وكالات – بزنس كلاس:
قال إسماعيل قبيتا المدير التنفيذي لمنظمة عفر البحر الأحمر لحقوق الإنسان في لندن، ان القوات الإماراتية الموجودة في إريتريا تقتل عشرات الصيادين العفريين، وتنفذ حملة شعواء وتعديا سافرا على المواطنين في اقليم عفر البحر الاحمر بالتواطؤ مع النظام الإريتري، لافتًا إلى أن القوات الإماراتية اغرقت أكثر من 50 زورقا للصيد.
وكشف قبيتا في حواره مع “الشرق” عن أن أبوظبي أنشأت سجونا سرية في عصب لتعذيب السجناء والمعتقلين اليمنيين، موضحاً ان الدولة باعت للإمارات منطقة شاسعة في منطقة مكعكع.
وأكد أن التمركز العسكري الإماراتي يقع في قاعدة مكعكع بضواحي عصب، معتبراً ان الإمارات تسعى للهيمنة على حركة الملاحة في باب المندب.
وإلى نص الحوار..
*نظم أمس عشرات الناشطين من عفر البحر الأحمر تظاهرات أمام السفارة الإماراتية في كندا احتجاجا على احتلال أبوظبي لاراضيهم واستهداف الصيادين في منطقة مكعكع بضواحي عصب.. هل لك أن تشرح دوافع التظاهرات؟
* في الواقع، فإن القوات الإماراتية ومنذ وصولها إلى إريتريا قبل عامين ونصف قامت بالتعدي السافر وشن حرب شعواء على المواطنين الإريتريين بشكل عام وعلى شعب (العفر) بشكل خاص، حيث قامت بارتكاب جرائم بشعة ضد سكان المنطقة، وهو ما جعل الناشطين ينظمون هذه الفعالية احتجاجا على تصرفاتها ضد المواطنين العفريين.
تمركز القوات الإماراتية
*أين تتمركز القوات الإماراتية في إريتريا؟
*إن القوات الإماراتية تتمركز في القاعدة العسكرية المستأجرة من النظام الإريتري والواقعة في منطقة “مكعكع” بضواحي عصب، والتي تسعى من خلالها للهيمنة على حركة الملاحة على مدخل البحر الاحمر في باب المندب، وهي في سبيل ذلك تقوم باستهداف كل ما يتحرك في البحر بنيران القصف المباشر.
* هل رصدت منظمتكم جرائم القوات الإماراتية ضد الصيادين العفر؟
*نعم، فقد رصدت المنظمة قصف وإغراق القوات الإماراتية أكثر من 50 زورقا للصيد حتى الآن، وهو ما أدى إلى مقتل عشرات الصيادين ممن كانوا على متنها، كما منعت المواطنين من ممارسة صيد الأسماك والعمل في البحر واستخراج الملح من الأحواض التي تعود ملكيتها لهم.
كذلك فقد تم رصد عدد من الانتهاكات الأخرى التي سجلتها المنظمة، ومنها قيام القوات الإماراتية المتمركزة في قلب مناطق العفر في البحر الاحمر باغتيال 20 فرداً من صيادي الاسماك في جبل أباعل بالقرب من منطقة عدي في السادس من مايو 2017.
سجون سرية
*أين تقع السجون السرية التي ذكرت سابقا أن الإمارات أنشأتها في إريتريا؟
*تقع السجون السرية للاحتلال الاماراتي في ميناء عصب، والمنطقة الأولى والشمالية في المدينة، وهي تستخدم لتعذيب السجناء من العفر، وبعض السجناء الذين يتم جلبهم من اليمن.
اعتقالات تعسفية
*ما موقف النظام الحاكم تجاه الجرائم التي ترتكبها دولة الإمارات؟
*في الحقيقة، فإن شعبنا في إقليم عفر البحر الأحمر الإريتري يتعرض لاعتقالات تعسفية وتجويع وارهاب دولة، وتمارس ضده سياسة التهجير القسري والإبادة الجماعية والتطهير العرقي على يد النظام الحاكم منذ ٢٧ عاما، وغرضه الأول والأخير من هذه الممارسات هو إحلال وابدال السكان في تغيير ديمغرافي واضح لإقليم عفر البحر الأحمر بشهادة المنظمات الدولية والأمم المتحدة.
وتجسيداً لهذه الممارسات وتنفيذاً لأجنداته، فقد عرض النظام الإريتري البلاد للبيع بالجملة والقطاعي لمن يدفع اكثر، ومن ضمن المشترين الجدد كانت دولة الإمارات التي احتلت منطقة شاسعة في مكعكع بضواحي ميناء عصب.
*ما ذريعة الإمارات للتواجد في إريتريا واحتلال أراضيكم كما قلت؟
* في الواقع، فمنذ احتلال القوات الاماراتية لتلك المنطقة قامت بحملة شعواء وتعد سافر على المواطنين في اقليم عفر البحر الاحمر، تحت ذريعة الحرب على اليمن والسيطرة على حركة الملاحة في مدخل باب المندب من قاعدتها في عصب، حيث قامت باستهداف كل ما يتحرك في البحر جوا وبحرا، في انتهاك واضح لجميع الأعراف والقوانين الدولية، بل وقصفت كما قلت عشرات قوارب الصيد العفرية التابعة للمواطنين العزل وكبدتهم خسائر في الأرواح والممتلكات، ولم تكتف بذلك بل قامت هذه القوات المحتلة بقتل العشرات من الصيادين في داخل المياه الإقليمية الإريترية مما يؤكد تعمدها لاستهداف قوارب المواطنين العفر العزل في داخل بحرهم منذ أن تمركزت بقاعدتها في عصب.
جرائم القوات الإماراتية
*ما أعداد القوارب التي استهدفتها القوات الإماراتية؟
* لقد استهدفت مثلا خلال شهر واحد 6 قوارب صيد عفرية بدءا من 29 يوليو المنصرم لـ 18 أغسطس الجاري 2018، ونتج عن تلك الاستهدافات الهمجية 8 من الجرحى وإتلاف 3 من القوارب، إضافة إلى أن جرائم القوات الإماراتية المتمركزة في قاعدة عصب تتزايد باستمرار، ويقدر مجموع ضحايا قصفها 17 قاربا وأكثر من 150 صيادا بين قتيل وجريح.
علماً أن القوات الاماراتية المحتلة تجاوزت جميع الاعراف الدولية، حيث منعت شعب عفر البحر الاحمر من العمل في البحر وصيد الأسماك وهو مصدر رزقهم الأساسي، كما منعتهم من استخراج الملح من الأحواض التي تعود ملكيتها لهم.
*هل اقتصرت جرائم الإمارات فقط على استهداف الصيادين وبناء السجون السرية؟
* بالطبع لا، فقد قامت قوات أبوظبي المحتلة بجرف النخيل والدوم واراضي الملاحات التابعة لمواطنين بمكعكع بقرب ميناء عصب وإلى منطقة بيلول، على طول مساحة ٥٠ كم وطردت منه الأهالي الذين تفوق أعدادهم ٣٠٠٠ أسرة، كما قامت ببناء سور حول المنطقة وتم توصيله بتيار كهربائي عالي الفولت، لابعاد الناس والحيوانات من الاقتراب منها، الأمر الذي أدى لوفاة الكثير من الحيوانات.
مظاهرات في عواصم غربية
*حدثنا عن الحراك الذي نظمتموه في العواصم الغربية ضد الانتهاكات الإماراتية؟
* لقد قمنا بحراك إريتري على وجه العموم، وعفري على وجه الخصوص، لمناهضة ممارسات المحتل الإماراتي، حيث نظمنا تظاهرات في مدن وعواصم غربية، للضغط على المجتمع الدولي ومجلس الأمن للقيام بواجبهم القانوني والأخلاقي، إضافة إلى تظاهرات أمام السفارات الإماراتية في عواصم أخرى.
كما أن جالية عفر البحر الأحمر في السويد سبق وأن نظمت مظاهرة أمام السفارة الإماراتية في العاصمة استوكهولم منددة بالانتهاكات والجرائم التي ترتكبها القوات الإماراتية المتمركزة في قاعدة عصب، وستكون أيضا مظاهرة امام سفارة الإمارات في بلجيكا أيضا.
المجتمع الدولي
* ما موقف المجتمع الدولي مما يحدث تجاهكم وما الذي تطلبونه منه؟
* في الحقيقة، فإن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولياته في بذل المزيد من الجهد في حماية المواطنين العزل والمراقبة وممارسة الضغط والتعقب لانتهاك حقوق الانسان في إريتريا عبر هيئاته الدولية، والعمل على التدخل العاجل لإجلاء القوات الاماراتية المحتلة، التي تُمارس شتى أنواع الانتهاكات بحق الانسان الإريتري.
نقلا عن صحيفة الشرق القطرية