سوريون يرسمون لوحات فنية من خيام اللجوء

 

لا شيء أسوأ من اللجوء وفقدان الوطن.. حالة تجسدت في معظم اللوحات الفنية، رسمها فنانون لاجئون من مخيم الزعتري وخارجه، الرسومات تناولت أوضاع اللاجئين السوريين بكل تفاصيلها إلا أن الأمل كان حاضراً رغم قسوة الحال وجرح الوطن.


ومن قماش خيام اللجوء والشتات، التي لا تقي برد الصحراء القارس وحر شمسها، إضافة إلى إمكانيات بسيطة استطاع فنانون تشكيليون سوريون تحويلها إلى ألواح فنية تحاكي وضع اللاجئين والنازحين، فالحكاية ليست فنا وحسب، بل هي رسالة أراد القائمون عليها إيصالها إلى العالم كله، مرادها أنه “رغـم الألم.. يبقى الأمل عنواناً عريضاً لأزمة بلادهم وأبناء شعبهم”.


ويقول الفنان السوري، محمد العمايري إنه حين يدمر الوطن والإنسان لا يبقى سوى الأمل.. من هنا جاءت رسالة المعرض.


مخيم الزعتري
ويضيف “عملنا على عدة أساليب من الفن ضمن مدارس متنوعة في التكنيك من خلال المواد المستخدمة في اللوحات، مثل قماش الخيام المتواجدة في مخيم الزعتري والألوان البسيطة والزيتية”.


ويتابع “الهدف الرئيسي من هذا المعرض ورسم اللوحات هو إيصال أفكارنا ورسائلنا من خلال لغة الفن التي يفهما جميع الناس باختلاف جنسياتهم ولغاتهم”.
وفيما يتعلق بسبب اختيار الفنانين قماش الخيام للرسم عليها، يقول عمايري “إن السبب هو قلة الإمكانيات، فيما يشير إلى أن السبب الآخر هو أن قماش الخيمة يشعرهم بوصول رسائلهم إلى الناس والعالم بشكل أفضل”، وعلى قدر المعاناة تكون الرسالة.

100 لوحة فنية
أكثر من 100 لوحة فنية جمعت الفنانين السوريين على وجع واحد، انتشرت على جدران المعرض الذي جاء تحت عنوان “طوابع الأمل”، المعرض جاء بمشاركة 25 طفلا سوريا من مخيم الزعتري إلى جانب الفنانين، تم تدريبهم على الرسم منذ سنة ونصف.
ووفقاً للرسام السوري عماد الكفي – أحد مدربي الأطفال – وهو لاجئ من مخيم الزعتري، قال إن الأطفال أرادوا إيصال رسالة من خلال المعرض للعالم وتسليط الضوء على قضيتهم التي طال أمدها منذ 6 سنوات في الحرب والدمار والتشريد.


ويضيف الكفي صار لنا سنة ونصف نعلم الأطفال على الرسم ونعقد لهم دورات من أجل إيصال رسائلهم بلغة الفن بعيداً عن العنف، وهذه المشاركة الثانية للأطفال في المعرض”.
وخلال تجوال الكاميرا بالمعرض الذي أقيم في مركز “سوريات عبر الحدود” بالعاصمة الأردنية عمّان، أكد القائمون عليه أن الفن يوحد السوريين بالوقت الحاضر.. فقد عكس المعرض حب السوريين لبعضهم بعيداً عن الحرب والسياسة.

لغة العالم
وتناولت اللوحات موضوعات مختلفة بعضها يظهر معاناة اللاجئين السوريين في الشتات، وأخرى ركزت على ما تقوم به آلة الدمار التي سلبت الأمن والوطن وشردت البشر، ولعل ما يلف الانتباه هنا، طفل يبكي وطناً، وأم تحضن أولادها خوفاً من أن تفقد أحدهم في الحرب… وأخرى تظهر عجوزاً لم تعد قدماه تحملانه في مخيم اللجوء والشتات… هذه الأعمال جميعها سطرت أوجاع اللاجئين في لوحات صماء إلا أن المار من جانبها يفهم تفاصيلها.


وفي حديث الفنان السوري، مثنى الزعبي أن الفن هو لغة العالم وأنها اللغة الوحيدة، التي يمكن إيصالها للعالم كله، لذا يحاول قدر الإمكان إلى جانب أبناء جلدته من السوريين التركيز على معاناة اللاجئين ولفت انتباه العالم لهم.

ويقول “مشاركتي في معرض طوابع الأمل يعني لي جزئية كبيرة تتمثل بلقاء الفنانين السوريين، لأن أعمالنا مبعثرة، نحن مجموعة فنانين جئنا من محافظة إربد إلى هنا لمشاركة الفنانين المتواجدين في مخيم الزعتري”.


ويأمل الفنانون من المعرض، بأن يكون انطلاقة لتأسيس ملتقى فني تشكيلي على مستوى الأردن يجمع فنانين سوريين وأردنيين وباقي الجنسيات العربية المقيمة في المملكة.


ويشهد المعرض زواراً من جنسيات مختلفة، ويقول بعضهم إنهم يصابون بحالة من الدهشة عندما يشاهدون الأعمال الفنية المعروضة على جدران المعرض بأبسط الأدوات، ولكنها تحمل رسائل كثيرة عن حال السوريين ومعاناتهم وتجاهل العالم لهم، على حد وصفهم.

السابق
أزياء “ديزل بلاك غولد” الجديدة تجمع بين النينجا والروك
التالي
ليندسي لوهان: سعودي عرفني على الإسلام