“صنع في قطر” في ربوع سلطنة عُمان

الدوحة – بزنس كلاس:

في دليل على أن التطور والإنجاز الجيد للعمل لابد أن لأصحابه أن يحصدوا خير ما زرعوا، يجد معرض “صنع في قطر” ارضاً جديداً وسوقاً واعدة في تأكيد على نجاح التجربة القطرية حيث تستضيف سلطنة عمان الشقيقة معرض صنع في قطر 2018 الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة قطر وبالتعاون مع وزارة الطاقة والصناعة خلال الفترة من 5 – 9 نوفمبر 2018 ، بالعاصمة العمانية مسقط.

ومن المتوقع أن يشهد المعرض الإعلان عن اتفاقيات ومشاريع مشتركة بين رجال الأعمال القطريين ونظرائهم العمانيين، كما سيساهم المعرض في تعزيز الشراكة الاقتصادية المتميزة والاستراتيجية بين قطر وسلطنة عمان، والتي تعتبر نموذجا للعمل الخليجي المشترك والتعاون الدائم لما يخدم مصالح وشعوب المنطقة. وستنظم غرفة قطر صباح غد الأحد مؤتمرا صحفيا للإعلان عن تفاصيل المعرض.
وتشهد العلاقات القطرية العمانية تطورا في مختلف المجالات الاقتصادية، لاسيما على صعيد الاستثمارات والمبادلات التجارية التي شهدت قفزة كبيرة خلال الفترة الأخيرة حيث سجلت الاستثمارات القطرية المباشرة في السلطنة في نهاية عام 2017 نحو 1.1 مليار دولار، وذلك ارتفاعاً من نحو 216 مليون دولار في عام 2016. وتشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين تطورات متسارعة ومتنامية في مختلف المجالات والأنشطة. و تتوزع معظم الاستثمارات القطرية على حصص وتحالفات وشراكات في أكثر من 200 شركة عُمانية، وذلك بنسب متفاوتة تصل إلى 100 % في بعض الشركات في قطاعات الصحة والمال والكهرباء والمياه، وتتراوح بين 35 % إلى 93 % في شركات أخرى بقطاعات التجارة والإنشاءات والخدمات والعقارات والصناعة والنقل والتعدين.
وتتركز استثمارات قطر في الآونة الأخيرة في سلطنة عُمان على قطاعات محددة مثل الصناعة والنقل والبنية التحتية والأمن الغذائي والاتصالات والقطاع السياحي. وتم تدشين مصانع جديدة مشتركة بين الجانبين، وقام رجال أعمال من القطاع الخاص في قطر وسلطنة عمان بالإعلان عن شراكات في القطاع اللوجستي لتوفير منتجات وسلع معينة للسوق القطري، بالإضافة إلى الاتفاقيات العديدة التي أبرمتها غرفة تجارة وصناعة قطر مع الجانب العُماني، فضلاً عن التوسعات غير المسبوقة التي أعلنت عنها بعض المؤسسات والبنوك القطرية في سلطنة عُمان.
وبموجب الصفقات والاتفاقيات العديدة المبرمة بين الجانبين، بدأت الكثير من المنتجات والسلع العُمانية الجديدة تظهر في السوق القطرية، وخصوصاً في قطاع المنتجات الغذائية والاستهلاكية، إضافة إلى المواد الأولية للبناء.
ويدعم نمو العلاقات المتطورة بين البلدين الشقيقين، تدشين خطوط ملاحية مباشرة بين ميناء حمد، وكل من ميناءي صحار وصلالة في عُمان، فضلاً عن موافقة الهيئة العامة للطيران المدني العُمانية على تسيير الخطوط الجوية القطرية لثلاث رحلات أسبوعياً، بين مطاري الدوحة وصحار، وذلك منذ شهر أغسطس الماضي.
وقبل عدة أشهر، تم التوقيع على اتفاقية حق الانتفاع بين المنطقة الحرة في صلالة وشركة فليكس للصناعات الدوائية القطرية لإقامة مجمع عالمي للصناعات الدوائية باستثمار يبلغ 365 مليون دولار، ينتج بموجبها المصنع أكثر من 100 صنف دوائي مركب. وسيتم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل تبدأ في العام الجاري وتنتهي في عام 2021، فيما سيغطي إنتاجه أكثر من 20 سوقاً عالمياً، وسيشمل المشروع مركزاً للأبحاث والتطوير ومختبرات عالمية عالية الجودة ستستوعب أكثر من 300 شاب وشابة من المواطنين بالسلطنة. وهناك مشروع مصنع «كروة» لتجميع وتصنيع الحافلات بكلفة 90 مليون دولار في منطقة الدقم الاقتصادية، واستثمارات مشتركة في التطوير العقاري.
وسبق للبلدين الشقيقين توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم عديدة بين عامي 2011 و2018، منها مذكرة تفاهم لتخصيص رصيف بحري لقطر بميناء صحار، وأخرى لإنشاء رصيف بحري بولاية شناص لتصدير الصخور لقطر، وتسليم أرض لمشروع سياحي قطري في رأس الحد في عُمان بكلفة 800 مليون دولار. وبالمقارنة مع الاستثمارات الأجنبية المباشرة للعديد من الدول في سلطنة عُمان، تأتي الاستثمارات القطرية في مرتبة متقدمة وفقاً لإحصائية حديثة حول أداء الاستثمار الأجنبي المباشر حتى نهاية عام 2017، الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في سلطنة عُمان. ويبلغ حجم المبادلات التجارية بين قطر وسلطنة عُمان نحو 780 مليون دولار في عام 2017. ووفق المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في سلطنة عُمان، قفزت الصادرات العُمانية إلى قطر من 97.122 مليون ريال عُماني عام 2016 إلى 325.4 مليون ريال حتى سبتمبر 2017.
السابق
QNB تونس: استثمار قرض البنك الأوروبي لتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة
التالي
توقعات بارتفاع إشغالات الفندق بشكل ملحوظ في “صيف قطر”