحقق لها النمو والتطور المنشود، على صعيد نوعية المنتج أو على صعيد زيادة دعم منتجات الأسر محلياً وعربياً، وتعمل المنتجات التقليدية دائماً على استقطاب الجمهور من شتى فئات المجتمع بسبب تنوعها، وتعتبر المعارض فرصة لكافة أفراد الجمهور للاطلاع على المعروضات المتنوعة، وخطوة نحو تعزيز المنتجات المنزلية بين طبقات الأجيال في المجتمع من خلال التعرف على مناحي الماضي بكافة جوانبه، وتسعى إدارة شؤون الأسر المنتجة إلى تحويل اتجاهات أفراد المجتمع من الاستهلاكية إلى الإنتاجية، والارتقاء بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي بأفراد الأسرة، وتعريف أفراد المجتمع بالأسر المنتجة والمشاريع الإنتاجية التنموية ودورها في تعزيز الرفاهية الاجتماعية، بالإضافة إلى تشجيع مؤسسات المجتمع المدني على دعم ومساندة المشاريع الإنتاجية للأسر المنتجة وتحقيق فكرة المجتمع الإنتاجي.