وكالات – بزنس كلاس:
توعدت الناشطة اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، بملاحقة قادة السعودية والإمارات أمام المحكمة الجنائية الدولية، معتبرة أن التقرير الأممي الأخير بشأن جرائم الحرب في اليمن يشكل مستندا قانونيا لملاحقة المسؤولين عن جرائم الحرب في اليمن.
وأضافت الناشطة الحقوقية في مقابلة مع الجزيرة أن التقرير الأممي المذكور فضح جملة انتهاكات وصفتها بالفظيعة وغير المسبوقة، مشيرة إلى أن التحالف الإماراتي السعودي لم يأت إلى البلاد لدعم الشرعية.
إلى ذلك، وصفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الغارة الجوية لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية، التي استهدفت حافلة مدرسية في صعدة شمال اليمن، في 9 أغسطس الماضي، بأنها “جريمة حرب”.
وجاء بيان المنظمة الدولية، أمس، رداً على تقرير لجنة تقييم الحوادث التابعة للتحالف، الذي أقر، بمسؤوليته عن الهجوم، مطالباً بمحاسبة المسؤولين عنه.
وطالبت رايتس ووتش من جانبها الدول المصدرة للأسلحة إلى السعودية بـ”تجميدها فوراً، ودعم التحقيق المستقل للأمم المتحدة في الانتهاكات التي ترتكبها جميع أطراف النزاع المسلح في اليمن”. وذكرت المنظمة أن “التحالف نفذ عدة غارات جوية في انتهاك لقوانين الحرب دون إجراء تحقيقات متابعة كافية، واضعاً موردي الأسلحة تحت خطر التواطؤ في جرائم الحرب”. وكشفت هيومن رايتس ووتش أن الولايات المتحدة تعمل على تسليم السعودية والإمارات ذخائر دقيقة التوجيه بما قيمته نحو سبعة مليارات دولار. وأشارت إلى أن ذلك يجعلها متواطئة بجرائم الحرب في اليمن. وذكرت المنظمة أن الغارة الجوية لقوات التحالف بقيادة السعودية التي قتلت51 شخصاً، بينهم 40 طفلاً، كما أوقعت 79 جريحاً بينهم 56 طفلاً داخل أو قرب حافلة مدرسية بسوق ضحيان المزدحم شمالي اليمن في التاسع من أغسطس “يبدو أنها جريمة حرب”. وحددت “رايتس ووتش” ذخائر أمريكية الصنع في 24 موقعاً تعرض لهجوم غير قانوني على الأقل للتحالف في اليمن.
بدوره، قال بيل فان إسفلد، باحث أول في حقوق الطفل في المنظمة الدولية: “يُضاف هجوم التحالف بقيادة السعودية على حافلة مليئة بالأطفال إلى سجله الشنيع في قتل المدنيين في حفلات الزفاف والجنازات والمستشفيات والمدارس في اليمن”. وأشارت إلى أن “الدول التي لديها معرفة بهذا السجل ممن تزود السعوديين بالقنابل، قد تعتبر متواطئة في الهجمات المستقبلية التي تقتل المدنيين”.
ومنذ بدء عملياته باليمن في مارس 2015، اتهمت منظمات حقوقية التحالف بالتسبب في مقتل مئات المدنيين بغارات أصابت أهدافا مدنية. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن تلك الحرب -التي تدور منذ أكثر من ثلاث سنوات- قد أودت بأكثر من عشرة آلاف إنسان، بينهم أكثر من ألفي طفل. وكانت الأمم المتحدة اتهمت، الأسبوع الماضي، تحالف السعودية بارتكاب “جرائم حرب”، من خلال الضربات الجوية التي يشنها، والتي تسببت في خسائر شديدة بالأرواح بين المدنيين. وقالت الأمم المتحدة في التقرير الذي نشرته وكالة “رويترز”، إن ما جاء من نتائج حول اليمن “تم إعدادها بكل استقلالية”، وجاءت بناء على تحقيق ميداني ومقابلات مع مسؤولين وشهود.
ومساء السبت، أقرّ التحالف العربي بقصف حافلة مدرسية في صعدة؛ ما أدى إلى مقتل 51 شخصاً، بينهم 40 طفلاً. وقال منصور المنصور، المتحدث باسم “الفريق المشترك لتقييم الحوادث” التابع للتحالف، والمكلّف بالتحقيق في الضربات الجوية: “إن على قيادة التحالف محاسبة المسؤولين عن هذه الأخطاء”، وذكر أن “الهدف لم يكن يشكل خطراً آنياً على قوات التحالف، وقصف الحافلة في منطقة مدنية لم يكن مبرراً في هذا الوقت”. وأعلن التحالف السعودي الإماراتي عن قبوله نتائج تحقيق فريقه لتقييم الحوادث، وأعرب في بيان عن أسفه لتلك الأخطاء، وتعهد باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمحاسبة كل من يثبُت ارتكابهم أخطاءً بشكل رسمي. من جهته، رحب الجيش الأمريكي بالقرار وقال إنه يقدر قرار التحالف “اتخاذ الإجراءات القانونية لضمان المساءلة وإجراء التحسينات اللازمة على قواعد الاشتباك الخاصة به لمنع مثل هذه المأساة في المستقبل”. وقالت دانا وايت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في سلسلة تغريدات يوم السبت “وزارة الدفاع ترحب بإعلان التحالف بقيادة السعودية نتائج التحقيق في حادث استهداف يوم التاسع من أغسطس 2018”.