شركات الخليج العائلية: نمو إيجابي جيد في 2017

الدوحة – بزنس كلاس:

كشف تقرير اقتصادي حديث، أن الشركات العائلية في دول الخليج استمرت في تحقيق نمو مستدام وأداء إيجابي خلال عام 2017؛ وذلك على الرغم من التحديات الناجمة عن انخفاض أسعار النفط.

وأكد التقرير الذي أصدرته شركة كي بي إم جي، المتخصصة بالمراجعة والضرائب والاستشارات، وحمل عنوان ” استطلاع الشركات العائلية في دول مجلس التعاون الخليجي 2017″، أن أكثر من ثلث الشركات التي شملها التقرير أظهرت أنَّ إيراداتها قد زادت في الأشهر الـ 12 الماضية و38% أفادت بتحسن أو استقرار الإيرادات السنوية.

والتقرير الذي أجري في الفترة من شهر مايو إلى نوفمبر لعام 2017، اشتمل على مقابلة عدد من قادة كبرى الشركات العائلية في دول مجلس التعاون الخليجي، وركز على مدى ثقة هؤلاء القادة في مستقبل شركاتهم، والتحديات التي يواجهونها والآليات المعتمدة لدعم النمو المستدام.

وقال رئيس استشارات الصفقات واستشارات الشركات العائلية لدى كي بي إم جي في السعودية: إنَّ الشركات العائلية في دول مجلس التعاون الخليجي تستمر في تحقيق نمو مستمر وأداء إيجابي، مبيناً أن الشركات العائلية في المنطقة أظهرت مرونة قوية في مواجهة الضغوط والتحديات الخارجية.

وبين التقرير، أنَّ هناك مجموعة من التحديات في منطقة الخليج بالنسبة للشركات العائلية، كان من أهمها النظم الضريبة الجديدة وتباطؤ النمو، ومع ذلك، فقد تمكنت نحو 33% من الشركات العائلية التي شملها الاستطلاع من تحقيق زيادة في الإيرادات، في حين أن 29% من تلك الشركات شهدت انخفاضاً في الإيرادات، بينما أفاد 38% بأنَّ إيراداتها مستقرة، أو حافظت على مستوى النمو المتحقق على أساس سنوي.

وفيما يتعلق بالاستثمارات الخارجية، قال فؤاد شَابرا، 38% من قادة الشركات العائلية: إنهم بدؤوا بالفعل بتنفيذ توسعاتهم الخارجية خلال السنة الماضية، في حين حافظ 33 في المائة على مستويات التوسع كما هي في الفترة ذاتها، و10 في المائة خفضوا تلك الخطط.

وبين التقرير: أنَّ أكثر من نصف المستجيبين يشعرون بالثقة حيال نمو شركاتهم في الوقت الذي يواصلون فيه التكيف مع انخفاض أسعار النفط، كما أكد قادة الشركات العائلية الذين شملهم التقرير في دول مجلس التعاون، على وجود نقاط قوة رئيسية عند هذه الشركات، حيث إن 57 في المائة منهم لديهم منظور استراتيجي طويل الأمد، فيما أكد 59 في المائة أن عمليات صنع القرار لديهم سريعة ومرنة.

واعتبر شابرا، أن الشركات العائلية في المنطقة معروفة بمنظور طويل الأجل يضمن استدامة أعمالها، مضيفاً: “الشركات العائلية في دول مجلس التعاون الخليجي لا تزال تشكل العمود الفقري للاقتصاد، حيث أشار 57 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع إلى أنهم واثقون من نمو شركاتهم في الأشهر الـ 12 المقبلة، ويمكننا أن نأخذ هذا الشعور كمؤشر إيجابي في المنطقة “.

وبين التقرير أنَّ النمو بالنسبة للعديد من الشركات العائلية لا يزال على سلم أولوياتها، مع تركيز 81% على تحسين الربحية و55 في المائة على زيادة الإيرادات، ومع استمرار الشركات العائلية من خلال الأجيال القادمة؛ فإنه من الضروري تحقيق الربح المناسب لتوزيعه على عدد متزايد من المساهمين.

وأشار ما يقرب نصف المشمولين في الاستطلاع إلى أنَّ حدة المنافسة كانت مصدر قلق كبير، وبات ليس من المستغرب أن 38% يخططون لتنويع أعمالهم وطرح منتجات وخدمات جديدة، في حين يتطلع نحو 23% من قادة الشركات العائلية إلى التوسع والانتقال إلى أسواق جديدة.

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه النظرة الإيجابية، لا يزال نقل الإدارة إلى الأجيال القادمة مصدر قلق رئيسي لأصحاب الشركات العائلية، فضلاً عن زيادة المنافسة، واستقطاب المواهب، وانخفاض الربحية، وفقاً لاستطلاع شركة كي بي إم جي، حيث إنَّ نقل الإدارة إلى الأجيال القادمة هو أولوية قصوى واهتمام مستمر للعديد من الشركات العائلية في دول مجلس التعاون الخليجي.

وأعرب 88% من المشاركين في الاستطلاع عن اعتقادهم بأنَّ إعداد وتدريب الجيل القادم أمر حاسم بالنسبة لبقاء الأعمال ونجاحها، وإنه من مسؤولية الجيل الحالي أن يدعم الجيل القادم بمجموعة من القيم المتينة والمستدامة؛ الأمر الذي سينعكس على استمرارية تلك الشركات واستدامتها.

وأشار أكثر من 60% من الشركات العائلية إلى أنَّ لديهم أعضاء من الجيل القادم في أدوار قيادية داخل الشركة، و25 في المائة قد بدؤوا بعملية التوظيف، في الوقت الذي شدد فيه التقرير على أنَّ الشركات العائلية الناجحة تستثمر مستوى متزايداً من الموارد والوقت والجهد في بناء قيادتها من داخل العائلة لضمان استمرارية الأعمال على المدى الطويل.

ووفقاً للتقرير؛ فإن تحقيق التوازن الصحيح بين مصالح العائلة ومصالح الشركة هو مصدر قلق رئيسي للشركات العائلية، حيث ذكر 77% من المشاركين أنّه مهم أو مهم جداً.

وتقوم الشركات العائلية بإرساء قواعد وإجراءات جديدة لإدارة توقعات أفراد العائلة وتجنب النزاعات المستقبلية.

وعلاوة على ذلك، قال 30٪ من المستطلعين أنهم يتطلعون إلى أن يصبحوا أكثر ابتكاراً و38٪ يتطلعون إلى التنويع في منتجات وخدمات جديدة، للمحافظة على استدامة الشركات، في حين أشار ما مجموعه 84% من المستجيبين إلى أنَّ خطتهم الاستراتيجية تشمل الاستثمارات على الصعيدين الداخلي والخارجي، و38% يبحثون عن سبل للتنويع والاستثمار في خدمات جديدة.

وقال فؤاد شَابرا، رئيس استشارات الصفقات واستشارات الشركات العائلية لدى كي بي إم جي في السعودية:” نحن متفائلون في مستقبل الشركات العائلية في منطقة الخليج عموماً والسعودية على وجه الخصوص؛ نتيجة استمرارها في تنفيذ استراتيجيات النمو، ولديها خطط فاعلة لتسليم الإدارة للجيل الثاني، لكن من المهم أن يتم التخطيط والتحضير للتعاقب الإداري في وقت مبكر ومنهجية مؤسساتية”.

السابق
مناقصة لطفايات الحريق في قطر للبترول
التالي
مرسوم بتعيين نائب جديد لمحافظ مصرف قطر المركزي