صحف تركية تحتفل بالعلاقات مع قطر: حلفاء في السراء والضراء

الدوحة – وكالات – بزنس كلاس:

سلطت عدة صحف تركية الضوء على نتائج الاجتماع الرابع للجنة الإستراتيجية العليا التركية- القطرية في دورتها الرابعة، والاتفاقيات التي تم توقيعها في إسطنبول مشيدة بنتائج المباحثات المهمة التي أجراها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وثمن عدد من التقارير الصادرة أمس التي ترجمتها الشرق المستوى المثالي للعلاقات القطرية التركية التي وصلت إلى تحالف إستراتيجي نموذجي على جميع المستويات.
من جانبها قالت حرييت التركية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد ان شعب بلاده “بذل جهودًا حثيثة من أجل إفشال الحصار والعقوبات التي تستهدف إخوتهم القطريين”.
وأعرب عن اعتزازه بالمستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين في الذكرى الـ 45 لانطلاق العلاقات الدبلوماسية بينهما.وتطرق أردوغان إلى المثل القائل “الصديق وقت الضيق”، مشيرًا إلى أن البلدين تحركا بتضامن وتعاون خلال الفترات الصعبة التي واجهتهما. وأن تركيا وقطر أثبتتا مرارًا لبعضهما البعض أنهما صديقتان في الأوقات الحرجة.
وذكرت الصحيفة بخطاب الرئيس أردوغان الذي قال فيه: ان قطر أيضًا واحدة من الدول التي قدمت أقوى دعم لبلدنا في الساحة الدولية بعد محاولة الانقلاب الغادرة في 15 يوليو 2016 ووقفت قطر معنا أمام مبادرات المضاربة التي تستهدف اقتصادنا في الأشهر الأخيرة”، كما قال، وشكر قطر نيابة عن الأمة التركية ونفسه. “
أجواء ممتازة
وأشارت الصحيفة إلى الأجواء الممتازة التي تخللت اللقاء بين الزعيمين، التي أبرزت المستوى الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية، وأكدت الرغبة المشتركة في تعميق التعاون في كافة المجالات. وعقب الاجتماع، وقع الوزراء من البلدين بروتوكولات تعاون إستراتيجية في عدة مجالات مثل المواصلات والثقافة والتجارة والاقتصاد.
45 سنة على العلاقات
من جهتها أصدرت صحيفة ديلي صباح تقريرا عن العلاقات القطرية التركية وقالت إنه: احتفالا بذكرى مرور 45 سنة على العلاقات، أكدت قطر وتركيا مرة أخرى على الالتزام المتبادل بجهودهما لتوسيع العلاقات على جميع الأصعدة، السياسية والاقتصادية.
وذكر التقرير أن أردوغان كتب على حسابه في تويتر باللغة العربية: ” أهلاً بأخي سمو الأمير في إسطنبول” مضمناً التغريدة إشارة إلى حساب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد حيث اقتبس حضرة صاحب السمو تغريدة الرئيس التركي وعلق عليها باللغة التركية بالقول: “أخي رئيس الجمهورية.. لقائي بك مصدر سعادة كبيرة لي”.
وأورد التقرير أنه في إطار العلاقات المتميزة بين أنقرة والدوحة، عقد الاجتماع الرابع للجنة العليا الإستراتيجية التركية- القطرية، برئاسة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس رجب طيب أردوغان. وفي كلمته في الاجتماع، أكد الرئيس أردوغان على أهمية العلاقات التركية القطرية وأعرب عن رضاه بمستوى العلاقات في وقت يحتفل فيه البلدان بسنتهما الخامسة والأربعين من العلاقات الثنائية. وبين أردوغان أن تركيا وقطر صديقان لبعضهما البعض خلال “الأيام الصعبة”.
وقالت الصحيفة: لقد تطورت علاقة الصداقة بين قطر وتركيا في الأوقات الصعبة وكذلك الأوقات الجيدة، وتوسعت العلاقات بسرعة في مختلف المجالات على مدار السنوات القليلة الماضية. وقد أضافت العلاقات الإستراتيجية على المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والزيارات الثنائية المكثفة على جميع المستويات قوة دفع كبيرة للعلاقات الثنائية. وناقش الاجتماع الفرص لمواصلة تطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية.
اتفاقيات مشتركة
وذكر التقرير أنه تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات الخاصة بالنقل والتجارة والاقتصاد بين البلدين خلال الاجتماع. في العديد من المناسبات، أثبتت كل من أنقرة والدوحة أنهما شريكان يتبادلان الدعم المادي والمعنوي ويتعاونان بشكل وثيق خلال المصاعب. واكتسبت العلاقات الأخوية بين الحلفاء زخمًا كبيرًا، خاصة بعد بداية أزمة الخليج وقبلها محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف عام 2016، حيث دعمت كل من تركيا وقطر كل منهما الآخر بقوة.
ففي يونيو 2017، قطعت مجموعة من الدول العربية، بقيادة السعودية، بشكل مفاجئ العلاقات الدبلوماسية مع قطر وفرضت حصاراً على الدوحة، متهمة إياها بدعم الإرهاب. وقد رفضت الحكومة القطرية هذا الاتهام، حيث برهنت على ان الحصار غير مبرر ومخالف للقانون الدولي.
ووسط هذا الخلاف، قدمت تركيا دعماً متزايداً لقطر، معززةً الصادرات الغذائية والصناعات الأخرى لمواجهة أي نقص. وشهدت التجارة بين البلدين زيادة كبيرة في الفترة المذكورة، في حين اتفق البلدان أيضا على مشاريع مختلفة للفترة المقبلة.
وفي غضون ذلك، زار حضرة صاحب السمو أنقرة في أغسطس الماضي لتأكيد الدعم الواضح لتركيا، وتعهد بتقديم 15 مليار دولار من الاستثمارات المباشرة لتركيا في أزمتها مع الولايات المتحدة.
وبعد أيام فقط من الاجتماع بين قادة البلدين، وقعت قطر والمصارف المركزية التركية اتفاقية تبادل العملات لتوفير السيولة والدعم للاستقرار المالي. وكان الهدف الأساسي للاتفاقية هو تسهيل التجارة الثنائية في العملات المحلية ودعم الاستقرار المالي للبلدين. وتم توقيع اتفاقية المقايضة على الليرة التركية والريال القطري واختتمت بحد إجمالي قدره 3 مليارات دولار.
تاريخ من التعاون
وواصل التقرير إبراز التعاون بين البلدين: موضحا انه في هذا العام في أوائل سبتمبر، وقعت الدوحة وأنقرة اتفاقية الشراكة الاقتصادية والتجارية التي تهدف إلى تعزيز التبادل التجاري وتخفيف القيود على الاستثمارات وتجارة الخدمات والتجارة الالكترونية والتعاون في مجالات الجمارك والتعليم والبحوث والتطوير وبناء القدرات والمعارض والمنتديات والمؤتمرات الاقتصادية.
وستضمن الاتفاقية، مساعدة تركيا في تجاوز أزمتها المالية وجذب رؤوس الأموال القطرية إلى البلاد. كما تضاعفت صادرات تركيا إلى قطر تقريباً في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، وفقاً لبيانات رسمية حيث ارتفعت الصادرات إلى قطر بنسبة 93 في المائة على أساس سنوي مقارنة بالفترة من يناير إلى أغسطس، حيث بلغ مجموعها 636 مليون دولار من 330 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
علاوة على ذلك، قامت الشركات التركية بتنفيذ 137 مشروعًا في قطر حتى الآن، بلغ إجمالها 14.8 مليار دولار. من ناحية أخرى، بلغت استثمارات قطر في تركيا أكثر من 20 مليار دولار حتى الآن.
وتأسست اللجنة الإستراتيجية العليا بين البلدين في عام 2014 كآلية ثنائية للحوار والتعاون على مستوى عال.
عُقد الاجتماع الأول للجنة في الدوحة في ديسمبر 2015، بينما عُقد الاجتماع الثاني في طرابزون في ديسمبر 2016 تحت رئاسة الزعيمين. وعقد الاجتماع الثالث في الدوحة في نوفمبر من العام الماضي. وخلال تلك الاجتماعات، تم توقيع العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات ومذكرات التفاهم، مما عزز العلاقات القطرية التركية.
السابق
الأرصاد: طقس لطيف نهاراً
التالي
وزارة البلدية: مناطق صناعية بتكلة 40 مليون ريال في الخطة العمرانية