يدخل المنتخب القطري للشباب غمار بطولة الأمم الآسيوية 2018 لكرة القدم المقررة في إندونيسيا، في ثوب الساعي لاستعادة اللقب الذي حققه عام 2014 للمرة الأولى في ميانمار، وأخفق في النسخة الماضية التي أقيمت في البحرين في تكملة المشوار والدفاع عن اللقب، مستعيدا ذاكرة الأمتار الأخيرة التي كانت دائما تقف حائلا بين المنتخب ومنصات التتويج بالكأس.
ووضعت الترشيحات المنتخب القطري رفقة كل من كوريا الجنوبية وأستراليا واليابان والعراق والسعودية في الصف الأول للمؤهلين للدور الثاني، ومن ثم المنافسة على حمل اللقب، ولكن مسار قطر في النسخة الماضية وخروجه المبكر يعطي الانطباع أن التأهل للدور الثاني صعب، إلا أن اللاعبين قادرون على تخطي كل العقبات وتحقيق إنجاز اللقب.
وجاءت قرعة البطولة متوازنة للمنتخب القطري بعدما وضعته في المجموعة الأولى رفقة المنتخب الإماراتي الراغب بدوره في لقب ثان في البطولة القارية، والمنتخب الإندونيسي صاحب الضيافة والذي يأمل بدوره في حصد لقبه الأول في المسابقة أو على الأقل الذهاب بعيدا عن الدور الأول، بالإضافة إلى منتخب الصين تايبيه الذي تطور كثيرا وبات يسعى لتحقيق إنجازات في كرة القدم.
ويعتقد المحللون أن مرور المنتخب القطري من المجموعة الأولى إلى منافسات الدور الثاني يقوي حظوظه في الذهاب بعيدا في المسابقة في ظل خوضه مباراتين قويتين في البداية، حيث يواجه الإمارات في اللقاء الأول ثم يصطدم بإندونيسيا، الدولة المضيفة، قبل أن ينهي الدور الأول بمواجهة الصين تايبيه أقل منتخبات المجموعة في المستوى.
ويبدو مسار الدور الأول جيدا للمنتخب القطري لكونه سيلتقي فريقين قويين أولا، وهو ما يعطيه أسبقية معنوية في حال فوزه على أحدهما، قبل أن يلاقي منتخب الصين تايبيه، الحلقة الأضعف في المجموعة باللقاء الأخير، وهو ما يفرض عليه دخول النهائيات للمرة الرابعة عشرة بقوة منذ البداية وتجنب الخسارة لكونها تصعب مهمة التعويض.
ويرى أنصار المنتخب القطري والمهتمون بكرة القدم القطرية، أن الفرصة مواتية أمام اللاعبين لاستعادة اللقب القاري من جديد في بطولة الأمم الآسيوية للشباب التي تستضيفها إندونيسيا بداية من غد، الخميس، وحتى الرابع من نوفمبر المقبل، خاصة في ظل رغبة اللاعبين تغيير الصورة التي ارتبطت بالمنتخب إثر خروجه من الدور الأول في البطولة الماضية.
ويعتمد المتفائلون في توقعاتهم على النهضة الرياضية التي تعيشها قطر حاليا على كافة المستويات، فضلا عن كافة الإمكانيات التي وفرها اتحاد الكرة القطري للمنتخب من برامج إعداد واحتكاك بمنتخبات قوية على مستوى عالمي، بالإضافة إلى الحافز الكبير لدى جيل اللاعبين الحاليين في تحقيق إنجاز غير مسبوق يحسب لهم.
كما يشكل وجود المدرب البرتغالي برونو ميجيل على رأس الإدارة الفنية للمنتخب القطري وسعيه لتحقيق الإنجازات والألقاب ورغبته القوية في النجاح رفقة المنتخب بعدما قاده بنجاح إلى النهائيات، عاملا قويا ومؤثرا في مسيرة المنتخب في البطولة، خاصة أنه يضع أمامه فشل الإسباني أوسكار كانو المدرب السابق للمنتخب الذي أخفق في الحفاظ على اللقب القاري قطريا خلال النسخة الأخيرة، وودع المنافسات مبكرا من الدور الأول.
ويرى ميجيل أن مباراة الإمارات الأولى ستكون بمثابة مفتاح البطولة بالنسبة للمنتخب القطري، سواء بتحقيق حلم التأهل لمونديال الشباب في بولندا أو إحراز اللقب، لذلك فإنه يوليها اهتماما كبيرا في البداية قبل الدخول في معترك مباراتي إندونيسيا والصين تايبيه في الجولتين الثانية والثالثة.
ويعول مدرب المنتخب القطري الكثير على المجموعة الشابة الصاعدة معه ضمن صفوف المنتخب خاصة أنهم مميزون، وأن عناصر كثيرة منهم سيكون لهم شأن كبير مع منتخب قطر الأول في نهائيات بطولة كأس العالم 2022 التي ستستضيفها الدوحة بعد أربع سنوات.
ويبقى اللاعبون العامل المهم في التفاؤل، فالجيل الحالي يضم عناصر تجمع بين القوة والموهبة، وتلعب في أندية كبيرة أخذت فيها العديد من الفرص للمشاركة والاحتكاك في المسابقات المحلية، كما أنها تملك الرغبة في التألق قاريا والفوز بلقب يغني رصيدها الفردي، ويفتح لها الطريق للمزيد من التألق والنجومية.
ويتقدم الأسماء الراغبة في الفوز باللقب الرباعي المحترف في نادي أوبين البلجيكي وهم: همام الأمين أحمد، عبدالله ساعي، عبدالرشيد إبراهيم، ويوسف أيمن، فضلا عن الخماسي المحترف في نادي كولتورال الإسباني وهم : ناصر عبدالسلام الأحرق، علي مال الله، محمد وعد البياتي، خالد محمد صالح، وهاشم علي عبداللطيف، بالإضافة إلى مجموعة مميزة من أبرز لاعبي الأندية المحلية أمثال خالد وليد منصور، محمد خالد النعيمي، شهاب ممدوح الليثي، ناصر صالح اليزيدي، وأحمد ياسر السباعي (الدحيل)، وبهاء ممدوح الليثي، يوسف عبدالرزاق يوسف، وأحمد سهيل (السد)، وناصر بير، عيسى أحمد، وآدم حمدي (قطر)، وعبدالله ناصر المريسي (الخور)، وأحمد محمد الجانحي (الغرافة)، وصلاح زكريا حسن (الوكرة)، ومروان شريف بدرالدين (الأهلي)، وأحمد البخيت المنهالي (السيلية)، ومحمود إبراهيم (العربي).
وبالنظر لكل الأسماء فإنه يتوفر للمدرب تشكيلة شبه مثالية للذهاب بعيدا في المنافسات، وتحقيق الهدف الأول من البطولة وهو الدخول إلى المربع الذهبي الذي يضمن للمنتخب القطري حصد إحدى بطاقات التأهل إلى نهائيات كأس العالم للشباب في بولندا 2019، ومن ثم التفكير في إحراز اللقب القاري.
ولا تشكل أجواء التفاؤل داخل الفضاء القطري اللغة السائدة خاصة بعد الخروج من الدور الأول في النسخة الماضية في ظل ترشيح المنتخب وقتها للحفاظ على اللقب الذي حققه عام 2014، فهناك أيضا الكثير من المتشائمين والذين يعتقدون أن الفوز باللقب القاري أمر مشكوك فيه ويعتقدون أن تجاوز الدور الأول في البطولة الآسيوية سيعتبر نتيجة جيدة، خاصة في ظل سقوطه في غالبية مشاركاته عند عقبة الدور الأول.
وتبقى بطولة 2014 التي استضافتها ميانمار نقطة الضوء الوحيدة للمنتخب القطري، كون المنتخب دخل النهائيات دون ضغط، حيث كانت تقام النهائيات من أربع مجموعات، وتمكن وقتها المنتخب من تصدر مجموعته والتأهل للدور ربع النهائي ثم مواصلة الفوز وتحقيق اللقب للمرة الأولى، كما انه كان قريبا من تحقيق اللقب عام 1980 في تايلاند عندما أقيمت البطولة من مجموعة واحدة إلا أنه في الأمتار الأخيرة اكتفى بمركز الوصافة وترك اللقب للمنتخب الكوري الجنوبي.
وتمكن المنتخب القطري خلال مشاركاته الثلاث عشرة الماضية من تحقيق اللقب في 2014 بميانمار، والمركز الثاني عام 1980 في تايلاند، والمركز الثالث عام 1988 في الدوحة ، والمركز الرابع عامي 1986 في السعودية و1990 في إندونيسيا.