صقر قطر يهدي فوزه لصاحب السمو والأمير جوعان وأهل الدار:

لندن – وكالات:

في حوار أجرته معه صحيفة “الشرق” القطرية، أهدى بطلنا الأولمبي معتز عيسي برشم إنجازه العالمي وتتويجه بلقب الوثب العالي لمونديال لندن 2017، إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وإلى قيادتنا الرشيدة وسعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، وسعادة الأمين العام للجنة الأولمبية الدكتور ثاني عبد الرحمن الكواري رئيس الاتحاد القطري لألعاب القوى، وإخوانه في مجلس الإدارة ومنتسبي أم الألعاب العنابية، وإلى كل أبناء قطر الأوفياء الذين ساندوه طوال مسيرته الرياضية الاحترافية. مؤكدًا أن هذا الإنجاز والتتويج ما كان له أن يتحقق لولا دعم سمو أميرنا المفدى للرياضة وللرياضيين والتوجيهات السديدة لسعادة رئيس اللجنة الأولمبية وتشجيعه المستمر للأبطال في مسيرتهم الرياضية لتمثيل قطر خير تمثيل في المحافل الدولية. معتبرا إنجازه “هدية بسيطة لقطر المجد والعز” ومتواضعة أمام تضحيات أبناء شعبه وهم ماضون بشموخ وعلياء أمام تحديات المتربصين والمغرضين حتى تحقيق طموحاتها وعزتها ورفعتها.

كان هذا في مقدمة حوار “الشرق الرياضي” مع “صقر قطر” الموهوب معتز برشم في عاصمة الضباب لندن، بعد تتويجه باللقب العالمي لمسابقة الوثب العالي. ليحدثنا عن طموحاته ومشاريعه المستقبلية الرياضية ورهان تحطيم الرقم القياسي العالمي للأسطورة الكوري خافيير سوتومايور على علو 2.45م، وغيرها من الملفات التي تدور في ذهن البطل برشم ومشاعره تجاه أبناء الوطن وهم يواجهون المحاصرين.

إنجازي.. يحسب للوطن

* لحظات مفعمة بالفرح والمشاعر المتباينة عشتها في أمسية القمة نحو المجد المونديالي.. ماذا جال في خاطرك وأنت تجتاز العارضة على علو 2.35م؟

** نعم هي فرحة فخر واعتزاز بأن يظل اسم قطر دوما عاليا وعلمها خفاقا وفي محفل كبير وأمام أكثر من 60 ألف متفرج بريطاني وعالمي، إضافة إلى 3.5 مليار نسمة حول العالم تابعوا الحدث. هذا مصدر سعادتي وفخري بأن يردد العالم طويلا في تلك الأمسية اسم قطر وأميرها المفدى “تميم المجد” صانع الازدهار والرفاه والعزة والشموخ للوطن. فكلنا جنود نؤدي المهام الموكلة لنا سواء كنا طلابا أم موظفين أم معلمين أم رياضيين، علينا الاجتهاد والتفاني لخدمة الوطن وإعلاء شأنه بين الأمم. وأنا فرد رياضي واجتهدت لرد الدين للوطن ولتميم المجد، وأنا سعيد بما تحقق لقطر من إنجاز رياضي بات مسجلا في ذاكرة أم الألعاب العالمية مدى الدهر.

المهام الوطنية.. لا تنتهي

* إذن بماذا فكرت أولا حين نظرت إلى لوحة النتائج وفشل المنافسين؟

** المهام الوطنية لا تنتهي، بل هي مسيرة عطاء متواصلة لا تنتهي بانقضاء مهمة. أيضا فكرت في وطني وشعبي وأميرنا المفدى، حيث نعمل ونجتهد جميعا من أجل رفع راية الوطن ورد الجميل إلى “الديرة وتميم المجد “. فالكل يؤدي واجبه. “معتز برشم” جندي يسعى مثل كل أبناء الوطن إلى إعلاء شأنه بين الأمم، وهم كثر ولله الحمد من يصنعون فرحة الوطن أو يدافعون عنه في شتى الميادين. وهذا مصدر سعادتي أنني أسهمت بقدر صغير في إسعاد وطني ورفع رايته عاليا في سرايا المجد الرياضي.

رحلة إعداد شاقة

* إذن كيف كانت رحلة الإعداد والتحضير لصيد اللقب المونديالي؟

** نعم بلا شك فترة إعداد طويلة بدءا من التدريبات والمعسكرات والمشاركات في بطولات دولية عديدة، وصولا إلى الدوري الماسي في مايو الماضي بجولة الدوحة وما تلاها من جولات. والحمد الله أننا وفقنا في جدولة برنامجنا في الطريق إلى بطولة العالم لألعاب القوى لندن 2017، وتحقيق الإنجاز العالمي الجديد.

العطاء رحلة مستمرة

* كيف تقرأ طموحاتك الرياضية القادمة بعد التربع على عرش الوثب العالي.. هل تكتفي؟

** بلا شك الطموح الرياضي لا يتوقف عند حدود أو محطات معينة. بل هي رحلة مستمرة بلا توقف أو هدنة. والرياضي الذي بلا طموح هو رياضي بالصدفة أو ضربة حظ. وأنا عندي ولله الحمد رؤية لمشواري الرياضي والاحترافي، ومستمر بإذن الله إلى بلوغ منتهاه خطوة بخطوة. وبعون الله وتوفيقه سوف أسعى بكل قوة وإرادة إلى المضي قدما لتمثيل بلدي خير تمثيل وتشريفها إن شاء الله خير تشريف في المحافل العالمية كافة.

تحطيم الرقم العالمي.. لا يشغلني

* الخبراء والمراقبون الفنيون، وحتى الأسطورة الكوبي خافيير سوتومايور حامل الرقم القياسي العالمي، يراهنون على قدرتك يوما ما على تخطي رقمه الفذ بعلو 2.54م والذي ظل صامدا منذ 30 عاما.

* نعم دوما تطرح علي هذه التساؤلات في المؤتمرات أو اللقاءات الجانبية من الخبراء أو الإعلاميين أو المدربين وغيرهم، عطفا على ما بلغته من علو قبل عامين (2.43م) في الولايات المتحدة الأمريكية، أي بأقل من سنتيمترين، مما منحني الترشيحات بقوة. وأنا تناولت الأمر بصدق وقلت إن الرقم القياسي لا يشغل بالي حاليا بقدر السعي نحو تطوير الأداء والاجتهاد أكثر، والمثابرة لتحسين قدراتي وتدارك الأخطاء. خاصة أنني تعافيت من إصابة في الظهر حالت دون المضي في خططي نحو الوثب من 8 خطوات والاكتفاء بـ4 فقط. والآن ولله الحمد استعدت عافيتي وبدأت الوثب من 8 خطوات. وأنا مستمر في التطور وكل أمر بأجله وفي حينه. وأنا لا أتعجل بشأن الرقم القياسي بل أنفذ توجيهات مدربي القدير ستانلي ستانسلاف بدقة للاستمرار في مشواري الرياضي دون عواقب أو مخاطرة غير محسوبة.

تحدي مونديال الدوحة 2019

* تشرفت بحمل علم النسخة المقبلة لمونديال الدوحة 2019 في مسك ختام مونديال لندن 2017 وتسليمه إلى اللورد سبستيان كو.. ماذا يعني لك الأمر؟

* هو تكليف وتشريف في الوقت ذاته، وأسعدني حقا الأمر في ختام مونديال لندن 2017 خاصة أنه علم النسخة المقبلة الدوحة 2019 باستاد خليفة الدولي. وكانت لحظات فخر واعتزاز وجاءت مباشرة بعد التتويج باللقب. وكلها أمور حدثت في توقيت متلاحق ومن أجمل لحظات حياتي وسوف تظل محفورة في ذاكرتي طويلا وأمام جمهور رائع في العاصمة البريطانية لندن ومع النجمة المخضرمة البريطانية ميور.

طوكيو 2020.. الطموح كبير

* في سجلك الأولمبي أوسمة ملونة متميزة (برونزية لندن 2012 وفضية ريو 2016)، كيف تقرأ خبايا مشوارك نحو طوكيو 2020؟

** أولًا آمل في الصحة والسلامة لمواصلة عطائي الرياضي بالقوة والصلابة نفسيهما لتحقيق نتائج مشرفة تليق بدولة قطر وإنجازاتها الرياضية الأولمبية بعون الله وتوفيقه. خاصة أن رحلة التخطيط والإعداد بدأت مبكرا من طرف اللجنة الأولمبية القطرية واتحادنا من خلال “مشروع البطل الأولمبي”.

ومستمرون في الإعداد ومشاركتنا المونديالية بلندن 2017، في الطريق ذاته نحو طوكيو 2020. وبالتأكيد نلت شرف معانقة ميداليتين برونزية لندن 2012 وفضية ريو 2016 وإن شاء الله يكتمل الثلاثي الملون الأولمبي عندي في طوكيو 2020، وتكون مشاركتنا نموذجية وتحقق آمال وطموحات شعبنا وقيادتنا الرشيدة في التحدي الأولمبي.

* كلمة أخيرة

** كلمة أخيرة، أود صراحة توجيه الشكر العميق وأجزله إلى الذين وقفوا خلفي في مسيرتي الرياضية، وعلى رأسهم سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني راعي الرياضة والرياضيين، “تميم المجد” الذي لا يدخر جهدا برغم مسؤولياته الكبيرة والجسيمة خلال هذه الفترة على المتابعة والنصح والإرشاد، وتوفير كل متطلبات النجاح والتميز. أيضا الشكر والتقدير إلى سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية وحرصه الدائم على التوجيه والدعم والمؤازرة، ويكفي شرفا أنه أول من يغرد على تويتر فرحا بإنجازاتي وهذا مصدر فخري واعتزازي.

وأيضا اتحادنا الموقر بقيادة الدكتور ثاني الكواري أمين عام اللجنة الأولمبية وإخوانه في مجلس الإدارة محمد الفضالة أمين السر العام المساعد ومساعده كابتن طلال منصور، والأب الروحي خليفة عبد الملك مدير المنتخبات الوطنية ونائبه خالد المري. والكل صراحة يدعمنا ويساندنا في مسيرتنا الرياضية، إضافة إلى الدور الكبير للمشرف العام الفني كابتن خليفة خميس وجهوده المقدرة في المتابعة والدعم المستمر، وأيضًا الكادر الفني والطبي لي بقيادة المدرب المربي ستانلي ستانسلاف والدكتور مارك والمعالج الطبي سيرجي، وجميعهم يشكلون مصدر قوتي وصلابتي وإنجازاتي. وأخيرًا أسرتي، الوالد والوالدة أطال الله عمريهما وإخوتي وإخواني، الكل له الفضل فيما وصلته وحققته من إنجازات ومكاسب لدولة قطر العزيزة.

” برشم” صاحب أعلى ثاني قفزة في التاريخ

معتز برشم هو صاحب أعلى ثاني وثبة في تاريخ مسابقة الوثب العالي بـ 2.43م. وبات المرشح الأبرز لتخطي حاجز الرقم القياسي العالمي للأسطورة الكوبي خافيير سوتومايور بعلو 2.45م .

وحققه في 27 يوليو 1993 في لقاء سلمنقة الإسباني، ولا يزال عصيا على بقية الأبطال حتى الآن، فيما اقترب معتز برشم كثيرا، أي بفارق سنتيمتران عن الرقم الإعجازي.

السابق
باناسونيك تطلق هاتفين جديدين Eluga A3 وA3 Pro
التالي
فيديو.. جدة: حريق كبير يلتهم مباني تاريخية