يعيش المخرج اللبناني سعيد الماروق حالياً وقت ذروة إنتاجية، حيث يطلق في الفترة المقبلة عدداً كبيراً من الكليبات العربية لنجوم الغناء على ما يؤكد يكشف فيه عن كواليس أحدث أعماله المصوّرة لأغنية «قلبي عاليمين» للنجم اللبناني نادر الاتات والذي سيشكّل بحسب قوله مرجعية في هذا النوع من الأغنيات المصوّرة، كما يفصح عن تفاصيل فيديو كليب النجم محمد عسّاف، مؤكّداً أنه سيشكّل مفاجأةً قويةً لجمهوره العربي.بعد غياب ثلاث سنوات عن الأعمال المصوّرة يطل النجم اللبناني نادر الأتات في فيديو كليب «قلبي عاليمين» الذي صوّره تحت إدارة المخرج سعيد الماروق بصورة شبابية معاصرة وضمن قالب غنائي استعراضي راقص يذكّر بأجمل الأفلام الغنائية التي تُعتبر من كلاسيكيات السينما العالمية.
ويعود سعيد الماروق في هذا الكليب ببطل العمل إلى حقبة السبعينات والستينات من خلال الأزياء والألوان ليقدّم شكلاً من أشكال الـ musical الحديث ولكن هذه المرّة ضمن فيديو كليب لا تتعدّى مدّته الدقائق الأربع.
بين الكرتون والـ musical
الصورة تضجّ بالألوان ما يشكّل مشهدية بصرية غنيّة بتكاملات مع ديكورات مبتكرة تمّ بناؤها خصيصاً داخل الاستوديو لتقديم نادر الأتات بلقطات متفرّقة وإنما متكاملة وكأنه إحدى شخصيّات الرسوم الكرتونية.
وهذه الشخصية ستعيش مفارقات ومغامرات كثيرة ضمن قالب تشويقي فريد وتقطيع سريع للصورة ترافقه مؤثّرات بصرية خاصّة استعملها الماروق ببراعة إخراجية قلّ نظيرها، ليفرض نفسه من بين أساتذة الإخراج على صعيد الفيديو كليبات العربية جامعاً للمرة الأولى الـ musical بالـ Band Dessinee أو الرسوم الكرتونية.
عضلات إخراجية بارزة
ولكنّ عضلات الماروق الإخراجية لا تظهر عند هذه المستويات وحسب وإنما تشمل تقنيات التسريع والتبطيء الخاصة التي اعتمدها بطريقة إبداعية جديدة، حيث يمكن للمشاهد أن يرى مثلاً حركة متسارعة للجسم واليدين ولكنها تترافق في الوقت نفسه مع حركة شفاه مضبوطة على إيقاع الأغنية، ما يجعل الشفاه في synchronization أو تناغم تام مع الأغنية وكلماتها بينما حركة اليدين والجسد تخضع وحدها للتبطيء والتسريع، وهو ما يمكن اعتباره من دون مبالغة ضربة معلّم واشتغالاً حرفياً عالي المستوى.
ولعلّ اعتزاز الماروق بهذا العمل بشكل خاص جعله لا يكتفي بتوقيعه كمخرج فحسب فتقصّد الظهور بنفسه فيه في إحدى اللقطات الراقصة وبشكل خاطف.
هذه الخلطة الخاصّة تحمل توقيع المخرج البارع الذي يعترف أنه «رفع سقف التحدّي مطلقاً موجةً جديدة ونقلةً نوعية في مجال الفيديو كليبات العربية، حيث أسلوب التصوير والتقنيات المعتمدة مختلفة تماماً عن أيّ شيء رأيتموه سابقاً».
أوّل مَن يستخدم هذه التقنية
ويرى الماروق أنّ «خفّة دم نادر منحت العمل لمسةً كوميديةً أضافت الكثير للصورة وجعلتها تخرج بهذه السلاسة على الرغم من التقنيات المركّبة التي استخدمتها. وقد أكون من الأوائل الذين يستخدمون تقنية التبطيء والتسريع بالتماشي مع تناغم حركة الشفاه مع كلام الأغنية أو الـ Lip Sync، بالشكل الذي رأيتموه في الكليب وأعتقد أنّ هذا العمل سيصبح مرجعية في المستقبل لهذا النوع من الشرائط المصوّرة».
بطاقة عبور إلى التمثيل
وعمّا إذا كان يعتبر أنه منح الأتات بطاقة عبور إلى الأعمال التمثيلية، يقول: «لا شكّ أنّ هذا الفيديو كليب نجح بتقديم نادر الاتات بصورة جديدة وتسليط الضوء على جانب فيه لم نره قبلاً وأنا قلت لنادر أنه سيتلقّى العديد من العروض التمثيلية بعد هذا الفيديو كليب وقد وُضع في نفس مستوى نجوم الصف الأوّل وهو نجم مجتهد ويستحق ما وصل إليه وعليه بالاستمرارية والحرص في الخيارات. وهنا يجب التنويه بشقيقه ومدير أعماله علي الاتات الجندي المجهول الذي ينتبه إلى أدق التفاصيل ويهتم بإبراز نادر بالشكل المطلوب».
وعن الظاهرة التي حققها الفيلم الغنائي العالمي «لالالند» بحصوله على 14 ترشيحاً لجوائز الأوسكار وحصده لست جوائز، يقول: «لا شك أنّ الـ musical له مقوّماته وأربابه وهو ما يخوّله الحصول على هذا العدد القياسي من الجوائز والتفوّق على أفلام وإنتاجات كبرى لا سيّما أنّ جرعات الفرح والسعادة التي يقدّمها للجمهور تجعله يحصد على استحسانه بموازاة حصوله على إعجاب النقّاد.
ويمكن اعتبار أنني أمرّر رسالة من خلال شريط «قلبي عاليمين» لأقول إننا يجب أن نعطي مساحة أكبر في العالم العربي للأفلام الغنائية وأن لدينا كل الطاقات المطلوبة لإنجاز عمل على أعلى المستويات».
محمد عسّاف تعب نفسياً
سعيد الماروق يستعدّ حالياً لتصوير عدد كبير من الأغنيات لنجوم الغناء ومن بينهم عاصي الحلاني وملحم زين ومعين شريف وأيمن زبيب وماريتا الحلاني ويكشف أنّ الكليب المرتقب لنجم «آراب أيدول» محمد عسّاف من المتوقع أن يبصر النور خلال ساعات أو أيام قليلة على أبعد تقدير. ويؤكّد أنّ «فيديو كليب «ما وحشناك» لمحمد عسّاف من الأعمال التي أعتزّ بها والتي ستشكّل مفاجأةً كبيرةً للجمهور العربي.
لقد سكبت فيه كلّ إحساسي وروحي وشجّعت محمد عسّاف على أن يخرج كلّ طاقته ودفعته لكي يؤدّي من صميم روحه لدرجة أنه تعب نفسياً ولكنّ النتيجة كانت مذهلة، وأنا أعد الجمهور بأنه سينبهر بما سيرى. فالأغنية بحدّ ذاتها فيها جمالية عالية جداً وعسّاف يؤدّيها بإحساس كبير والفيديو كليب سيقدّم محمد عسّاف النجم كما يليق به».