صيف الشرق الأوسط الحار بدأ الليلة.. واشنطن تنسحب من الاتفاق النووي مع إيران

عواصم – وكالات – بزنس كلاس:

يبدو واضحاً أن الصيف “الحار” الذي ينتظر منطقة الشرق الأوسط قد بدأ الليلة مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران كما كان متوقعاً وكما صرح أكثر من زعيم التقى ترمب مؤخراً.

وقبيل إعلان ترمب بساعة تقريباً، استبقت إسرائيل الإعلان الذي حتماً كان قد بلغها قبل إعلانه لتفتح أبواب الملاجئ الأرضية في مستوطنات الجولان السورية المحتل وشمال فلسطين المحتلة وإعلان حالة الطوارئ هناك في استعداد استباقي لهجمات محتملة من قبل إيران وحلفاءها في سوريا ولبنان ضد أهداف إسرائيلية باعتبار تل أبيب أعلنت صراحة على لسان رئيس حكومتها ووزير حربها أن الأولوية للتعامل “العسكري” مع برنامج إيران النووي.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

وبالفعل وبعد إعلان ترمب بنحو ساعتين الانسحاب من الاتفاق النووي، تصدت الدفاعات الجوية السورية لهجوم يعتقد أنه إسرائيلي رغم تحفظ جيش الاحتلال على التعليق عليه، وتم إسقاط صواريخ في منطقة الكسوة جنوب غرب العاصمة دمشق فيما يمكن اعتباره ربما الشرارة الأولى لحرب واسعة ومباشرة بين إيران وإسرائيل إذا ما نجحت تل أبيب بجر طهران إلى حرب تتحكم هي وواشنطن بتوقيتها.

طهران تسرع بالرد: سوف نستأنف عمليات تخصيب اليورانيوم

وفي أول رد إيراني رسمي على انسحاب الإدارة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني، اليوم الثلاثاء، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: إن الولايات المتحدة أكدت أنها لا تلتزم بالاتفاقيات الدولية ولا تحترمها. وأشار الرئيس روحاني إلى أن إيران سوف تبدأ بتخصيب اليورانيوم “دون قيود في حال فشل الاتفاقية لمصالحنا لكننا سننتظر عدة أسابيع قبل ذلك”.

وقال روحاني: كلفت وزارة الخارجية باجراء مفاوضات ومباحثات مع الدول الخمس لنرى إذا كان الاتفاق النووي سيعطي فوائد لإيران أم لا. مؤكدا أن إيران دولة تلتزم بما تتعهد به وأمريكا دولة لم تلتزم بما تتعهد به على الإطلاق. وأضاف الرئيس الإيراني: الأمريكيون يعاملون الشعب الإيراني وشعوب المنطقة بطريقة عدائية والتاريخ أكد ذلك. والشعب الإيراني كان وفيا بما تعهد به وفق تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومضى قائلا: الاتفاقية كانت بين عدة أطراف وصادق عليها مجلس الأمن الدولي ولم تكن بين إيران والولايات المتحدة.

وأكد روحاني أنه من هذه اللحظة فإن اتفاقية خطة العمل المشتركة فقدت أحد الأعضاء وعلينا انتظار قرارات الدول الست الكبرى. وكشف عن أنه أصدر التعليمات لوزارة الخارجية لدخول محادثات مع روسيا والصين حول الخطوات بعد انسحاب واشنطن من الاتفاقية. وبين روحاني أنه في حال ضمنت الاتفاقية مصالح الشعب الإيراني “سنستمر بها لكن إذا كانت الاتفاقية مجرد حبر على ورق لا تضمن مصالح شعبنا لدينا طريق واضح”.

وباستثناء إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والسعودية، جاءت ردود الفعل الدولية على إلغاء ترمب الاتفاق النووي غاضبة وأدانت القرار سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. فقد أعلن الاتحاد الأوروبي على لسان منسقة السياسية الخارجية للاتحاد، فريديريكا موغريني، تمسكه بالاتفاق النووي مع إيران في تكذيب مباشر وصريح وفوري لتصريح ترمب بأن الدول الأوروبية تقف خلف واشنطن في القرار وتؤيده.

من جانبها اعتبرت روسيا الاتحادية بأن قرار ترمب المثير للجدل سوف تكون له حتماً عواقب وصفتها بالوخيمة، فيما أكّد رئيس لجنة الدفاع في الدوما الروسي، ​فلاديمير شامانوف​، أنّ “قرار ​الولايات المتحدة الأميركية​ الإنسحاب من الإتفاق النويي مع ​إيران​، سيخلق بؤر فوضى جديدة في ​الشرق الأوسط​”، مشيرا الى انه ” لا معنى بعد الآن للامتناع عن توريد أنظمة أس 400 إلى إيران”.

رئيس دبلوماسية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني

بدوره وصف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الاسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني بالخطأ الشنيع. وقال أوباما لـ “سبوتنيك“: “خطة العمل المشتركة كانت مثالا لما يمكن أن تتوصل له الدبلوماسية، ونظام المراقبة والتصديق هو ما يجب على الولايات المتحدة العمل عليه”.

وتابع أوباما: “في الوقت الذي نقلق فيه جميعا بشأن نجاح الدبلوماسية مع كوريا الشمالية، إن الانسحاب من خطة العمل المشتركة يهدد بفقدان الصفقة مع إيران والتي تماثل ما نتطلع إليه مع كوريا الشمالية”.

كما أن أوباما، الذي جرى في عهده إبرام الاتفاق النووي الإيراني، قال في بيان عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك”، إن قرار الرئيس دونالد ترامب انسحاب واشنطن من الاتفاق “مضلل”. وأوضح أوباما في البيان: “اعتقد أن قرار تعريض الاتفاق للخطر دون أي انتهاك من جانب إيران هو خطأ جسيم”.

وكان الرئيس الأمريكي ترمب قد أعلن في وقت سابق الليلة، انسحاب الولايات المتحدة رسميا من الاتفاق النووي مع إيران. ووقع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض مرسوما يقضي بإعادة فرض العقوبات التي رفعت عن إيران بموجب الاتفاق النووي.

وقال ترمب، في كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء حول مستقبل دور الولايات المتحدة في الاتفاق النووي مع إيران، إن هذه الصفقة “هائلة” و”تسمح للنظام الإيراني بمواصلة تخصيب اليورانيوم”، مضيفا: “أعلن اليوم أن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق حول برنامج إيران النووي”.

وأشار ترمب إلى أن الولايات المتحدة تتوفر لديها “أدلة مؤكدة تثبت أن النظام الإيراني ينتهك الاتفاق النووي”، معيدا إلى الأذهان الوثائق، التي نشرتها مؤخرا إسرائيل حول هذه القضية.

واعتبر الرئيس الأمريكي بأن “الشرق الأوسط سيمر بسباق للتسلح النووي” حال تمديده الاتفاق مع إيران.

 

ترمب: سنطبق عقوبات قاسية ضد إيران ونظامها وستواجه مشاكل أكبر مما كان في أي وقت ماضي

وتعهد الرئيس الأمريكي بأن بلاده ستفرض عقوبات اقتصادية قاسية ضد “النظام الإيراني”. وقال في هذا السياق: “إننا سنفرض عقوبات على أعلى مستوى، وكل دولة ستساعد إيران في مساعيها للحصول على الأسلحة النووية قد تصبح أيضا عرضة لعقوبات قوية من قبل الولايات المتحدة، إن أمريكا لن تكون أبدا رهينة للابتزاز النووي”.

وتعهد ترمب بـ”التطبيق الكامل للعقوبات القاسية”، وهدد “النظام الإيراني” بأنه “سيواجه مشاكل أكبر مما شهدها في أي وقت مضى حال مواصلته مساعيه النووية”.

وكان ترمب قد قال في 12 يناير الماضي إنه يمدد تجميد العقوبات على إيران لـ4 أشهر في إطار الاتفاق النووي معها، فيما تعهد بأنها الأخيرة التي يقوم فيها بذلك ما لم يتم تعديل الصفقة.

واعتبر ترمب أن الاتفاق النووي مع إيران يتضمن “عيوبا هائلة”، لافتا إلى أن تمديده لتجميد العقوبات هذه المرة يمثل “آخر فرصة” لتعديل الصفقة، التي انتقدها مرارا وتكرارا خلال حملته الانتخابية ةبعد تولي رئاسة الولايات المتحدة، خاصة بسبب عدم فرضها قيودا على البرنامج الصاروخي الإيراني.

وتم إبرام الاتفاق النووي، المعنون رسميا بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة”، في 14 يوليو من العام 2015، بين إيران من جهة، ومجموعة “5 + 1″، التي تضم جميع الدول الـ5 دائمة العضوية في مجلس الأمن، أي روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى ألمانيا، من جهة أخرى، في إطار الجهود الدولية لتسوية قضية ملف طهران النووي التي استمرت سنوات طويلة.

وأعلنت الدول، التي وقعت على الوثيقة، في 16 يناير 2016، إطلاق تنفيذ خطة العمل المشتركة الشاملة، التي تقضي برفع العقوبات المفروضة على إيران بسبب أنشطتها النووية السابقة، مقابل قيام طهران بالحد من نطاق برنامجها النووي ووضعه تحت المراقبة الشاملة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأكدت كل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة مرارا أن الحكومة الإيرانية تلتزم بالصفقة، محذرة الإدارة الأمريكية من التداعيات الخطيرة لانسحابها من الاتفاق النووي، فيما دعت الدول الأخرى المشاركة في الصفقة مرارا الولايات المتحدة للبقاء في الاتفاق.

وعلى الصعيد الميداني، ذكرت مصادر إعلامية بأن إسرائيل سارعت فور أعلان ترمب الانسحاب إلى شن هجوم صاروخي على سوريا كما يعتقد في استفزاز مباشر لإطلاق شرارة الحرب.

قال مصدر عسكري سوري، مساء الثلاثاء، إن الدفاعات الجوية السورية تصدت لصاروخين إسرائيليين ودمرتهما في منطقة الكسوة بريف دمشق.

وكان مراسل RT في سوريا قد أفاد بأن انفجارا ضخما وقع في نقطة تابعة للجيش السوري قرب الكسوة بريف دمشق. وقال مراسل RT Arabic إنه لا توجد أية معلومات عما إذا كان عدوانا أو انفجارا.

من جانبه، رفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في حديث لوكالات روسية تأكيد أو نفي الضربات الإسرائيلية على سوريا مساء الثلاثاء.

انفجار ضخم في نقطة تابعة للجيش السوري قرب الكسوة بريف دمشق

السابق
قطر للبترول: إنتاج 6.5 مليون برميل يومياً خلال 8 سنوات
التالي
زيدان يُطمئن عشاق ريال مدريد على حالة كريستيانو رونالدو