عواصم – بزنس كلاس:
بدأت الصحف الغربية تبلور مواقفها من حصار الدول الأربع لدولة قطر خاصة في ضوء الحديث السعودي المتكرر عن مكافحة الإرهاب وأكدت العديد من الصحف أن مكافحة الإرهاب يجب أن تبدأ من السعودية الداعم الرئيسي للإرهاب حيث قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن السعودية وبعض الدول قررت معاقبة دولة قطر وحصارها ومعاقبة بعض مواطنيها بذريعة دعم الإرهاب، إن السعودية نفسها تدعم الإرهاب وتنشر المزيد من التطرف في ظل حربها الوحشية على اليمن.
وأكدت في افتتاحيتها بشأن أزمة الخليج الراهنة والحصار الذي يفرضه المعسكر السعودي على دولة قطر، أنه حتى المراقبين البارعين يعترفون بالارتباك والذعر بشأن الشرق الأوسط، حيث وصل الحسد والتنافس والغيرة بين الأمم إلى مستوى جديد من التعقيد.
وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي سحرته الملكّية السعودية، انحاز إليها ووقف معها على الرغم من أن لدى الولايات المتحدة قاعدة عسكرية داخل دولة قطر.
واستدركت بالتساؤل: إن هذا الأمر يبعث على الحيرة أليس كذلك؟ وقالت لكن الخاسر الأكبر في هذه الحال هو الحملة التي تستهدف مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
واستدركت الصحيفة بأن السعودية التي تخاف عائلتها الحاكمة من الشعبوية الإسلامية، لا تزال تتعامل مع الإخوان المسلمين على أنهم يشكلون منظمة إرهابية.
وتتحدث الصحيفة بإسهاب عن المزاعم التي يوجهها المعسكر السعودي إلى قطر بذريعة دعمها متطرفين في سوريا وليبيا وبعض الدول العربية الأخرى، لكنها تستدرك بالقول إن السعودية دعمت ولفترة طويلة الجماعات المسلحة المتنافسة في هذه الدول بمن فيهم المتطرفون.
وأضافت أن السعودية تشعر بالغضب بدعوى أن قطر تهدف إلى لعب دور الوسيط الإقليمي، وبدعوى أن لقطر علاقات مع إيران التي تعد المنافس الرئيسي للسعودية في المنطقة، غير أنها قالت إن هذه العلاقة لا تعتبر غريبة، لأن قطر وإيران تشتركان في احتياطي هائل من الغاز الطبيعي.
وتسهب الصحيفة مجدداً في الحديث عن دور إيران وروسيا في المنطقة، وعن الموقف الأمريكي من دولة قطر منذ فترة طويلة، وتشير إلى أن معظم المهاجمين في هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة هم سعوديون، وإلى دور السعودية في مكافحة الإرهاب، وإلى دور ترامب في هذا السياق.
وأضافت أن السعوديين، المدعومين بالسلاح والمعلومات الأمنية الأمريكية، يتسببون أيضاً في إنتاج المزيد من المتطرفين في ظل الحرب الوحشية التي تشنها السعودية على اليمن.
واختتمت بالقول إن المبالغة أو تشويه أفعال قطر وإيران، في الوقت الذي يُمنح فيه السعوديون حرية المرور، يعدان أمرين لا يخدمان سوى الطموحات السعودية لتوسيع نفوذها الإقليمي.
كما أكدت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن السعودية، صاحبة الدور الأكبر في تنامي نفوذ القاعدة في أفغانستان والعديد من مناطق العالم، مذكرةً بأن «هجمات 11 سبتمبر قام بها 15 سعودياً من أصل عدد مختطفي الطائرة الـ 19».
صحيفة الجارديان أيضاً وصفت بشكل دقيق واقع المعادلة السعودية في المنطقة، فقد عنونت «لكي تكبح الإرهاب حقاً.. أوقف دعم السعودية»، وقد أوضحت أن السعودية من أكبر الديكتاتوريات في العالم، حيث تم إعدام 22 شخصاً بجرائم مختلفة في السعودية خلال شهر واحد فقط، على حد قوله. ووفقاً لمنظمة العفو الدولية، فإن عقوبة الإعدام في السعودية لا تخضع لأي نوع من المعايير القانونية، مع استخدام التعذيب لانتزاع الاعترافات.
«فريد زكريا»، الصحفي المعروف بانحيازه للمؤسسة الأمريكية، كتب بصحيفة واشنطن بوست: إن السعودية هي المسؤولة عن انتشار ما أسماه «التهديد الإرهابي الإسلامي الراديكالي» الذي ضرب مدينة مانشستر، وأن زيارة ترامب إلى السعودية سمحت للأخيرة بأن «تفلت من أي مسؤولية» «لجهة الدور الذي تلعبه بنشر الإرهاب».
ونوّه زكريا بأن معتقدات داعش تنبع من الفكر الوهابي، وأن «المال السعودي يغيّر وجه الإسلام في أوروبا»، إلا أن الكلام الأهم الذي كتبه زكريا هو أن «إيران تحارب هذه الجماعات «التكفيرية» ولا تغذيها»، وأن «كل الهجمات الإرهابية تقريباً التي استهدفت الغرب لها صلة معينة بالسعودية، بينما فعلياً لم يحصل أي هجوم من هذا النوع كان له صلة بإيران». لم يكتفِ «زكريا» بنشر كل ذلك بصحيفة واشنطن بوست، بل كرر نفس الكلام في المقدمة لبرنامجه الشهير على شبكة «CNN».
وفي سياق متصل أكد السيناتور الأمريكي كريس مورفي خلال ندوة نظمتها مؤسسة «أريبيا» إنه حان الوقت لـ الولايات المتحدة «أن تكون جادة في محاربة الإرهاب، وذلك بالحديث الصريح مع السعودية، وضرورةِ وقف دعمها للجماعات الإرهابية». وقال: إن السعودية لا تموّل هذه الجماعات الإرهابية مباشرة، لكنها ترسل دعماً مالياً لعائلات لها علاقات وطيدة بهذه المجموعات. واعتبر مورفي أن مبيعات السلاح الأمريكي للرياض «تضر بالأمن القومي للولايات المتحدة « مضيفاً أن مجلس الشيوخ سيناقش قراراً بشأن اقتطاع جزء من مبيعات السلاح للسعودية والذي يستخدم في الحرب في اليمن.