دوافع استمرار الحصار غير مفهومة
عُمان والكويت تتوافقان أكثر فأكثر مع الجانب القطري
عُمان والكويت تتوافقان أكثر فأكثر مع الجانب القطري
قالت صحيفة تريبيون دي جنيف السويسرية إن الأزمة الخليجية بين قطر وجيرانها دخلت عامها الثاني، حيث تحاول السعودية والإمارات، والبحرين، ومصر، دون نجاح يذكر عزل الدوحة متهمة إياها بدعم الإرهاب. وأضافت الصحيفة أن استثمارات قطر في سويسرا ضخمة، مما يتوجب عليها تقديم مساعيها الحميدة لإيجاد حل دائم لهذه الأزمة الخليجية.
وأضافت الصحيفة السويسرية أنه من المعروف الآن أن هذه الأزمة نجمت عن هجوم إلكتروني شنته الإمارات بهدف تغيير النظام في قطر. حيث أصبح واضحا للمراقبين أن السعودية لم تقبل أبدا نجاحات الدوحة في مجال الاتصالات الإقليمي على حد سواء السياسية أو في مجالات أخرى. وبعد مرور عام على تنفيذ الحصار على الأراضي القطرية، لم يتغير قرار الطرفين ولم تحدث تغييرات في مواقفهما كما ظل الغربيون، بمن فيهم سويسرا، محايدين بحذر في ظل استمرار الأزمة.
تداعيات الأزمة
وذكر التقرير أنه بالنسبة لدول الحصار التي منيت بخسارة وواجهت مقاومة غير متوقعة وشديدة من الدوحة، مما يجعل من الصعب فهم تأجيج المشاعر والتوتر المستمر بين الشعوب العربية غير المسبوق والتكلفة الباهظة لهذه الأزمة ودوافع استمرارها غير المفهومة. وفي الواقع فان الحصار تعثر وأصبحت فرص بقاء مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية محدودة الآن. بالإضافة إلى ذلك، كسرت الأزمة روابط الثقة وخلقت العداوات بين الشعوب. وفي يناير الماضي، طرح تقرير للأمم المتحدة سلسلة من التجاوزات على مستوى الحقوق والحريات الأساسية المرتبطة بهذه الأزمة والتي وقعت على الشعب القطري.
واعتبر المقال أنه خلال الفترة نفسها، عانى خصوم قطر، الذين كانوا يكافحون بسبب هبوط أسعار النفط، أنفسهم من الخسائر نتيجة للأزمة. حيث أمرت وزارة الاقتصاد القطرية بسحب جميع المنتجات من دول الحصار في جميع أنحاء البلاد. واليوم، يبدو اقتصاد قطر في وضع جيد، وقد حشدت البلاد ثرواتها لتخفيف الصدمة والهجمات على نظامها المالي، وتمكنت من فتح أسواق تجارية جديدة لتأمين حاجاتها الغذائية. بالإضافة إلى ذلك، في تقرير صدر في مارس الماضي، قال صندوق النقد الدولي إن تأثير الحصار كان محدودا وأن أساسيات الاقتصاد في البلاد ما زالت قوية.
وذكرت الصحيفة السويسرية أن الأزمة أبرزت محاور دبلوماسية جديدة لها تأثير على الساحة الدولية. ومن ناحية أخرى، يبدو أن عُمان والكويت تتوافقان أكثر فأكثر مع الجانب القطري. حيث أكد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت أن قطر تواجه مطالب لن تقبلها بلاده على نفسها. وكان قد أخبر دونالد ترامب أن “الحل العسكري كان متصوراً في بداية النزاع” وأن وساطته منعت التصعيد العسكري. بينما تواجه دول الحصار صعوبات هائلة في إقناع شعوبها بشرعيتها على المستوى الوطني باختيارها أن تتبع دونالد ترامب بمنطقه وحده ضد الجميع.