الدوحة – بزنس كلاس:
أكد سعادة الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي، أن لجوء دولة قطر لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لاتخاذ تدابير ضد الحصار الذي تفرضه أربع دول ضد الدوحة منذ يونيو الماضي، إنما هو نابع من احترام دولة قطر للقانون الدولي وإيمانها به، مضيفاً أن قطر لجأت إلى الأمم المتحدة منذ بداية الحصار لإبقائها على اطلاع وعلم بالأفعال غير الشرعية التي تم اتخاذها وممارستها ليس ضد المواطنين القطريين فحسب، بل ضد المقيمين المغتربين والمواطنين الخليجيين أيضاً.
وأوضح سعادة الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، في مقابلة أجراها مع صحيفة “الباييس” الإسبانية من العاصمة البريطانية لندن، أن هذا الحصار غير الشرعي أثر على كافة أطياف المواطنين داخل دولة قطر، واستهدف العامة والمجتمع والأسر والعائلات، فضلاً عن الشركات والأعمال.
وأشار إلى أن دولة قطر تتابع الإجراءات القانونية، سواء من خلال الأمم المتحدة أو من خلال آليات أخرى للتأكد من محاسبة ومعاقبة دول الحصار على أفعالهم، لافتاً إلى أن دولة قطر لا تريد ما حدث لها أن يتكرر لدولة أخرى.
وبسؤاله عن تصريح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، حين قال إن سبب هذا الحصار هو “العنصرية”، قال سعادة الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، إن ما كان يشير إليه سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، هو مكون من مجموعة أسباب مختلفة، ملخصها هو العنصرية أو أي مرادفات أخرى يمكن استخدامها في السياق نفسه، حيث إن هدف الحصار الرئيسي هو تقويض استقلالية دولة قطر والسيطرة على قراراتها، وهو ما اعتقدت دول الحصار أن بإمكانها تحقيقه من خلال الضغط على المجتمع والأسر والأشخاص الذين يريدون حق ممارسة معتقداتهم ودينهم، مثل القيود والعراقيل التي وضعت أمام المواطنين الساعين لأداء فريضة الحج لمنعهم من ذلك.
وشدد سعادته على ضرورة أن تتحمل دول الحصار مسؤولية أفعالها، وأن تدفع تعويضات عن الأضرار التي تكبدتها دولة قطر، على أن تتحدد قيمة هذه التعويضات من خلال عملية قضائية عادلة.. مشيراً إلى أن دولة قطر لا تطالب بأشياء ليست من حقها.
وأوضح أن دول الحصار أغلقت المجال الجوي والبحري والبري أمام دولة قطر، وهو ما كبد البلاد خسائر باهظة.
وأضاف أنه رغم ذلك فشل الحصار في تحقيق غايته، ولم يؤد إلى السبيل الذي أراده فارضو الحصار، فلم تخضع دولة قطر قراراتها لأي طرف خارجي ولم تمتثل لمطالب دول الحصار.
وشدد سعادته على أن قطر دولة ذات سيادة وستبقى ذات سيادة، وأن سيادتها ليست للبيع سواء لدول الحصار أو أي دولة أخرى.. منوهاً بأن كل ما تريده الدوحة ببساطة هو الالتزام بالقانون الدولي ومسؤولياته ومبدأ المحاسبة.
وعما إذا كان يعتقد أن دول الحصار مستعدة للتفاوض، قال سعادة الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني إن دول الحصار لم تبد حتى الآن أي إشارات تظهر استعدادهم لذلك، على الرغم من أن قطر أكدت منذ اليوم الأول للأزمة أن الحوار والتفاوض هو السبيل الوحيد للخروج منها.
وأكد أن المنطقة ستكون أكثر أمناً حين تعمل دول مجلس التعاون الخليجي معاً على حل الخلافات والصراعات وتنسيق السياسات بصورة مشتركة.. معبراً عن تقديره الكبير للدور الذي تلعبه دولة الكويت الشقيقة وحكمة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت على دوره في قيادة جهود الوساطة ومواصلة الدعوة للحوار.
وحول مدى أهمية ما يحدث في قطر بالنسبة للسعودية وغيرها من دول الحصار، قال سعادته إن دولة قطر لاعب إقليمي كبير في قطاع الطاقة ومزود كبير للغاز ومنتجات أخرى من الغاز، كما أن قطر لاعب رئيسي في المنطقة فيما يخص عمليات الوساطة والمساعدات الإنسانية والاستثمارات ومجال الرياضة، حيث ستستضيف كأس العالم 2022، وكذلك هي عضو فعال في الأمم المتحدة، وقد نجحت قطر في إحداث طفرة تنموية في كثير من القطاعات بدءاً بتعزيز القطاع الخاص وصولاً إلى احتلال المركز الأول عالمياً في متوسط دخل الفرد.
وأضاف أن قيادة دولة قطر عملت جاهدة خلال العقدين الماضيين على توفير مستوى عال من المعيشة بشكل عام للمواطنين، كما ركزت على رفع كفاءة التعليم والرعاية الصحية كعناصر رئيسية للشعب القطري ومستقبل دولة قطر.. وبالتالي فإن كل هذه الأشياء التي عملت دولة قطر على تحقيقها خلال العقدين الماضيين وكل الإنجازات التي تحققت بالفعل لم تحدث بين ليلة وضحاها، وربما أن كل هذه الإنجازات والقرارات التي اتخذت جعلت من دولة قطر هدفاً، باعتبار أنها كانت تخطو للأمام بخطى سريعة جداً بالنسبة للبعض.
وأكد سعادته مجدداً أن الحصار يستهدف سلب سيادة واستقلال قطر وسيطرتها على قراراتها الخاصة، مشدداً على أن ذلك “لن يحدث أبداً” وأن دولة قطر ستحافظ على استقلالها وسيادتها ضد أي دولة تريد سلبها إياهما، سواء من دول الحصار أو غيرهم.
وعن العلاقات مع إيران، أشار سعادة الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، إلى أن العلاقات بين البلدين تطورت خلال بضعة الأشهر الماضية، وخاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة وطرق النقل. ومع ذلك، نوه سعادته بأن ذلك لا يعني أنه ليس هناك خلافات في الرأي مع إيران، رغم التقارب الأخير، بل إن هناك خلافات بالفعل حول عدد من القضايا في المنطقة.
وبسؤاله عن تصريح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مؤخراً بأن ما يحدث في الغوطة بسوريا هو جريمة ضد الإنسانية، قال الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، إن دولة قطر دائماً ما كان لديها صوت جهور وعلني بشأن ما يحدث في سوريا، وستواصل فعل ذلك.
وأضاف سعادة الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي أن قطر تحترم مطالب الشعب السوري بالحصول على حقوقهم وكرامتهم، وقد واصلت دولة قطر تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين، مشيراً إلى أن قطر تدعم قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار لإيقاف العنف المتواصل ضد الشعب السوري.
وعن ضغوط دول الحصار لتجريد قطر من حق استضافة كأس العالم 2022، قال سعادته “إنه لأمر رائع أن يرى الناس حقيقة بعض الدول في المنطقة”. وأضاف أن قطر دولة متطورة ومتمدنة وعصرية ولديها من الكوادر الحكيمة والناضجة التي تؤهلها للتعامل مع “التعليقات الطفولية” فيما يتعلق بكأس العالم 2022.. معبراً عن اعتقاده بأن مجتمع كرة القدم الدولي والعامة بصورة أوسع لن يعيروا انتباهاً لتعليقات دول الحصار في هذا الصدد.
كما عبر سعادته عن استنكاره لزيادة وتيرة الأخبار الكاذبة والمزيفة حول دولة قطر، مشيراً إلى أن دول الحصار قدمت مثالاً يحتذى به على كيفية استخدام الأخبار المزيفة والملفقة كأداة للسطوة، وذلك لا ينطبق على الأخبار الكاذبة فحسب، بل ينطبق أيضاً على جيوش وسائل التواصل الاجتماعي التي تنظم حملات معادية ضد دولة قطر.
وبسؤاله عن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، المخطط لها إلى الولايات المتحدة، ودعوة مسؤولين أمريكيين لممثلين من دول الخليج في الوقت نفسه واقتراح فكرة عقد قمة قبل الصيف القادم، قال الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني إن حضرة صاحب السمو يخطط بالفعل للقيام بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة خلال شهر أبريل المقبل، وهي زيارة ثنائية، حيث إن قطر تتمتع بشراكة إستراتيجية قوية للغاية مع الولايات المتحدة في مجالات عديدة، على رأسها التعاون العسكري وفي مجال السياسة الخارجية ومكافحة الإرهاب وغيرها من القطاعات الحيوية.
وأضاف أن هدف زيارة حضرة صاحب السمو هو زيادة تعزيز العلاقات الثنائية، وكذلك مناقشة مواضيع هامة أخرى مثل الاستقرار الإقليمي وبالطبع الأزمة الخليجية، لكن دولة قطر لم تسمع أية أخبار حول عقد قمة، ورغم ذلك، فإن قطر أكدت منذ اليوم الأول للأزمة أنها ترحب بأي خطوة إيجابية تهدف لحل هذه القضية.
وشدد سعادته على أن دولة قطر لا تريد ما حدث لها أن يتكرر لدولة أخرى، فدولة قطر نجحت في التغلب على الحصار ولديها استقرار مالي واستقرار داخلي وثقافي وسياسي واقتصادي، وهذه كلها عوامل أدت إلى فشل الحصار.