
نتائج مميزة حققها المنتخب العراقي منذ عام 2004 وكذلك فعل المنتخب السوري منذ عام 2011 وكلا العامين شهدا اندلاع أحداث مؤسفة تسببت بدمار البنية التحتية ما أدى لشلل في الحركة الرياضية فيهما.
لكن قسوة الحصار والدمار لم يمنعهما من تحقيق الإنتصار في ظل ظروف تحضيرية صعبة جداً تكللت بالنجاح وانعكست عليهما بنتائج جيدة.
العراق يعانق آسيا باشتياق
بعد اندلاع الأحداث في العراق بعام واحد وتحديداً في عام 2004 نجح المنتخب الأولمبي العراقي في تحقيق المركز الرابع بأولمبياد أثينا بقيادة عدنان حمد، وبعدها بثلاثة أعوام تربع أسود الرافدين على عرش آسيا بتحقيقهم اللقب القاري الأول بقيادة المدرب البرازيلي فييرا، ليحقق ذلك الجيل ما عجز عن تحقيقه عمو بابا وأحمد راضي وحبيب جعفر وليث حسين ورزاق فرحان وراضي شنيشل وغيرهم من أعمدة الكرة العراقية.
ثورة سورية صنعت عودة آسيوية
بعد عام 2011 تحسنت نتائج المنتخب السوري بشكل ملحوظ رغم توقف الدوري في البلاد وصعوبة تنقل الأندية واللاعبين بسبب ظروف الحرب، لكن ذلك لم يمنعها من الحضور في كأس أمم آسيا عدا عن وصولها للدور النهائي الحاسم لتصفيات كأس العالم ومجاراتها لكبار منتخبات القارة الصفراء على غرار كوريا الجنوبية، وما يقدمه الجيل الحالي من نتائج لم نشاهده مع لاعبين سابقين رغم نجوميتهم أمثال سيد بيازيد وماهر السيد.
عوامل ساهمت بهذه النتائج
هجرة جماعية
ساهمت هجرة لاعبي العراق وسوريا للإحتراف بالخارج بزيادة في مستواهم الفني وتطور في عقليتهم الإحترافية بتحملهم مسؤوليات أكبر وأدوار مختلفة عن تلك التي كانوا يقومون بها مع أنديتهم المحلية الأمر الذي انعكس على مردودهم الدولي مع منتخباتهم.
ثقة الأندية
تألق لاعبين أمثال يونس محمود ونشأت أكرم وهوار ملّا محمد ساهم بتعزيز ثقة الأندية العربية والأوروبية باللاعب العراقي وفتح أبواب جديدة لاحتراف اللاعب العراقي بالخارج الأمر الذي جعلنا نشاهد العراقي علي عدنان يخوض تجربة جيدة في أودينيزي الإيطالي كأول لاعب عراقي يحترف في الكالتشيو.
نفس الأمر حدث مع لاعبي سوريا وتألق فراس الخطيب في الكويت وعمر السومة في السعودية جعل اللاعب السوري مرغوب به في كبرى الأندية العربية، فقد تعاقد الهلال السعودي مع السوري عمر خربين وهناك أيضاً لاعب التعاون جهاد الحسين المستمر برحلة إحتراف مميزة في الملاعب السعودية.
وهنا في الأردن اللاعب السوري غزا الملاعب الأردنية، فبعد تجارب إحتراف سابقة لنادر جوخدار في الفيصلي وبشار سرور في البقعة وينال أباظة وإياد عبد الكريم في الوحدات وغيرهم الكثير نجد أن طلب الأندية الأردنية على اللاعب السوري في تزايد مستمر، ويكفي القول أن هداف الدوري الأردني حالياً هو السوري مارديك مارديكيان مهاجم نادي الجزيرة.
تزايد الحس الوطني
هي أمور شعورية وغير ملموسة إن توفرت في قلب كل لاعب يرتدي قميص منتخب بلاده سينعكس ذلك على المعنويات والفدائية بالملعب لتحقيق الأفضل، وهذه الأمور قد تكون صاحبت لاعبي المنتخبين السوري والعراقي في السنوات الماضية، وكأنهم في حرب ضد الإنكسار والإنهزام ليثبتوا للعالم أن الروح أقوى من الظروف، والعزيمة تحتاج لرجال وقت الشدائد وقد كانوا أهلاً لها.
نتائج رائعة ومميزة حققتها سوريا والعراق في ظل ظروف مأساوية بمعنى الكلمة لم تستطع منتخبات أخرى تنعم بلادها بالأمان وبذخ بالإنفاق المالي من تحقيقها، وهذا لا يعني أن نتمنى لدول عربية أخرى المرور بظروف العراق وسوريا كي تحقق هكذا نتائج بل ندعوا الله أن يحفظ بلداننا بعيداً عن أي تفرقة وتحقيقها لنتائج كروية مميزة في ظل ظروف طبيعية بعيداً عن ويلات الدمار وظروف الإنكسار.