قال سعادة السيد فهد بن محمد العطية سفير دولة قطر لدى الاتحاد الروسي إن الدول المحاصرة لدولة قطر اتخذت قرارات مجحفة تمثلت بصفة خاصة في الحصار البري والجوي والبحري وهو ما ترك آثارا سيئة على حياة المواطنين القطريين والمقيمين في دول قطر ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي والمقيمين فيها بشكل عام. مؤكدا أنه يوجد انتهاك للقانون الدولي بخرق قوانين النقل الجوي وقد قدمت قطر شكوى للمنظمة الدولية للطيران المدني بالخصوص.
وأضاف سعادته في مقابلة مع صحيفة /نيزافيسيمايا غازيتا/ الروسية إن هناك انتهاكا لحقوق المواطنين بالتنقل بين الدول الخليجية وكذلك حرمانهم من حق العمل وحق التعليم والتملك والأخطر من كل ذلك انتهاك حقوق الأسرة الخليجية المتداخلة حيث تشتتت العديد من الأسر الخليجية نتيجة قوانين الحصار اللاقانونية واللاإنسانية.
وتابع “إن الدول المحاصرة لم تكتف بذلك بل أصدرت قرارا غريبا يقضي بفرض عقوبة على كل من يتعاطف مع دولة قطر ولو بكلمة على مواقع التواصل الاجتماعي بالسجن ودفع غرامة مالية وهذا انتهاك سافر لحقوق حرية التعبير عن الرأي في دول تدعي الحرية واحترام حقوق الانسان ولذلك أعلنت منظمة العفو الدولية أن إجراءات الحصار وتكميم الأفواه في الدول المحاصرة لدولة قطر تنتهك بشكل كبير حقوق المواطنين في التعبير عن الرأي وهو ما استنكره مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان”.
وبين سعادة السفير العطية أن “مسلسل الحصار لم يقف عند هذا الحد فقط بل أعلنت دول الحصار قائمة طويلة من أفراد ومنظمات تتهمها بالإرهاب وهي إجمالا من مشمولات الأمم المتحدة ومجلس الأمن”.. موضحا أن تصفح هذه الأسماء يظهر أن القائمة مليئة بالمغالطات والتناقض فهناك جمعية /قطر الخيرية/ التي تتعاون مع الأمم المتحدة ويشيد العالم بجهودها في الدعم الإنساني والإغاثي وهناك أسماء لأشخاص غادروا الحياة وآخرين ليسوا مقيمين في دولة قطر حيث أصدرت الحكومة القطرية بيانات توضح فيها المغالطات وتفند الادعاءات الكاذبة.
وقال ” في المقابل أكدت دولة قطر أنها لن ترد بالمثل ولن تحد من حرية التنقل والإقامة والعمل لأي شخص من أي دولة كانت ولم تصعد دولة قطر من خطابها بل التزمت بالتأكيد على وحدة دول الخليج وأن الخلافات يجب أن تحل بالجلوس إلى طاولة الحوار وقد رحبت قطر بالوساطة الكويتية من قبل سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة”.
وأكد سعادته أن التزام دولة قطر بمبادئها الإنسانية أربك دول الحصار التي بدت مواقفها متناقضة ففي محاولة فاشلة لتبديل المفاهيم أعلن وزير الخارجية السعودي أن ما يجري هو مقاطعة وليس حصارا وأن السعودية مستعدة لدعم دولة قطر بالمواد الغذائية وكأن المشكلة في الغذاء في حين أنها تمس الإنسان عائلة وعواطف وأخوة وقد ردت الدوحة على هذا الأمر مذكرة بأن دولة قطر ليست بحاجة لمعونات حيث إنها دولة مانحة باعتراف الجميع تقدم مساعدات للدول المحتاجة لكن المطلوب هو رفع الحصار غير المبرر وهذا الارتباك والتراجع تحت ضغط الرأي العام في العالم ومنظماته الإنسانية يبين هشاشة موقف الدول المحاصرة ويجعل المتهم في قفص الاتهام.
كما أكد أن غياب أي دعم شعبي داخل دولة قطر لهذه الهجمة بين للجميع وفي مقدمتهم الدول المحاصرة تكاتف الشعب القطري مع قيادته والتفافه حولها وهذا أهم سبب في فشلهم وتكسر مخططاتهم على صخرة التماسك القطري.
وشدد على أن دولة قطر ترفض الوصاية والتدخل في سياستها الداخلية والخارجية بالمطلق وتفند الاتهامات الواهية بتهمة الإرهاب الجاهزة وفي المقابل تدعو إلى الحوار البناء وتدارس الأمور المتعلقة بأمن الخليج داخل مجلس التعاون دون الخضوع لأي مخططات غريبة.
وقال سعادة السفير العطية “تلمسنا من القيادة والمجتمع الروسيين موقفا بناء وإيجابيا ينتقد إجراءات المقاطعة والحصار ضد دولة قطر فالشعب الروسي معروف بتعاطفه الفطري مع المظلوم ناهيك عن وعيه – قيادة وشعبا – بأن مثل هذه الأزمات المختلقة في الخليج العربي تعيق محاربة الإرهاب وتعرقل التسوية في بؤر التوتر مثل ليبيا وسوريا واليمن وغيرها”.