بعد إصدار مجموعة بروموناد أمبيريال (Promenades Impériales) التي استحضرت بها الدار الإرث الروسي العريق في يناير، ومن ثمّ شان دو برانتان (Chant du Printemps) في اليابان في يونيو، تُطلق Chaumet مجموعة تريزور دافريك (Trésors d’Afrique) التي تُشكّل الوجهة الثالثة في رحلتها الإبداعية إلى هذه العوالم الخارجة عن المألوف.
تروي مجموعة “تريزور دافريك” من شوميه Chaumet، قصّة تتألّف من خمسة أجزاء عن الأوجه المتعدّدة لقارّة أفريقيا. بادئ ذي بدء، أفريقيا التي ألهمت تعابيرها الفنية كلّاً من أبولينير وبيكاسو وديرين وفلامينك وبراك، وبالتالي أدّت دوراً هاماً في أعظم الثورات الجمالية والفكرية التي شهدتها باكورة القرن الماضي، من المدرسة الفوفية إلى التكعيبية والسريالية. وتجدر الإشارة إلى أنّ أفريقيا هي القارة الأخيرة التي حكمت فيها إمبراطورة، حيث تُحدّد المجوهرات مكانة الشخص. في الواقع، لم يسبق لأيّ قارّة أو بلد أن ارتقى بفنّ التزيّن بالمجوهرات إلى هذا المستوى من الإبداع والتطوّر، حيث تتّخذ الجوهرة آلاف الأشكال والاستخدامات وترمز إلى الجاذبية والقوة، وتجمع بين الجمال والهيبة. بالفعل، للمجوهرات رمزية كبيرة تُعبّر الكثير عن الشخص الذي يرتديها، وتُشكّل تعويذة تحميه من الشرّ. وبما أنّ علامة Chaumet تبتكر مجوهرات وأكاليل ملؤها العواطف، وجدت أرضية مشتركة بين إبداعاتها التي تروي من خلالها أجمل القصص والمجوهرات الأفريقية المتميّزة لتبتكر مجوهرات مثالية للارتداء في حفلات الزفاف ترمز إلى العظمة عندما تتوّج رأس الشخص بالذهب والأحجار الكريمة أو الشعر المجدول بمهارة. وبما أنّ دار Chaumet لطالما كانت تميل إلى تناول مواضيع الطبيعة في تصاميمها، ابتكرت مجموعة “تريزور دافريك” لتروي لنا قصّة أفريقيا التي تفتخر بطابعها الأصيل والكريم، وتقدّم مختلف الكنوز والقصص المشوّقة.
تُزاوج هذه المجموعة الخلّابة بين مختلف عناصر الطبيعة وتتخلّلها أشكال خارجة عن المألوف وحسّ عصري مفعم بالجرأة، فتشكّل خير مثال عن القارّة التي استوحيت من ربوعها.
روند دو بيير (Ronde de Pierres)
تجسّد “روند دو بيير” طقم مجوهرات من منطقة النيل يزخر بالألوان الفاقعة اللافتة للأنظار واللآلئ التي كانت في ما مضى تتزيّن بها قبيلة الدينكا البدائية في السودان (قبيلة الماساي). وتجمع هذه القطع الفنية بين أحجار الإسبينيل الحمراء والزمرّد والياقوت الأزرق وأحجار العقيق اليوسفي، وتؤطّرها أحجار الإسبينيل السوداء التي تتناغم مع الذهب الأسود المطليّ بالروديوم والألماس. كما يتّسم هذا الطقم بأشكال شبيهة بالشرائط الكبيرة التي تتداخل بعضها ببعض وتزيّنها أشكال دائرية، فكانت حصيلتها قلادة وسواراً وزوجين من الأقراط، أحدهما يتميّز بزخرفة تتّصل عند جانبَي شحمة الأذن. وثمّة ثلاثة خواتم تتّسم بخطوط متباينة تتداخل معاً لتشكّل عقدة وتسلّط الضوء على جمال أحجار الياقوت الزرقاء وأحجار الياقوت الصفراء المقطوعة على شكل وسادة.
كاسكاد رويال (Cascades Royales)
يستحضر طقم “كاسكاد رويال” نعومة الخطوط الرفيعة لقماش الدانتيل، ويجمع بين أنقى العناصر الأفريقية التي تتميّز بدقّة لامتناهية مع لمسة من الرقيّ والأشكال الرفيعة. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الطقم يعيدنا إلى زمن المجوهرات التي كانت في ما مضى تزيّن وجوه النساء في العديد من الثقافات الأفريقية، ويذكّرنا بالعديد من القطع التزيينيّة الجميلة مثل أغطية الرأس التي كانت ملكات رواندا يعتمرنها أو القطع المزخرفة التي كانت عرائس سامبورو يتزيّنّ بها في كينيا. ويتداخل في هذا الطقم اللونان الأبيض والأسود، فيتناغمان مع زمرّد “موزو” الأخضر اللافت للأنظار الذي يتربّع على جناحَي العقيق المنحوتين، اللذين تنسدل منهما قطع الألماس بقصّة الماركيز الفاخرة لتوفّر بنية محدّدة الشكل. يتألّف الطقم من قلادة يمكن تغيير شكلها، وزوجين من الأقراط، وأربعة خواتم.تير دور (Terres d’Or)
يجسّد طقم “تير دور” تفاعلاً بين اللونين الأحمر والذهبي، ويُزاوج بين رمال الصحراء الذهبية والأرض المغرة في أفريقيا. كما يذكّرنا بالأنماط المزخرفة على أقمشة كينتي من غانا وأقمشة كاساي المخملية. ويتباين اللون الأحمر القاني لأحجار الياقوت مع انعكاس ضوء الياقوت الأصفر ليشكّلاً معاً طقماً مؤلّفاً من قلادة طرية وسوار وساعة سرية وقرطين طويلين وخمسة خواتم يجسّد كلٌّ منها سيمفونية تتداخل فيها الانحناءات والأشكال المتشابكة. فتتناغم الأحجار الإهليلجية مع الكابوشون وأحجار “شوغر لوف” (على شكل مكعّب السكّر) وأحجار الياقوت لتنسدل على البشرة بانسيابية تامّة وتسلّط الضوء على جاذبية المرأة التي ترتديها.إيسبييجلوري (Espiègleries)
كيف لنا أن نحتفي بقارّة أفريقيا من دون ذكر باقتها الواسعة من النباتات الخصبة والحيوانات التي تمتلك تأثيراً قوياً على المخيّلة المشتركة؟ صمّم الفنان الكيني إيفانز مبوجوا مجموعة تضمّ ستة دبابيس يمكن تحويل أحدها إلى زوج من الأقراط. فأعاد في هذه المجموعة النظر في موضوع الحيوانات مضيفاً إليه نفحة من الجرأة، ومبتكراً ستة تصاميم زاخرة بالألوان الزاهية وأشكال الحيوانات الرائعة مثل الفيل والحمار الوحشي والقرد والزرافة وطيور النحام والنمل والأسد التي تواجه مواقف مضحكة تتخلّلها روح الدعابة. تشمل هذه المجموعة أربع ساعات يد تتزيّن برسوم بديعة وأربعة توربيونات، فضلاً عن قطع بروش تتّخذ أشكال حيوانات مفعمة بالحيوية والبهجة.