شركات إنشاءات أوروبية تتطلع إلى قطر

كان وما زال السوق المحلي يشكل نقطة جذب لمختلف الشركات العالمية والأوروبية والإقليمية، نظراً لحجم النهضة الكبيرة التي تشهدها دولة قطر في السنوات الأخيرة، ولا سيما في قطاعي البناء والإنشاءات، حيث تسعى كبريات الشركات للانخراط فيها من أوسع الأبواب، بل وتحقيق طموحات لا حصر لها تمنحها تثبيت جذورها، إيماناً منها بالمستقبل الواعد الذي ينتظر البلاد، سيما في ظل المشاريع الضخمة التي تعكف على تنفيذها، أو تلك التي تعتزم القيام بها لاحقاً، حسبما أكده مديرون في شركات متخصصة في مواد البناء لـ «العرب».
وأوضح المديرون أن الشركات الأوروبية التي يمثلونها تعمل في السوق القطري منذ سنوات، وقد لمست حجم التطور والنمو الذي تشهده الدوحة في قطاع الإنشاءات والبناء عاماً تلو الآخر، مما حفزها إلى توسعة أنشطتها في سوقها المحلية واستهداف عدة مشاريع جديدة، لا سيما وأن المجال مفتوح على مصراعيه لخوض الشركات الأجنبية التجربة فيها ومنافسة نظيراتها المتواجدة على الأرض، رغم إشارتهم إلى قوة الشركات المحلية بسبب قدرة تواصلها مع المشاريع المحلية وأدائها الجيد، لافتين إلى أن النمو المتسارع الذي تشهده الدولة في أعداد السكان والقطاع العمراني والمشاريع الضخمة دفع تلك الجهات إلى الاستثمار في قطر بشتى المجالات، وعلى رأسها مشروعات كأس العالم 2022 والريل والفنادق قيد الإنشاء، مما يعزز فرص نجاحها، إلا أن ما قد يعيق ذلك ارتفاع أسعار منتجاتها مقارنة بشركات صينية تطرح منتجات مشابهة في السوق إلا أنها أقل جودة.
ولفت هؤلاء إلى أن شركاتهم عزمت على اقتحام السوق القطري بالرغم من التنافسية الشديدة التي يشهدها من قبل مجموعة كبيرة من الشركات المحلية والإقليمية والعالمية، إلا أنها تؤمن أنها تستطيع المنافسة بقوة من خلال ارتفاع معايير الجودة وبناء على تجاربها السابقة في أسواق مهمة في الولايات المتحدة الأميركية وعدة دول في أوروبا، مما يؤهلها للنجاح بالدوحة، مشيرين إلى سعي الشركات مبدئياً إلى استلام بعض المشاريع فيها، تطمح بعد ذلك للتوغل من خلال تدشين وكالات أو فروع لها في البلاد، أو أن تصبح المورّد الأول لها، مؤكدين أن السوق القطري بات يعد الأبرز في المنطقة في السنوات الأخيرة خاصة بالنسبة لمنتجات الشركة، وذلك لأن الدوحة تقوم بإنشاء بنية تحتية ضخمة، الأمر الذي يشجع الشركة على التركيز على السوق المحلي فيها حيث أن حجم الطلب مرتفع جداً فيه، مما يصب في مصلحة شركات المقاولات والإنشاءات جميعها.
نمو متسارع
وفي هذا السياق، قال سليم أوزالبت المدير الفني في شركة آرسي التركية لمواد البناء والرخام: «نحن لدينا مختلف أنواع الرخام والجرانيت التي تستخدم في مشاريع البناء بأنواع غاية في الجودة، والتي مكنت الشركة من المنافسة في السوق التركي والنجاح على مدى سنوات، حيث اكتسبت ثقة العملاء بقوة، الأمر الذي دفعها إلى التوسع والتطلع نحو الأسواق العالمية، لا سيما السوق القطري، مما حفزنا على محاولة خوض غمار هذه التجربة الفريدة في الدوحة، والتي نتوقع أن نحصد فيها النجاح أيضاً كونها سوقاً واعدة ومنافسة».
ولفت إلى أن أسعار المنتجات التي تسعى الشركة إلى طرحها في السوق المحلي تعتبر متوسطة وفي المتناول، حيث تتدرج حسب جودتها خاصة فيما يتعلق بالرخام والجرانيت، وهي أعلى سعراً من البورسلان والسيراميك لأنها مواد طبيعية، فيما ترتفع أسعار المعدات الخاصة بالبناء على حسب خصائصها، إلا أن جميعها تعتبر مدروسة بحيث تتناسب مع المشاريع الضخمة التي تجري في قطر على قدم وساق، حيث إن قطاع البناء والإنشاءات في الدوحة يشهدان نهضة ونمواً كبيرين، والمواد التي تصنعها تتناسب مع تلك المشروعات، خاصة الفنادق التي تزداد وتيرة إنشائها بشكل متسارع في البلاد.
تنافس شديد
من جانبه، قال كريس برايك، مدير في شركة بروفاب آكسس البريطانية: «الشركة تصنع مختلف أنواع الأبواب والمداخل من الستيل وأبواب الحماية والأبواب الرخامية غير المرئية يمكن استخدامها في استادات كرة القدم أو الفنادق والمستشفيات أو حتى المنازل، وقد شاركنا سابقا في مشاريع مثل مشيرب ونسعى نحو المزيد في الدوحة، إذ أن ما دفعنا للسعي إلى تكرار التجربة هو العدد المهول من المشاريع الضخمة التي يجري إنشاؤها في البلاد، وهناك حوالي 18 مشروعاً تخص مشيرب العقارية مما يجعلها سوقاً جاذبة لشركتنا».
وأشار إلى أن الشركة تعمل في السوق القطري منذ حوالي 3 سنوات، وقد لمست حجم التطور والنمو الذي تشهده الدوحة في قطاع الانشاءات والبناء عاما ًتلو الآخر، مما حفزها إلى توسعة نشاطها في سوقها المحلي واستهداف عدة مشاريع جديدة، لا سيما وأن المجال مفتوح على مصراعيه لخوض الشركات الأجنبية التجربة فيها، ومنافسة نظيراتها المتواجدة، رغم إشارته إلى قوة الشركات المحلية بسبب قدرة تواصلها مع المشاريع المحلية وأدائها الجيد، لافتاً إلى أنها بدأت محادثاتها لعقد شراكات لمشاريع تخص كأس العالم 2022 والفنادق قيد الانشاء، إلا أن ما قد يعيق نجاح تنافسها هو أسعار منتجاتها العالية، مقارنة بشركات صينية تطرح منتجات مشابهة في السوق إلا أنها أقل جودة.
الأسعار مقابل الجودة
بدوره، قال خليل أبو شندي مدير في وكالة لشركة شولر بولته الألمانية: «هي شركة متخصصة في ماكينات اللحام للبراغي، وقد سبق لها العمل في مشاريع داخل الدوحة مثل متحف قطر الوطني ومشاريع أخرى هامة كما أن هناك مواد خام تستخدم خلال البناء للرفوف والجسور نقوم بتوريدها أيضاً إلى هنا».
وأكد أن السوق القطري بات يعد الأبرز في المنطقة في السنوات الأخيرة خاصة بالنسبة لمنتجات الشركة، وذلك لأن الدوحة تقوم بإنشاء بنية تحتية ضخمة، الأمر الذي يشجع الشركة على التركيز على السوق المحلي فيها حيث إن حجم الطلب مرتفع جداً فيه مما يصب في مصلحة شركات المقاولات والانشاءات جميعها، مشيراً إلى أنه ومن خلال نشاط الشركة على مدى سنوات في البلاد فإنه من الملاحظ القفزة النوعية التي شهدتها قطر التي ارتكزت على النمو العمراني والانشائي لكبريات المشاريع، مما حولها إلى سوق خصبة تستقطب مختلف الاستثمارات الإقليمية والعالمية.
ولفت إلى أن الشركة نجحت بطبيعة الحال بالعمل في عدة مشاريع بارزة في الدوحة وعلى رأسها كأس العالم 2022، بالإضافة إلى إنشاء الفنادق والأبراج والريل، إلا أنها ما زالت تسعى لتحقيق طموحها لتكون المورّد الرئيس لتلك المنتجات في السوق القطري، مؤكداً أن الشركة تنافس من خلال جودتها العالية، حيث تخضع لمواصفات ومقاييس غير متوفرة بالكثير من المنتجات الموجودة أصلاً بالسوق، لا سيما الصينية التي تنافس بالسعر بالرغم من جودتها المنخفضة.

السابق
العيد بقطر أحلى.. محمية الدوسري
التالي
إقبال جماهيري واسع.. تواصل فعاليات مهرجان صيف قطر