صحيفة فرنسية: سياسة الرياض “الخشنة”

وكالات – بزنس كلاس:

انتقدت صحيفة فرنسية تصعيد السعودية ضد كندا خلال أزمة المعتقلين التى تفجرت الأسبوع الماضى؛ وقال الكاتب الفرنسي إيف بورديلون، في مقال رأي نشرته صحيفة “ليزكو” الفرنسية، أول امس -الخميس- إن النظام السعودي الجديد يقود سياسة خارجية “خشنة” وتسعى الرياض حاليا لمعاقبة أوتاوا ببيع الأصول السعودية في كندا ردا على نقد الدبلوماسية الكندية لاعتقال نشطاء في المملكة، لكن كل هذه الإجراءات عديمة الجدوى.

وأضاف بورديلون، إن الرياض قررت بيع جميع أصولها في كندا على الفور “الأسهم الكندية، والسندات، والودائع”، وفقا لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، مهما كانت التكلفة، فتصفية الأصول بهذه “الخشونة” بالاضافة إلى دفع ضريبة G7 العقابية، وهي سابقة في الحياة الاقتصادية المعاصرة وتشكل تصعيدا في الأزمة مع كندا. كما رفضت الرياض ما وصفته منظمة “هيومن رايتس ووتش” غير الحكومية بأنه “قمع غير مسبوق”، وقالت الرياض تعليقا على النقد الكندي إن “كندا ارتكبت خطأ كبيرا يجب تصحيح الخطأ” وهددت الأربعاء باتخاذ تدابير إضافية، نافية أي إمكانية للوساطة”، في الوقت نفسه استدعت الرياض سفيرها في أوتاوا يوم الإثنين، وعلى الفور أوقفت السعودية شحنات القمح والسلع المستوردة من كندا وقيمتها حوالي 15 مليار دولار، كما طالبت بعودة الطلاب والمرضى السعوديين المتواجدين في كندا، ومع ذلك لا يتوقع أن يكون برنامج بيع الأصول السعودية في كندا ذا أهمية كبيرة وفقا لبيان “بلومبرج” فإن الرياض ستحتفظ فقط بأسهمها في شركة كندية واحدة كبيرة وهي “G3 Hold ، Grain Dealer” حيث تملك الرياض 75 ٪، من أسهمها.

وعلى الرغم من التهديد، فإن الحكومة الكندية لا تزال ثابتة على موقفها بحسب تصريحات جوستين ترودو، رئيس الوزراء الكندي الذي قال إن “الكنديين يتوقعون من حكومتنا، أن تنتقد بحزم وبإلحاح حالة حقوق الإنسان وبكل أدب سواء في الداخل أو حول العالم”، مضيفا مساء الاربعاء “هذا ما سنواصل القيام به”.

وأضاف إيف بورديلون، وعلى النقيض من الاستثمارات، فإن الصادرات النفطية من المملكة لن تتأثر بالأزمة بين السعودية وكندا.

واختتم إيف بورديلون بالتأكيد على أن هذه القرارات غير محسوبة العواقب ستؤدي إلى إضعاف ثقة المستثمرين في الاقتصاد السعودي يوما بعد يوم، ففي الوقت الذي فتحت السعودية أبوابها رغبة في التنويع الاقتصادي، أغفلت حقيقة أنها تفتقر للصناديق السيادية الاستثمارية المستقلة عن استثمار “الهيدروكربون”، وهو ما يضعف قوتها الاستثمارية بالاضافة إلى تزايد النقد للسياسات الداخلية، ولموجات الاعتقال، وهي السياسات التي يستخدمها المنتقدون بحسب ما أكده كريستين ديوان، الباحث بمعهد الخليج العربي في واشنطن، الذي أكد أن السعودية تستغل اقتصادها لفرض سياساتها الخارجية بشكل خاطئ، حيث تقود الرياض السياسة الخارجية “العدوانية” فشنت الحرب على اليمن إلى جانب فرض حصار بري وجوي على قطر منذ عام 2017.

السابق
دار جورج جانسن تبتكر تصاميم إسكندنافية معاصرة تحاكي “التموّج”
التالي
ترمب.. ضد العالم!!