أكد سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني سفيرنا لدى جمهورية ألمانيا، أن منتدى الأعمال والاستثمار في برلين سيكون فرصة لزيادة استثمارات دولة قطر في ألمانيا وتمهيدا للطريق أمام الشركات الألمانية للتوسع في الشرق الأوسط ، ومجال لخلق إطار تحفيزي للاستثمار من خلال منطقة التجارة الحرة لزيادة التبادل بين الاقتصادي بين الدوحة و برلين الذي يبلغ ثلاثة مليارات يورو سنوياً.
وأوضح سعادته في حوار مع صحيفة دير تاج شبيغل الألمانية أن منطقة التجارة الحرة التيسيتم الاعلان عنها اليوم تعطي للشركات الدولية الفرصة لفتح فروع لها معفاة من الضرائب، حيث تعمل الدوحة على خلق فرص جديدة لمناطق التجارة الحرة في قطر. كما ستقدم الدوحة رؤيتها للمنطقة الحرة القطرية لأول مرة في ألمانيا اليوم.
استثمارات مشتركة
وقال سعادته أن ألمانيا تعد رابع أقوى قوة اقتصادية في العالم، وقد حقق الاقتصاد الألماني نجاحًا كبيرًا في عام 2017 ، ومن المتوقع أن يحقق نتائج مماثلة في عام 2018. مضيفا: قطر واثقة من الاقتصاد الألماني، لذلك تريد زيادة استثماراتها في هذا البلد. وتستثمر قطر حالياً في الشركات الكبيرة وتعتزم استثمار الأموال في الشركات الصغيرة والمتوسطة في السنوات القادمة، التي تمثل 85 في المائة من الاقتصاد الألماني. وأضاف: يتمثل أحد الأهداف الرئيسية لقطر في إبراز مكانتها كمركز لوجستي استراتيجي وتشجيع البلدان من خلال استثماراتها في قطر على توسيع أنشطتها في آسيا والشرق الأوسط.
وذكر سفيرنا في ألمانيا أن عدد الشركات الألمانية العاملة حاليا في قطر حوالي 300 شركة نشطة، وهناك توقعات بمضاعفة هذا الرقم في الأشهر القليلة المقبلة، سيما أن الدوحة تثق في ختم الجودة “صنع في ألمانيا”، وفي الوقت الحاضر، العديد من هذه الشركات تنشط في البناء والبنية التحتية. وأيضًا هناك مشاريع جديدة لجذب المزيد من الأنشطة التجارية على سبيل المثال، ميناء حمد الذي يعد أحد أكبر الموانئ في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، ستفتح الدوحة قريبًا منطقة حرة؛ مما يمكن من استقطاب الشركات من جميع أنحاء المنطقة.
رؤية قطر الوطنية 2030
وحول سؤاله عن رؤية قطر الوطنية 2030، أجاب سعادته: “لدينا اقتصاد قوي، تنمية اجتماعية، بيئة وتعليم. هدفنا هو ترك تسمية “دولة نامية” وراءنا بحلول عام 2030. نريد أن نكون قصة نجاح ملهمة لبلدان أخرى في المنطقة. لأن المنطقة بأكملها لديها العديد من العقول المنفتحة والقادرة على الإبداع، وهم بحاجة إلى مثال للتحفيز ونريد أن نكون المثال. فقبل 20 سنة، كان تنظيم كأس العالم 2022 لا يزال يمثل حلمًا لقطر والعرب عموما، والآن سنحقق هذا الحلم. والرياضة بالنسبة للدوحة مثل محرك للاقتصاد والبنية التحتية والتعليم والصحة. على سبيل المثال، تمثل كأس العالم 2022 إحدى الطرق لتحقيق رؤيتنا لعام 2030. وتسعى كل دولة إلى تسريع تطورها من خلال استضافة أحداث دولية كبرى، لتثبت أنها واحدة من أكثر الدول تقدمًا في العالم.
وذكرالشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني أن قطر لديها موارد طبيعية مثل الغاز والنفط. لكنها تستثمر أيضا في التعليم، وبالتالي في مستقبل الجيل القادم. وأكد “نحن أقوياء اقتصاديا ونهتم بتعليم مواطنينا الاقتصاد في بلادنا لا يزال ينمو هذا العام، نتوقع نموًا بنسبة 3٪. في الآونة الأخيرة، زادت عائداتنا من الموارد غير النفطية”. وواصل سعادته: “يهدف برنامج قطر للاستثمار لجعل اقتصادنا أكثر ديناميكية من خلال الاستثمار الأجنبي. وفي نفس الوقت، نود أن نسلم قطر إلى الجيل القادم كقوة اقتصادية لا تقتصر على النفط والغاز، ولكن تقوم على الصناعة والزراعة والرقمنة والتعليم والشركات الكبيرة. ولهذا السبب من الأهمية بمكان أن نحافظ على استثماراتنا في العديد من البلدان، بما في ذلك ألمانيا.
وعن تأثير الحصار على الدوحة، أكد سعادته أن قطر تبحث عن طرق للاستفادة من هذه الأزمة. وتقوم الآن بإنشاء أسواق جديدة من خلال الاستثمار وزيادة الواردات والصادرات، وكذلك عن طريق إطلاق مشاريعها الخاصة، مثل السوق المفتوحة وميناء حمد، حيث شهدت قطر فرصًا في هذه الأزمة وأوجدت أهدافًا استثمارية للاستفادة منها في المستقبل.