أكدت الشيخة خولة آل ثاني صاحبة أول مدونة نسائية قطرية، والناشطة في مجالات دعم المبادرات الإبداعية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن المرأة القطرية حققت تقدماً كبيراً في كافة المجالات، وأنها أصبحت منتجة فيما تقوم به من أعمال ويسند إليها مهام سواء في الحكومة أو القطاع الخاص، وأوضحت أن الإعلام التقليدي لا يركز كثيراً في دعم مسيرة نهوض المرأة مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي التي تلقي الضوء وتتناول تفاصيل ما تقوم به المرأة القطرية من جهود في سبيل خدمة الوطن، في كافة الجوانب.
ودعت «خولة» إلى ضرورة تشجيع المبدعين من أصحاب المدونات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتبني برامج لتحفيزهم، ودعوتهم للمشاركة والتسويق للفعاليات المهمة في الدولة لأنهم بالفعل لديهم أفكار خلاقة.
وكشفت «خولة» عن تبنيها لكثير من المبادرات الإبداعية للمواهب الشابة، والفنون المتعلقة بالطفولة،، وغيرها من مبادرات العمل الخيري.. سواء عبر مدونتها أو بحسابها بموقع التواصل الاجتماعي انستجرام إلى تفاصيل الحوار:
في البداية.. حدثينا عنك، من أنت، وما اهتماماتك، وما مجال دراستك؟
– أنا خريجة جامعة قطر، درست في برنامج التربية الفنية قبل أن تلغيه الجامعة، وأهتم بكل ما جديد في مجال الفنون الإبداعية والتطوير الذاتي وفنون الأطفال، ولدي شغف كبير بالعمل الخيري، ومساعدة الآخرين على تنمية إبداعاتهم ومواهبهم.
متى بدأت التدوين، وكيف؟
– منذ 2007 وكنت كثيراً ما أكتب في المنتديات، وأتلقى تفاعلاً وحصلت شعبية كبيرة على مواضيعي ومبادراتي وكانت أغلب الردود إيجابية، ما دفعني إلى أن أهتم بالتدوين أكثر، ولكن في هذه الفترة كانت هناك محدودية بالمنتديات التي لم تكن بنفس حرية وسائل التواصل الاجتماعي حالياً، لذا قررت أن أنشئ مدونتي الخاصة، وأن أوجهها لتخاطب المرأة الخليجية العربي بشكل عام والقطرية بوجه خاص، وكل ما يخص أمور المرأة، وأصبحت بعد فترة من الشخصيات البارزة والمعروفة في هذا المجال، وأتلقى العديد من الدعوات للمشاركة في الفعاليات والأحداث المهمة.
هل للتدوين علاقة بمجال دراستك؟
– رغم الفرق الكبير بين المجالين، إلا أن الأساس في كل منهما هو التعبير، ففي تخصصي أساعد صغار السن على الرسم، والتعبير عن أنفسهم وإطلاق طاقاتهم، وفي التدوين أعبر عن النفس وأساعد الآخرين على التعبير عن ذواتهم وصقل مهاراتهم، وأقوم بنشر ما أعتقد أنه يستحق الدعم.
كيف يساعدك التدوين على الصعيد العملي؟
– يساعدني كثيراً في التعرف والتواصل مع المبدعين والشخصيات البارزة في شبكات التواصل الاجتماعي لتبادل أفكارنا ودعم بعضنا البعض، وهو ما منحني الشعور بالثقة والامتنان لوجود هذه الشخصيات في حياتي.
هل قمت بمبادرات عديدة لتشجيع المواهب القطرية الناشئة؟ وما دوافعك في هذا الجانب؟
– بالفعل نفذت عدة مبادرات من منطلق إيماني وواجبي اتجاه مجتمعي، ووطني لأجل إنجاح ونشر كل ما أعتقد أنه يساهم في تنمية المجتمع وتطويره لأن رؤية قطر الوطنية 2030 تدعو إلى اقتصاد مستدام مبني على مبادئ التنمية الثقافية والاجتماعية وتنويع الاقتصاد عن طريق التحول إلى الاقتصاد المعرفي وأنا على يقين في أن ما أقوم به يشتمل على جميع هذه المبادئ والعناصر مما يملأني بالمسؤولية لدعم هذه المبادرات وتسليط الضوء على هذه الطاقات الشبابية، وبالتالي أساهم بشكل فعال في تحقيق رؤية قطر الوطنية.
هل يمكن أن تذكري لنا إحدى هذه المبادرات؟
– أدعم بالفعل العديد من المبادرات الهادفة التي أعتقد أنها قد تسهم في تقدم المجتمع القطري ولا أعتقد أنه من الإنصاف أن أذكر دعمي لهذه المبادرات بشكل مفصل، فدعمي لها ليس من أجل الترويج لنفسي وإنما من يقيني بأهمية هذه المشاريع، ولا أتقاضى أجراً على هذا الدعم، وإنما هو جزء من مسؤوليتي المجتمعية!
هل ترين أنك حققت طموحاتك من خلال التدوين؟
– طموحاتي في هذا المجال كبيرة ولا أعتقد أنها سوف تتوقف عند حد ما، وإنما هي دائرة متنامية فكلما حققت أحد أهدافي أنتقل لصنع طموحات أكبر.
كونك أول مدونة قطرية، ما الدور الأساسي الواجب أن تقومي به لمساعدة مجتمعك؟
– أعتبر مدونتي وحسابي في انستجرام منصة لاكتشاف ودعم المواهب القطرية وانطلاق المبادرات التي تثري مجتمعي وتثريني، حيث إنه في السابق لم يكن هناك أي مدونات أو وسائل تواصل اجتماعي أو مؤسسات متخصصة لتسويق وتشجيع هذه الإبداعات فأصبحت أشعر بأن واجبي القيام بهذا الدور فضلاً عن تشجيع الآخرين للقيام بنفس الدور الذي أقوم به.
هل تستطيعين التوفيق بين عملك والتدوين وحياتك الشخصية؟
– بالتأكيد، فالتدوين فيه بعض المرونة في اختيار الوقت، حيث إنني أستطيع التدوين في أي وقت يتناسب مع جدولي اليومي، فهو بالنسبة لي خيار شخصي وليس عملا ملزما، ولكني بعد تجربتي كأول مدونة قطرية رأيت أنه من واجبي تخصيص جزء من وقتي وطاقتي لتحقيق رسالتي كمدونة.
من الذي شجعك وقدم لك الدعم في هذا الجانب؟
– قمت بتشجيع نفسي ومن ثم تلقيت التشجيع من أسرتي وصديقاتي وأصحاب المبادرات والمشاريع أنفسهم مما غمرني بشعور إيجابي قوي تجاه ما أقوم به للاستمرار بهذا المجال.
هل قابلتك أي صعوبات في سبيل تحقيق طموحاتك؟
– لا يوجد مجال خال من التحدي، واجهتني في بداياتي الكثير من التحديات فمنهم من كان يحاول إقناعي بالتخلي عن التدوين لأنه إهدار للوقت والمال، وآخرون كانوا يحاولون استغلالي من خلال الإعلان التجاري السطحي لأهداف مادية بما يتعارض مع مبادئي ورسالتي، وهناك صعوبات أخرى منها عدم تفهم الآخرين لما أقوم به وبالتالي لم أكن أجد منهم التعاون الكافي في البداية.
هل تقومين بتصفح مدونتك وتحديث صفحتك لعرضها في حلة جديدة، ما الجديد الذي تعملين لعرضه وتسعين من أجل أن يبدو بشكل مختلف؟
– الجميع يحتاج للتجديد والتطوير استجابة للتغيرات المستمرة فعندما بدأت لم تكن هناك مدونات تقوم بما كنت أقوم به، ولكن بعد أن ألهمت الكثيرين بفضل الله بدأت تخرج طاقات جديدة وجميلة جدا، ورأيت أن يكون للمدونة دور قيادي جديد للانتقال لمرحلة متقدمة وأكثر عمقا ونجاحاً.
كامرأة قطرية وشخصية معروفة، ما رؤيتك لمسيرة العمل النسائي في المستقبل؟
– أعتقد أن المرأة بدأت تلعب دورا كبيرا في خدمة الوطن من خلال عملها سواء في الحكومة أو القطاع الخاص وأيضا نستطيع أن نرى بوضوح أثر هذا الدور الكبير في كافة المجالات المجتمعية.
هل تعتقدين أن الإعلام يقوم بدوره على أكمل وجه بالنسبة للمشاريع النسائية في قطر؟
برأيي أن الإعلام القطري لا يزال تقليديا ولكنه في طور النمو وأمامه الكثير حتى يستطيع مسايرة تطورات النشاطات الريادية والإبداعية للمرأة في قطر، فنحن في عصر التواصل الاجتماعي الذي يجب على الإعلام القطري أن يجاريه حتى يتمكن من إيصال الصورة الحقيقية المطلوبة بكفاءة، حيث إن لدينا فجوة بين وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرسمية، فالإعلام الرسمي يتحدث عن الصورة بشكل عام، بينما وسائل التواصل الاجتماعي فهي أسرع انتشاراً وأكثر تخصصا.
ما مقترحاتك لتحسين التدوين وتنشيط الدعم الإعلامي للمرأة القطرية؟
– أقترح أن يكون هناك دعم وتشجيع من الدولة عن طريق تبني برامج لتحفيز وتشجيع الراغبين أو الراغبات بدخول هذا المجال ودعوتهم للمشاركة والتسويق للفعاليات المهمة في الدولة، ودعم نشاطات وجهود المرأة القطرية بما يؤدي إلى النهوض بمسيرة الوطن وتقدمه.
بداية الانطلاق
مع ظهور المدونات عبر الإنترنت في أواخر القرن الماضي كانت خولة آل ثاني من أوائل الذين أسسوا مدونة خاصة بهم، كانت أول مدونة قطرية في هذا الدرب الذي استقطبت الكثيرين حول العالم من كافة التخصصات والميول والاتجاهات للتلاقي عبر هذه المدونات التي تحولت إلى ساحات مفتوحة للإبداع والتعبير.
وبرز دور خولة آل ثاني سريعاً في مجال التدوين وباتت أول مدونة قطرية تدعم المواهب الشابة وتساعدهم على تنمية إبداعاتهم وتعريف المجتمع بهم وتساهم في انتشارهم بشكل فعال من خلال مدونتها www.kawkawii.net.