صنع في قطر في ديسمبر بمشاركة 300 شركة وطنية

الدوحة – بزنس كلاس:

تكريساً لمبدأ توطين الاقتصاد ودعم المنتج الوطني بحافز من الحصار الجائر، أعلن الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني -رئيس غرفة قطر- أن الحصار وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية أمام قطر من قبل جيرانها، قد استنفر حماسة رجال الأعمال والمستثمرين القطريين لإفشال هذا الحصار، من خلال إقامة مشروعات صناعية جديدة تعزز المنتج الوطني.
وأضاف أنها تسهم في تحقيق خطط الاكتفاء الذاتي، خصوصاً مع إقدام الجهات الحكومية على تقديم حوافز جديدة للمستثمرين، مثل القرارات الأخيرة المتعلقة بخفض قيمة الإيجار في المناطق اللوجيستية، وتقديم تسهيلات في التمويل، وزيادة مشتريات الحكومة من المنتجات المحلية إلى 100 %، وغيرها من التسهيلات التي أسهمت في تحفيز الاستثمار في القطاع الصناعي.
جاء ذلك في كلمة للشيخ خليفة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته «الغرفة» أمس للإعلان عن معرض «صنع في قطر»، الذي تنظمه «الغرفة» في دورته الجديدة للعام 2017، والذي يُقام تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، خلال الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر 2017، بحضور السيد صالح الشرق مدير عام «الغرفة».
التوجه نحو الصناعة الوطنية
وأضاف الشيخ خليفة أن عدد المنشآت الصناعية القائمة والمقيدة بالسجل الصناعي، بلغ حتى نهاية شهر يوليو 2017 نحو 728 منشأة صناعية، بلغت استثماراتها حوالي 262 مليار ريال، وذلك ارتفاعاً من 707 منشآت في نهاية العام 2016. مشدداً على أنه إذا كان للحصار فوائد أو حسنات، فإن التوجه نحو الصناعة الوطنية يُعتبر أحد هذه المكاسب.
وقال الشيخ خليفة إن معرض «صنع في قطر» يأتي في غمرة الاحتفالات باليوم الوطني لدولة قطر، والذي يصادف يوم 18 ديسمبر من كل عام، ليكون الاحتفال بالصناعة القطرية متزامناً مع الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوبنا جميعاً، وهي اليوم الوطني لدولة قطر.
وأضاف: «أتقدم بخالص الشكر والعرفان إلى صاحب السمو على رعايته الدائمة لمعرض (صنع في قطر) منذ دورته الأولى التي عُقدت في العام 2009 وحتى الآن. وهذا يدل على حرص سموه على تطوير القطاع الصناعي في الدولة، والأخذ بيد الصناعة الوطنية، والتي تُعتبر محركاً رئيسياً للتنمية الشاملة».
تنويع مصادر الدخل
وقال: «يُقام معرض (صنع في قطر) في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات. وقد جاء حرص غرفة قطر على تنظيم هذا المعرض الصناعي الوطني بشكل دوري ومنتظم، انطلاقاً من الرؤية الوطنية لدولة قطر 2030، والتي من أهم ركائزها تنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على الطاقة مصدراً أساسياً للدخل، واستلهاماً من الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة التي أولت الصناعة اهتماماً بالغاً. حيث يهدف المعرض إلى الترويج للصناعة وللمنتجات القطرية محلياً وعالمياً، وتشجيع استخدام المنتج القطري، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، ودعم جهود الدولة الرامية إلى دعم الصناعة، وتشجيع المستثمرين وأصحاب الأعمال على الاستثمار في المشاريع الصناعية».
وأكد أن المعرض يشكّل فرصة كبيرة للشركات والمؤسسات الوطنية، لتبادل الخبرات مع الشركات العالمية المتخصصة، ومناقشة أهم الفرص الاستثمارية المتاحة في هذا القطاع، وأهم التحديات والعقبات التي تواجه تطوير الصناعة. كما يسعى المعرض إلى فتح أسواق خارجية جديدة أمام الشركات القطرية، ودفع عجلة الصناعة، خاصة في الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في المشاريع الصناعية الكبرى التي تقيمها الدولة.
الترويج للمنتجات الوطنية
وقال الشيخ خليفة: «لا شك أن الدورة الحالية لمعرض (صنع في قطر) تكتسب أهمية خاصة، كونها تُعقد في ظل الحصار الجائر الذي تفرضه ثلاث دول خليجية على دولة قطر. ونأمل في أن يحقق المعرض أهدافه في تحفيز الاستثمار الصناعي، والترويج للمنتجات الوطنية، وزيادة مساهمة القطاع الصناعي، خاصة الصناعات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الاجمالي، كما لا يفوتنا أن نتقدم بالشكر إلى وزارة الطاقة والصناعة وبنك قطر للتنمية وجميع الشركات التي دعمت معرض (صنع في قطر) في دوراته السابقة».
ورداً على أسئلة الصحافيين، أكد الشيخ خليفة أن جميع القطاعات الصناعية مدعوة للمشاركة في المعرض، سواء كانت تمثل صناعات ثقيلة أو صناعات صغيرة ومتوسطة، ونتوقع مشاركة حوالي 300 شركة، وستكون مساحة المعرض 20 ألف متر مربع بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، والجمهور المستهدف هو عامة الزوار، إضافة إلى رجال الأعمال والمستثمرين.
لقاءات بين مجتمع الأعمال
وأضاف: «ستقوم (الغرفة) -على هامش المعرض- بتنظيم لقاءات بين مجتمع الأعمال والمسؤولين بالجهات المختصة بالدولة، ويتم التشاور حول التحديات والمعوقات التي تواجه القطاع الصناعي. كما دُعيت مكاتب التمثيل التجاري الأجنبية إلى المشاركة في المعرض؛ لتعريفها بأحدث التشريعات والقوانين التجارية في السوق القطري، بالإضافة إلى التعرف على أهم المصنّعين والمنتجين من بلدان العالم من خلال الممثلين التجاريين، وذلك بهدف فتح أسواق جديدة عالمية للمنتجات القطرية».
وأوضح الشيخ خليفة أن دورة المعرض خلال 2018 سيتم تنظيمها في سلطنة عُمان، وذلك في إطار العلاقات الطيبة بين البلدين في القطاعات كافة، حيث سيجري التشاور بين غرفتي التجارة في البلدين خلال المرحلة المقبلة.
وأشار إلى أن «المعرض الحالي يستم التركيز فيه على صناعات مواد البناء والكهرباء، والصناعات التي يحتاجها السوق، وهناك صناعات تشارك في المعرض لأول مرة، كما نرحب بالمشاركة من الشركات الأجنبية في الدول الصديقة»، موضحاً أن بنك قطر للتنمية سيكون الراعي الرئيسي للمعرض، بالإضافة إلى وزارة الطاقة والصناعة، وكبرى الشركات المحلية.

السابق
ناقلات تعلن نتائجها المالية للربع الثالث
التالي
الدوحة تستضيف مؤتمر تبريد وتدفئة المناطق