يبحث منتدى الدوحة السابع عشر، الذي يحتضنه شيراتون الدوحة يومي 14- 15 مايو الجاري قضايا تتعلق بالتنمية والاستقرار وقضايا اللاجئين، حيث من المقرر أن يخاطب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر المشاركين مشدداً على الأهمية القصوى التي يتمتع بها المؤتمر والتوصيات والاقتراحات التي سوف يخرج بها لتجد طريقها إلى ارض الواقع عبر آلية تنفيذ شفافة للمقترحات.
وتركز الجلسات الاقتصادية على تحديات التنمية الاقتصادية والاستثمار في مرحلة التغيرات العالمية وعلى رأسها قضايا النفط والطاقة وخاصة أسعار النفط الجديدة، واقتصاديات المنطقة. ومن المنتظر أن يكون سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة من المتحدثين الرئيسيين في هذا المحور، بالإضافة إلى السيد محمد السنوسي باركيندو الأمين العام لمنظمة “أوبك”، والسيد أوسكار سيتنستروم وزير الدولة للشؤون الاتحاد الأوروبي والتجارة بالسويد، بالإضافة إلى السيد مونيكا غورغيتا وزيرة الدولة للشؤون الخارجية لرومانيا.
كما سيتطرق المشاركون إلى قدرة منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” على الحفاظ على استقرار أسعار النفط، وموضوع أنماط الطاقة البديلة وتغيرها وأثرها على الإقتصاد. كما سيتناول المتحدثون بالبحث سياسات الطاقة الجديدة والتحولات الاقتصادية .
وعلى صعيد آخر سيتناول المشاركون في جلسة مستقبل الاتفاقيات التجارية الدولية والاستثمار، والتي من المنتظر أن يترأسها السيد مصطفى بن بادة وزير التجارة الجزائري السابق في حين سيكون سعادة الشيخ عبد الله بن محمد بن سعود آل ثاني من المتحدثين الرئيسيين فيها بالإضافة إلى الدكتور مدثر عبد الغني عبد الرحمن وزير الاستثمار السوداني ومانويل غونزالس سانز وزير خارجية كوستاريكا، قضايا تتعلق بالتحديات التي تواجه منظمة التجارة العالمية والتدابير الحمائية بوصفها العائق الأهم أمام نمو الاقتصاد العالمي وفرص الاستثمار ونقل التكنولوجيا.
كما سيتناول المشاركون بالدرس قضايا تتعلق بالانكماش الاقتصادي العالمي وسبل بناء اقتصاد عالمي قوي، بالإضافة إلى دور المجتمع المدني والقطاع الخاص في تعزيز التنمية الاقتصادية، كما سيناقشون سياسات أسواق العمل والتحديات المصاحبة لها .
هذا وسوف يخاطب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، العالم من خلال كلمة يلقيها في افتتاح منتدى الدوحة السابع عشر الأحد القادم.
ووفق برنامج المنتدى يلقي المتحدثون من ضيوف الشرف كلمات في الجلسة الافتتاحية، ومنهم فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير، رئيس جمهوريّة السودان، و فخامة الرئيس ابراهيم بوبكر كيتا رئيس جمهوريّة مالي ، ودولة الرئيس سعد رفيق الحريري، رئيس مجلس الوزراء اللبناني، ومعالي حسن علي خيري، رئيس مجلس الوزراء، جمهوريّة الصومال الفيدراليّة، و سعادة السيّدة أمينة محمّد، نائب الأمين العام للأمم المتحدة
بدأت الوفود المشاركة في منتدى الدوحة السابع عشر الوصول، حيث توافد على الدوحة بداية من أمس عشرات الشخصيات السياسية والاقتصادية والأكاديمية البارزة الذين سيشاركون في فعاليات المنتدى على مدى يومين .
وحسب الدكتور إبراهيم النعيمي، رئيس لجنة الإعداد لمنتدى الدوحة السابع عشر، وصل عدد المشاركين هذا العام في المنتدى إلى حوالي 600 مشارك، منهم 414 شخصية دولية وإقليمية بارزة من خارج قطر، فضلا عن مشاركة رؤساء دول وحكومات، منهم سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وفخامة الرئيس السوداني عمر حسن البشير، بالإضافة إلى عدد كبير من رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية والاقتصاد والاستثمار والمسؤولين الدوليين الكبار من الأمم المتحدة، كما سيحضر عدد كبير من الباحثين والدارسين، وأيضا عدد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية.
وأضاف الدكتور النعيمي ان فعاليات المنتدى متنوعة وكثيرة، حيث ستكون هناك جلسة افتتاحية، وخمس جلسات عامة، ستتخللها جلسات سياسية واقتصادية، وجلسات خاصة بقضايا اللاجئين، مشيرا إلى وجود 12 جلسة متزامنة خلال يومي المنتدى، وأوضح أن اليوم الأول من المنتدى سيتم عقد جلستي عمل عامتين، و6 جلسات متزامنة أو فرعية، فضلا عن جلسة خاصة للسيناتور الأمريكي جورج ميتشل بعنوان “قطر 2022.. حماية حقوق العمال.. فرص وتحديات”،
وقال: إن اليوم الثاني سيشهد ثلاث جلسات عامة، وسبع جلسات فرعية، ثم الجلسة الختامية.
وأكد النعيمي أن الجلسة الافتتاحية ستكون بعنوان “التعاون الدولي وأهمية الاستقرار السياسي والاقتصادي”، وسيلقي سعادة وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، كلمة ترحيبية في الافتتاح، ويعقب ذلك فيلم عن منتدى الدوحة السابع عشر، ويلي ذلك كلمات ضيوف الشرف.
ويعتبر منتدى الدوحة واحداً من أبرز المنتديات الدولية في مجال الشؤون الدولية المعاصرة، قد أثبت حضوره الدولي على مدار ست عشرة دورة له، تمت فيها مناقشة القضايا السياسية والاقتصادية والإقليمية والدولية، فأصبح من أهم المنتديات الدولية التي تجمع أكبر عدد من الخبراء والأكاديميين والسياسيين وصناع القرار والمختصين ورجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني من مختلف دول العالم، لمناقشة سبل تحقيق الاستقرار والازدهار الإقليمي والعالمي وكيفية مواجهة التحديات التي تقف عائقا تجاه ذلك الاستقرار في العالم اليوم.
وتناقش الدورة السابعة عشرة، قضايا التنمية والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، مع التركيز على أخطر القضايا المؤثرة في الوقت الراهن وهي قضية اللاجئين، وستتناول الجلسة الافتتاحية للمنتدى في دورته السابعة عشرة، موضوع التعاون الدولي وأهمية الاستقرار السياسي والاقتصادي ويتحدث فيها ضيوف شرف المنتدى.
ويناقش المنتدى في هذه الدورة أربعة محاور رئيسية هي على التوالي، تحولات المشهد السياسي العالمي، وتحديات التنمية الاقتصادية والاستثمار في مرحلة التغيرات العالمية “قضايا النفط والطاقة”، والدور السياسي والاقتصادي في قضايا اللاجئين، والبعد القانوني والحقوقي والإنساني في التعامل مع قضايا اللاجئين.
ويجيء اختيار عنوان منتدى الدوحة السابع عشر 2017 “التنمية والاستقرار وقضايا اللاجئين” من أهمية أن التنمية والاستقرار هما الدعامة الأساسية لتطوير الدول والمجتمعات، وباعتبارهما السبيل الأنجع لمواجهة تأزمات الواقع وتحديات المستقبل، وأنهما في حال انعدامهما من أهم أسباب ذلك الواقع المأساوي والصراعات المتفاقمة حول العالم وعلى وجه الخصوص في الشرق الأوسط، علما أن تحقيق التنمية والاستقرار لا يتوقف على الجانب السياسي والاقتصادي فحسب، وإنما ينسحب على الجانب الإنساني والفكري والديني والاجتماعي.
كما أن أزمة اللاجئين تعد من أكثر القضايا إلحاحا في عالم اليوم، فهي تؤثر على تنمية المجتمعات واستقرارها بشكل جوهري سياسيا واقتصاديا وإنسانيا، وتترك أثرا أكثر إيلاما في ضمير الإنسانية، ويشهد المجتمع الدولي اليوم مستوى غير مسبوق من اللجوء والهجرة الاختيارية أو القسرية.