“صنع في قطر” يساهم في الترويج للصناعات المحلية واستقطاب المستثمرين

نقطة عبور أساسية والمحك الفعلي لاختبار قدرات الاقتصاد

صعود المنتج الوطني العلامة الأكثر بروزاً وجاذبية

٢٠٠ ترخيص صناعي يتحدى الحصار وعين الفعاليات على النسخة 6 

التزام القطاع الخاص بتعزيز الاكتفاء الذاتي ضمانة أكيدة لضبط البوصلة

الدوحة- بزنس كلاس

مع إسدال الستار على النسخة الخامسة من فعاليات معرض صنع في قطر، تكون البلاد قد أكملت مداميك النشاطات والفعاليات التي “سنت أسنانها” على عقد صفقات وتوقيع اتفاقيات تعاون، في ظل العدد الكبير من الزائرين للمعرض خلال أيامه الأربعة والذي بلغ 15 ألف زائر.

وعلى أرضية التنظيم الذي يشهد تطوراً مستمراً من دورة إلى أخرى، ترتفع مناسيب التوقعات لأن تشهد النسخة القادمة مشاركة أكبر تتجاوز المشاركة الحالية التي بلغت 458 شركة عارضة وأسرة منتجة. ويجمع المهتمون والمراقبون على أن المعرض ساهم في الترويج للصناعة المحلية، وهو ما يشجّع المستثمرين القطريين على توجيه استثماراتهم إلى القطاع الصناعي.. علماً أن كل نسخة جديدة تشهد مشاركة عددٍ من المصانع التي بدأت إنتاجها حديثاً، ولهذا تفيد التقارير بأن عدد المصانع والشركات المشاركة في النسخة القادمة سيشهد نمواً كبيراً، خاصة مع تضاعف عدد المصانع الجديدة التي بدأت الإنتاج خلال فترة الحصار الماضية لمواكبة وتوفير احتياجات السوق المحليّ.

تعريف وربط

وللعلم ساهم معرض صنع في قطر في تعريف المواطنين والمقيمين بالمنتجات الوطنية التي تنتجها المصانع المشاركة في المعرض، وكذلك ربط المشترين من الجهات الحكومية والشركات الكبرى بالمصنعين بشكل مباشر من خلال المعرض.. وإتاحة الفرصة لعقد الصفقات وتدشين المزيد من الصناعات في قطر. وهذا ما ينسب لغرفة قطر ووزارة الطاقة والصناعة وكذلك الرعاة على حسن التنظيم وهو ما أدّى إلى تعزيز نجاح المعرض. مع التشديد على أن رعاية وحضور حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في افتتاح المعرض يمثل دافعاً وحافزاً قوياً لتشجيع الصناعة القطرية وتحفيز المستثمرين على ضخ استثمارات في مشاريع جديدة.

صعود المنتج الوطني

وتقول أغلب الفعاليات التجارية والصناعية أن معرض صنع في قطر يأتي في نسخته الخامسة في ظلّ ظروف الحصار، ما أدّى إلى تزايد الاهتمام بالمنتج الوطني الذي أكّد جدارته في السوق المحلي والجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة في تسهيل الإجراءات وتذليل العقبات، وتشجيع المستثمرين على الاستثمار الصناعي.. وهو ما ظهر واضحاً خلال الفترة الأخيرة من تزايد إنشاء المصانع الجديدة أو التوسعات بالمشاريع الصناعية القائمة لتلبية احتياجات السوق. لاسيما أن القطاع الخاص ملتزم بالمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز استقلالية الاقتصاد الوطني.

امتحان ونتائج

وأهمّ ما يميز معرض صنع في قطر هذا العام تزامنه مع احتفالات اليوم الوطني لدولة قطر والذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام، وهي مناسبة تؤكد على العزة والكرامة الوطنية، وشعار « ابشروا بالعز والخير « يبعث على التفاؤل والأمل بأن مستقبل قطر أفضل باستمرار رغم ظروف الحصار الحالية التي نجحت قطر في تجاوزها وأثبتت قوة اقتصادها واستقلالها الوطني.. كما أكّدت على الوحدة والتكاتف بين القيادة والشعب القطريّ.

بين الافتتاح والختام

واختتمت فعاليات معرض صنع في قطر في دورته الخامسة الذي افتتحه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، وشاركت فيه نحو ٣٢٠ شركة صناعية قطرية إلى جانب نحو ١٤٠ من الأسر المنتجة. وقد تضمن المعرض الذي امتدّ لأربعة أيام ونظمته غرفة قطر بالتعاون مع وزارة الطاقة والصناعة وبدعم من الشريك الاستراتيجي بنك قطر للتنمية، وعدد من الرعاة أبرزهم قطر للبترول راعي قطاع الطاقة وبنك قطر الوطني الراعي الرسمي، إضافة إلى ١٣ شركة راعية، مختلف القطاعات الصناعية مثل صناعة البتروكيماويات والصناعات الغذائية وصناعة الأثاث والمفروشات والصناعات الصغيرة والمتوسطة. مع التأكيد أن المعرض أتاح للشركات القطرية عرض الصناعة التي تمتلكها والترويج لمنتجاتها، إضافة إلى التباحث مع الوفود التجارية ورجال الأعمال الذين زاروا المعرض في إمكانية إقامة شراكات وتحالفات تسهم في تعزيز الصناعة القطرية وجلب الصناعات التي يحتاج إليها السوق القطري خصوصا تلك التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة. وعكست المشاركة الواسعة في المعرض الرغبة لدى القطاعين العام والخاص في تطوير القطاع الصناعي وتحقيق النهضة الصناعية المنشودة، مع التنويه أن القطاع الصناعي القطري شهد تطوراً ملحوظاً عقب الحصار الجائر سواء من حيث قيام المصانع القائمة بتوسيع خطوط إنتاجها، أو إقدام رجال الأعمال على تأسيس مصانع جديدة، إذ بلغ عدد التراخيص الصناعية التي منحتها وزارة الطاقة والصناعة للمستثمرين منذ بداية الحصار حتى الآن نحو ٢٠٠ ترخيص.

إنجازات وحقائق

بالعموم لقد حقق معرض صنع في قطر نجاحاً مبهراً سواء من حيث المشاركة الواسعة من الشركات الصناعية القطرية، أو الحضور الكبير الذي شهدته فعاليات المنتدى الصناعي المصاحب للمعرض والذي تناول نقاشاً حول مختلف القضايا الصناعية وسبل النهوض بالصناعة الوطنية، إضافة إلى العدد الكبير من الزوّار والذي بلغ حوالي ١٥ ألف زائر، وشهد توقيع اتفاقيات تعاون وعقود شراكة بين العديد من الشركات المشاركة في المعرض وشركات أجنبية ترغب في دخول السوق القطري وترغب كذلك في الاستفادة من الصناعة القطرية، و من بين الاتفاقيات التي تمّ توقيعها خلال المعرض، اتفاقية تعاون بين غرفتي قطر وكازاخستان، واتفاقية بين بنك قطر للتنمية وبورصة قطر للتعاون في مجال تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة على الإدراج في سوق بورصة قطر للشركات الناشئة. وعقد شراكة بين مجموعة البندري من قطر وشركة بريستا اويل البلغارية، إضافة إلى إعلان مصنع المتحجبة عن إنشاء أول مصنع نسيج في قطر خلال العام المقبل، وإعلان مجموعة الظعاين عن إنشاء أول مصنع للمكيفات في قطر تحت اسم مكيفات ترست مطلع العام ٢٠١٩. وعلمت “بزنس كلاس” أن غرفة قطر تتواصل مع الشركات العارضة لإحصاء نتائج المعرض على مستوى الصفقات والتفاهمات التي تمت خلاله، حيث أبرمت العديد من الشركات تفاهمات مبدئية للشراكة والتحالف مع شركات أجنبية وسوف تستكمل مباحثاتها عقب المعرض. وستبدأ الغرفة من الآن الإعداد للدورة المقبلة من المعرض والتي ستكون أكبر وسوف تشهد مشاركة مصانع جديدة تم تأسيسها خلال الحصار وبدأت بالإنتاج الفعلي.

 

السابق
الأصمخ: توقعات بنمو القطاع العقاري خلال الربع الأول من 2018
التالي
الاقتصاد تكثف حملاتها التفتيشية