سر حرص أميركا على تدمير المركبة “كاسيني” بعد أن كادت تثبت وجود حياة في الفضاء!

 

احتفل محرّك البحث العالمى “جوجل” الأربعاء 26 أبريل/نيسان 2017، بمرور المركبة “كاسيني” بين حلقات كوكب زحل الشهيرة.

وتم التقاط صورة للمركبة، تعد الأكثر إثارة للدهشة من بين كل الصور التي أرسلتها كاسيني، التي مرَّ عليها نحو عشرين عاماً منذ إقلاعها من الأرض، والتي سمحت للعلماء بمراقبة كل شيء على كوكب زحل عن قرب، من خلال الصور التي تلتقطها، وفقاً لموقع المصريون.

وتبدأ كاسيني رحلتها الأخيرة بالهبوط إلى المنطقة الفاصلة بين كوكب زحل وبين أقرب حلقاته إليه.

وتتضمن هذه الرحلة الأخيرة غوص المسبار 22 مرة داخل وخارج حلقات الكوكب على مدى الأشهر القادمة، قبل أن يشرع بدخول المجال الجوي للكوكب والاحتراق فيه في آن معاً، حسب تقرير لصحيفة التليغراف البريطانية.

وستنتهي مرحلة الختام الكبير بشكلٍ دراميٍّ، في 15 سبتمبر/أيلول2017، فمع غوص كاسيني في الغلاف الجوي لزحل ستبدأ بإرسال البيانات عن المكونات الكيميائية للكوكب، لينتهي الأمر بفقدان إشارة المركبة الفضائية، إذ إن الاحتكاك مع الغلاف الجوي بعد ذلك بفترةٍ قصيرة، سيسبب احتراق المركبة كنيزك، وسنفقد أي اتصال معها، حسب موقع ناسا بالعربي.
آثار للحياة

وقامت المركبة الفضائية التي تدور حول زحل منذ عام 2004، ببعض الاكتشافات المذهلة حول أحد أقمار الكوكب، حسب موقع ناسا بالعربي.

فقد اكتشفت كاسيني، في شهر أبريل/نيسان 2015، دليلاً على وجود محيط من المياه السائلة تحت سطح قمر زحل الجليدي إنسيلادوس Enceladus، وكان هذا الاكتشاف مثيراً بشكل خاص، لأنه يُثير احتمال كون القمر موطناً لأشكال خارجية من الحياة.

كما اكتشفت كاسيني أيضاً الدلائل الأولى على نشاط للماء الحار خارج الأرض، جاعلة من قمر زحل الصغير قِبلةَ أماكن البحث عن حياةٍ محتملة خارج حدود الأرض.

وكشفت المركبة الفضائية “كاسيني” التابعة لوكالتي الفضاء الأوروبية وناسا عن مئات البحيرات والبحار المنتشرة في كافة أرجاء المنطقة القطبية الشمالية من قمر زحل “تيتان”، هذه البحيرات لا تمتلئ بالماء، وإنما بالهيدروكربونات، وهي نوع من المركبات العضوية التي توجد بشكلٍ طبيعي فوق الأرض ومنها الميثان.

تُظهِر الصورُ الرادارية الملتقَطةُ من المركبة كاسيني التابعة لناسا وجودَ العديد من البحيرات على سطح تايتان، بعض هذه البحيرات مملوء بالسوائل وبعضها يبدو كمنخفضات فارغة.

وتظهر الصورُ الرادارية الملتقَطةُ من المركبة كاسيني التابعة لناسا وجودَ العديد من البحيرات على سطح تايتان، بعض هذه البحيرات مملوء بالسوائل وبعضها يبدو كمنخفضات فارغة.

ويُعتقد أن القسم الأكبر من السائل الموجود في بحيرات “تيتان” titan ناتج عن الهطول المطري القادم من السحب الموجودة في الغلاف الجوي للقمر، لكن تظل كيفية تحرك هذا السائل عبر قشرة تيتان والغلاف الجوي أمراً مجهولاً نسبياً.

كاسيني التي انطلقت قبل 20 عاماً أمضت الأعوام الـ13 الماضية في الطواف بالكوكب، ومؤخراً شارفت الدافعات التي توجه مسارها على الانتهاء، ولهذا يخشى العلماء أنهم بفقدانهم السيطرة عليها قد تندفع في اتجاه خاطئ نحو أحد أقمار الكوكب التي كان يدرس وجود مظاهر أو آثار حياة عليها، متسبباً لها بأضرار، حسب الديلي تليغراف.

وستعقد ناسا مؤتمراً صحفياً، اليوم الأربعاء، 26 أبريل/نيسان 2017، بالتزامن مع الهبوط الأول لكاسيني.
ما هي كاسيني؟
كاسيني هايغينز كان مشروعاً مشتركاً بين وكالة الفضاء الأميركية ناسا وبين وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الإيطالية غداة انطلاق المسبار عام 1997.

استغرق وصوله إلى زحل 7 سنوات حينما وصل في الأول من يوليو/تموز 2004، ومنذ ذلك الحين وهو يطوف بفلك الكوكب دون انقطاع.

أما مسبار هايغنز الذي كان ملحقاً بالمركبة الفضائية وسافر مع كاسيني معاً نحو وجهتهما، فقد انفصل عنه عام 2005 ليهبط على قمر تايتان في العام نفسه. ومن هناك عمل المسباران معاً في إرسال صور قيمة عن زحل وأقماره.
ماذا اكتشفت كاسيني؟
كان لكاسيني دور هام في اكتشاف أن أقمار زحل هي من أكثر الأماكن في مجموعتنا الشمسية استعداداً لوجود حياة عليها؛ فقبل أسبوعين فقط أعلنت ناسا أن المركبة كاسيني تمكنت من رصد تفاعلات كيميائية تجري تحت السطح الجليدي لقمر إنقيلادوس، ما يشير إلى إمكانية وجود حياة هناك.

كذلك كشفت مهمة كاسيني أن على قمر تايتان معالم كثيرة تشبه الأرض مثل الرياح والمطر والبحار؛ وقد حلّقت كاسيني مؤخراً على مقربة من تايتان بغية التأهب لاتخاذ وضعية إطلاق المركبة الفضائية نحو مجال زحل الجوي الداخلي.
لماذا سيتم تدميرها؟
الآن كاسيني تتأهب للبدء في رحلتها الأخيرة التي ستدمرها، لكن هذه العملية ستستغرق عدة أشهر؛ حيث ستغطس 22 مرة في حلقات زحل على مدى الأيام الـ142 المقبلة قبل الانتهاء من ذلك، في 15 سبتمبر/أيلول 2017، حينما تصل إلى سرعة 76806 ميلاً في الساعة (حوالي 123607 كيلومتراً في الساعة).

وكانت ناسا قد مددت مهمة كاسيني 3 مرات، ولكن الآن بعدما شارف وقود كاسيني على الانتهاء يخشى العلماء من ارتطامها بأحد الكواكب ذات الاستعداد لوجود حياة؛ وإضافة إلى ذلك فإن ناسا تريد تجنب حدوث سيناريو بعيد الاحتمال لكن الحذر واجب، هو احتمال وجود ميكروبات من الأرض لا تزال عالقة على المسبار تلوث سطحه.
ماذا تأمل أن تحقق كاسيني الآن؟

مع أن وقت كاسيني قد قارب على النهاية إلا أن مهمتها لم تنته بعد، بل سيستمر المسبار في إرسال المعلومات الهامة إلى الأرض وبث الصور التي يلتقطها وهو يسبح بين حلقات زحل.

وستتناول المهمة الآن دراسة الجاذبية الضخمة لهذا الكوكب، فضلاً عن المساعدة في فهم نشأة وتكون هذا الكوكب وحلقاته، وتفحص مواده بطريقة لم يسبق اتباعها من قبل.

وحتى أثناء عملية تدمير المسبار وتحطمه أشلاء بفعل دخوله مجال زحل الجوي، فإنه لن يتوقف عن إرسال المعلومات والبيانات إلى الأرض أولاً بأول.
ما الذي يمكنني مشاهدته يوم الأربعاء؟

ستعقد ناسا مؤتمراً صحفياً اليوم بعد ساعة من بدء كاسيني هبوطها في حلقات زحل، حيث يتوقع أن تكشف عن أولى معلومات المهمة الحية على الهواء مباشرة.
مهمة كاسيني في سطور

تاريخ انطلاقها: 15 أكتوبر/تشرين الأول 1997
تاريخ انتهاء مهمتها: 15 سبتمبر/أيلول 2017
الوجهة: زحل
المهمة: 20 عاماً في مهمة طموحة لفهم أفضل لزحل وحلقاته ومجاله المغناطيسي وأقماره الجليدية.
الكيفية: بإرسال كاسيني، المركبة الفضائية الروبوتية المعقدة، لتدور في فلك الكوكب ذي الحلقات ودراسة نظامه الزحلي بالتفصيل.
أطوار ومراحل المهمة:
1. مهمتها الأولية دامت 4 سنوات (2004 – 2008)
2. التمديد الأول لمهامها، المسمى “مهمة الاعتدال الفصلي” لكاسيني (2008 — 2010)
3. التمديد الثاني لمهامها، المسمى “مهمة الانقلاب الفصلي” لكاسيني (2010 – 2017)
4. النهاية، حيث سيقدم المسبار على إجراء دورات ومناورات شجاعة غير مسبوقة في أفلاك الكوكب تسمى “مسك الختام” (2017).
معداتها العلمية

تحمل كاسيني 12 آلة قادرة على “الرؤية” بأطوال موجية لا تقوى العين البشرية على الإبصار بها، كما أن لديها القدرة على “تحسس” أشياء في المجالات المغناطيسية وجزيئات دقيقة من الغبار لا يمكن لليد البشرية تحسسها.

كما أن كاسيني حملت معها أيضاً مسبار هايغنز، الذي هبط بالمظلة على سطح أكبر أقمار زحل، تايتان، في يناير/كانون الثاني من عام 2005، وهو منذ ذلك الوقت يرسل معلومات وبيانات في غاية الأهمية.

السابق
متحف الفن الحديث بالمكسيك.. الروعة المعمارية مع الفن العريق
التالي
7 اختلافات أساسية بين كوكاكولا وبيبسي تثبت أنهما غير متشابهين