يظهر أن عموتة جاء برؤية ومشروع يريد تطبيقه مع نادي الوداد. المدرب المغربي المعروف بصرامته وحسن ضبطه لأي مجموعة قادها (وهو ما يحتاجه الوداد مع تواتر حالات التوتر والانفلات داخل المجموعة في الآونة الأخيرة).
بداية من فترة التحضير هاته التي راهن فيها على منح وتجربة كل العناصر المتوفرة في الوداد، الجيدة محليا وتحتاج لمن يحسن توظيفها فقط. فيها وبخصوص الانتقالات يحسب له عدم الاكثار من الانتدابات والتوقيع مع الأسماء الرنانة، واكتفائه ببعض اللاعبين بجودة لابأس بها إلى حسنة، لإضفاء عمق في التشكيل الودادي (عمق في التشكيل يعني توفر بدائل في كل مركز وبجودة متقاربة لما هو موجود).
حارس مرمى ، مدافع، متوسط ميدان (دفاعي ورابط) ، وسط ميدان هجومي: تكناوي + أعراب + أمعنان + الشويخ
من ناحية أسلوب اللعب،عموتة يعتمد على أسلوب دفاعيا منظم ومحكم، وهجوميا يعتمد على كرة تلعب في الأرض ببناء من الخط الخلفي، إلى جانب التركيز على حل الكرات الثابتة. أسلوب لعب يستدعي وقتا لكي يتأقلم معه جميع اللاعبين، خاصة مع اختلافه الكبير مع أسلوب المدرب السابق.
قد تقول أن مدة الشهر الماضي كافية لكي تستوعب التشكيلة الودادية هذا الأسلوب. لكن شخصيا لا أتفق مع ذلك لأن اي اسلوب لعب يحتاج فترة إعداد، إضافة لبعض المباريات “الرسمية” ذات تنافسية مرتفعة ليختبر مدى تشرب الفريق بطريقة لعبه الجديدة. في حالة الوداد الآن، التغيير أتى في منتصف الموسم، فترة صعب جدا التغيير فيها، لأن وقت وفرص التجربة غير متوفرين بتاتا.
لذا فالوضع يستدعي صبرا، شخصيا أشك في امكانية التحلي به من طرف الجمهور إذا كانت النتائج سلبية. بما أن الصدارة للوداد، فالضغط المطبق عليهم كل أسبوع من الآن سيكون الأكبر.
لذا فعموتة سيعمل على حصد النتائج وفي نفس الوقت الحرص على تطبيق أسلوبه، بشكل أرى أنه يستلزم أن تترجح فيه كفة تحقيق الإنتصارات أكثر من الكفة الأخرى، لأن في كرة القدم، الجمهور يعترف أولا وأخيرا بالنتائج، خاصة خلال أولى مبارياته، حيث المدرب يجب عليه كسب ثقة لاعبيه وجمهوره، وحماية امكانية السير في مشروعه.
بما أن اللقب هو المطلب الأهم، لا يجب علينا جميعا أن ننتظر كل شيء من إدارة فنية جديدة تأتي منتصف الموسم. فإن تحققت النتائج الإيجابية، فهذا لا يعني أن تصاحب “حتما” بلعب جميل، والعكس.
هنا تكمن صعوبة مهمة عموتة بالوداد، كونه مدرب جديد يحتاج وقتا أوليا، وللأسف ذلك ما لا يتوفر عليه في هذا النصف من الموسم ، حيث ستتراكم مباريات البطولة مع دوري الأبطال إضافة لنزالات كأس العرش (قد يستفيد من فترة ضيقة خلال الأسابيع الخمس الأولى، التي يمكن الخطأ فيها ).
في نفس هذا السياق، أدعو الجميع لاستحضار تجربة طاليب مع الوداد الذي رافقه صخب إعلامي غريب وغير مبرر، شحن الجماهير خاصة مع تشوقها لمشاهدة ناديها يشارك في كأس العالم للأندية كونها كانت آخر موسم تنظم في المغرب. والنتيجة تم وضع المدرب تحت المجهر كل أسبوع، خاصة إثر أي تعثر. وفي النهاية، رغم أن عملا جد محترم كان يقوم به “طاليب”، إلا المدرب لم يقوى على مقاومة الضغط، وأثر ذلك على نتائجه مع الفريق الذي غادره بعد 17 مباراة محتلا المرتبة الخامسة.
ختاما، من المستحيل أن تقنع مشجعا لفريق متصدر بتشكيلة جيدة محليا، بفكرة بناء اسلوب لعب وبناء فريق جماعي ومتوازن على حساب خسارة لقب !!! ليظل الراهن الدائم والغير زائل منذ زمن بالبطولة المغربية بشكل عام وبنادي الوداد مثلا، اللقب أم البناء ؟