مع نهاية هذا العام تفقد الصحف اللبنانية أبرز منابرها الإعلامية وهي جريدة السفير، التي أعلن ناشرها طلال سلمان عن التوقف عن الصدور ورقياً والكترونياً بشكل رسمي ونهائي، وذلك بسبب أزمة مالية ضاغطة جراء تراجع عائدات الإعلانات والاشتراكات والمبيعات.
وكانت هذه الصحيفة صدرت في 26 مارس 1974 تحت شعار “صوت الذين لاصوت لهم”.. “وصحيفة الوطن العربي في لبنان”.
ولعبت هذه الصحيفة دورا مهما في المشهد الاعلامي العربي وساهمت في اثراء التنوع الفكري والسياسي للصحافة اللبنانية. وقد خرج منها كوادر إعلامية بارزة عملت في صحف خليجية وعربية، كما إستقطبت الصحيفة أسماء لامعة من مفكرين وسياسيين ومبدعين عرب أبرزهم رسام الكاريكاتير ناجي العلي وميشال كيلو وسليم الحص وسعدالله ونوس وعبد الرحمن منيف.
ومن المرجح أن يكون غياب صحيفة السفير مؤشراً على مرحلة جديدة في المشهد الإعلامي اللبناني، حيث تتجه عدة صحف بيروتية نحو قرار التوقف عن الصدور وفي طليعتها صحيفة النهار التي تُعتبر الأعرق في لبنان، وكذلك الحال بالنسبة لصحيفة اللواء التي تأسست عام 1963وفتحت ابواب الإستقالة امام الموظفين.
وتعتبر هذه الصحف وجه لبنان وذاكرته حيث لعبت دورا مفصليا في محطات مهمة من تاريخ لبنان الحديث فالسفير كانت صحيفة المد القومي العربي والنهار صوت الإنحياز للبنان الوطن والموضوعية الإعلامية والحرفية في الكتابة الصحافية فيما مثلت جريدة اللواء صوت الاعتدال الاسلامي العربي..
وعلى مدى عقود ارتبط مزاج اللبنانيين الصباحي بقراءة صحيفتي النهار والسفير مع فنجان قهوة مما يعني أن فراغاً كبيراً سيطرأ على حياة اللبنانيين وعلى سلوكهم اليومي مما يزيد من حجم التساؤلات عن الشكل الذي سيتم فيه ملء الفراغ ومستقبل المشهد الإعلامي اللبناني.
وهي تساؤلات تبدو مطروحة في العواصم العربية حيث يتزامن اقفال السفير اللبنانية مع اقفال صحف عربية أخرى منها صحيفة المجد الأردنية حيث أعلن ناشر ورئيس تحرير صحيفة المجد الأسبوعية فهد الريماوي امس عن توقف الصحيفة عن الصدور مع نهاية العام الحالي لأسباب مالية ضاغطة، جرّاء تراجع الوضع الإقتصادي.