شاربه الشهير لا يزال سليماً بعد 28 عاماً على وفاته.. استخراج رفات سلفادور دالي للوصول إلى الحقيقة في قضية نسب

لا يزال شارب سلفادور دالي الشهير بحالة مثالية، هذا ما كشف عنه شهود على عملية استخراج جثّة الفنّان السريالي التي جرت مؤخراً لاختبار الحمض النووي، في أعقاب دعوى قضائية طالبت بإثبات نسب أبوّة إلى دالي.

وبحسب ما نقلت صحيفة تليغراف البريطانية 21 يوليو/تموز؛ قال نارسس باردالت، مُحنِّط جثمان دالي، إنه عند فتح قبر الفنان، عُثِر على جثمانه في نفس الحالة التي دُفِن عليها قبل 28 عاماً.

وقال باردالت للتلفزيون المحلّي “إن شاربه لايزال سليماً، بدرجة 10 على 10، مثلما كان يرغب”، وأضاف “إنها معجزة، ودالي سيكون معنا لفترة طويلة”.

وقد أمر قاض في مدريد باستخراج جثمان الفنان الإسباني سلفادور دالي للحصول على عينات من أجل استخدامها في دعوى إثبات نسب، حيث قالت امرأة إسبانية، وُلدت عام 1956، إن والدتها، التي كانت عاملة منزل، أقامت علاقة سرية مع الرسام الراحل في عام 1955، وفق ما ذكر موقع BBC عربي.

 

وقد استُخرجَ جسد الفنان الإسباني الرائد من قبره بمسقط رأسه في مدينة فيغيريس، في وقت متأخر من ليلة الخميس 20 يوليو/تموز، في عملية مثيرة للجدل للغاية، لتسوية مطلب إثبات نسب عرّافة تقدم برنامجاً تلفزيونياً، قالت إنها ابنته السريّة من علاقة غرامية.

وتقاتل بيلار أبيل، البالغة من العمر 61 عاماً، منذ أكثر من 10 سنوات، لإثبات أنها ابنة دالي، زاعمة أنها علِمت من والدتها وجدّتها في عمر الثامنة أنها نِتاج لقاء غرامي للفنّان المتزوّج.

ورغم رفض مزاعمها من قِبل الكثيرين بدعوى الاحتيال، فازت أبيل في يونيو/حزيران، بأمر محكمةٍ يقضي باستخراج جثّة دالي، إذ حكم قاضٍ بمدريد بأنه لا توجد طريقة أخرى لتسوية الدعوى القضائية.

وتم استخراج عظمتي ساق الفنان فضلاً عن أظافره وأسنانه، وسيتم أخذها إلى مدريد للاختبار قبل أن يتم استبدالها للحفاظ على سلامة الجثمان، بحسب ما أورد لويس بينويلاس، سكرتير مؤسسة غالا سلفادور دالي.

ولم تكن عملية استخراج الجثمان بسيطة، فقد تم تركيب رافعات لرفع الحجر الذي كان يغطي القبر، وكان يزن طنّاً ونصف، من القبر الذي يقع أسفل المسرح الذي صممه الفنّان بنفسه.

وقد جرت العملية ليلاً، حيث حُظِرت وسائل الإعلام، ووضِع غطاء من القماش المشمّع أعلى المبنى لمنع الطائرات بدون طيار من التجسس من الأعلى.

وتواجد هناك 15 شخصاً فحسب، وحُظِرت جميع الهواتف والكاميرات لمنع تسريب الصور.

وقالت مارتا فيليب، عمدة مدينة فيغيريس، إنه أمرٌ “غريبٌ” أن يتم الأخذ بمزاعم العرّافة إلى منحى بعيد.

وأضافت أن النتائج ستُعرَف في الأسبوع الأول من سبتمبر/أيلول، وأوضحت أنه إذا تبيّن أن أبيل ليست ابنة الفنّان، ستسعى المؤسسة والحكومة المحلّية لاسترداد النفقات الهائلة التي صرفتها.

لكن إذا ثبت أن أبيل على حق، فقد تكون لها حصّة تبلغ 25% من ممتلكات دالي الكثيرة، وسيفتح ذلك معركة قانونية أخرى مع المؤسسة والدولة الإسبانية التي ترك لها أعماله.

 

وقالت أبيل في حديثها للصحيفة إنها لم تكن مهتمة بالانتقادات، ورفضت اعتراض مؤسسة دالي على أمر المحكمة، بصفته “مثيراً للشفقة” حسب وصفها.

وأصرّت على أنها ليست مدفوعة بأي ميراث محتمل، بل بالرغبة في معرفة ذاتها، قائلة “إن الأمر متعلّقٌ بهويّتي، ولا شيء آخر”، مُضيفة أن أول شيء ستفعله إذا جاءت نتيجة الاختبار إيجابية هو تغيير اسمها، لكنها لاحقاً أقرّت قائلة: “ربما سأطلب ما هو ملكي”.

وقد زعمت العرّافة، التي استضافت لمدّة 8 سنوات عرض بطاقات تارو على التلفزيون المحلّي، أن الفنان السريالي دالي كان مصدراً لقوّتها، حيث قالت: “لقد نلت تلك الهِبة منذ صِغري، وأي مكان آخر سيأتي منه هذا؟ هذا لا يمكن أن يكون من أي أحد آخر إلا هو”.

وقالت أبيل إنها تعتقد أن الفنان عرف أنها ابنته، استناداً إلى رواية قيلت لها من قِبل والدتها أنتونيا، التي أدلت بشهادتها لصالح قضية النسب. وقالت إن والدتها كانت تدفعها في عربة عندما هرع كلاهما إلى دالي؛ ويُزعم أنه ضرب رأسها وقال: “أهذه هي ابنتي بيلار؟ آه”، وتواصلت أبيل معه مجدداً أثناء فترة مراهقتها.

ويعد دالي من أهم فناني القرن العشرين، وهو أحد أعلام المدرسة السريالية. ويتميز بأعماله الفنية التي تصدم المُشاهد بموضوعها وتشكيلاتها وغرابتها، وكذلك بشخصيته وتعليقاته وكتاباته غير المألوفة والتي تصل حد اللامعقول والاضطراب النفسي، وفق ما ذكرت موسوعة ويكيبيديا، وفي حياة دالي وفنه يختلط الجنون بالعبقرية، لكن دالي يبقى مختلفاً واستثنائياً. في فوضاه، في إبداعه، في جنون عظمته، وفي نرجسيته الشديدة.

السابق
“إعلان لصناعة اللوحات” تشارك في ملتقى “اشتر المنتج الوطني”
التالي
بوحي من أفلام هوليوود.. لصان إيطاليان ينفذان سرقاتهما بقناعين لترامب