سخط خليجي.. الرياض تغلق منفذ سلوى بشكل نهائي

عواصم – وكالات – بزنس كلاس:

أكد عدد من المواطنين والمقيمين والخليجيين أن السلطات السعودية لم تراع أصلاً الحالات الإنسانية للأسر المشتركة بين قطر والمملكة إبان فتح منفذ سلوى بشكل متقطع منذ بدء الحصار على قطر، لتتوقف هذه المراعاة مع إغلاقه نهائياً، وأشاروا إلى أن إغلاق المنفذ جاء كعقاب للقطريين على احتفالاتهم باليوم الوطني لدولة قطر وإظهار تلاحمهم مع قيادتهم.
وقالوا لـ «العرب»، إن السلطات السعودية لم تراع أية حالات إنسانية للأسر المشتركة بين قطر والسعودية ليتم مراعاتها مع إغلاقه، مشيرين إلى الاشتراطات الغريبة والتعهدات غير القانونية التي كانت تطالب بها السلطات السعودية لمرور هذه الحالات الإنسانية.
وأضافوا أن الاشتراطات السعودية قطعت الأرحام بين الأسر المشتركة والعائلات الخليجية وتسببت في خسائر اقتصادية كبيرة، خاصة للجانب السعودي، ولم تراع كذلك حرمة شهر رمضان الكريم لتراعي اليوم الوطني لدولة قطر أو الأعياد والمناسبات.
وقارنوا بين الإجراءات القطرية بمنفذ أبوسمرة الحدودي وبين الإجراءات في منفذ سلوى، منوهين إلى أن ضباط منفذ أبوسمرة لم يطلبوا منهم أية إجراءات استثنائية أو تعهدات غير قانونية، ولم يمنعوا خليجي من الدخول أو الخروج وفقاً لاتفاقيات دولة قطر في هذا الجانب.

مغردون خليجيون: إغلاق المنفذ يعري كذبة «مراعاة الحالات الإنسانية»
أكد عدد من المغردين بدول مجلس التعاون الخليجي، أن قرار السلطات السعودية إغلاق منفذ سلوى نهائياً قام بتعرية الادعاءات السعودية بمراعاة الحالات الإنسانية والأسر المشتركة وشعارات «القطريون بقلب سلمان» وغيرها، موضحين أنه كان هناك تشدد في الإجراءات حتى والمنفذ مفتوح، ولم يسمح للأسر المشتركة بالعبور مع عائلاتهم بالكامل.
وكشف هؤلاء أن الأم القطرية تم تهديدها بالحرمان من أبنائها، إذا زارت أهلها في السعودية، كما لم يسمح بعبور أي مرافق قطري معها لتوصيلها والعودة مرة أخرى، حتى لو كتب تعهداً خطياً بذلك، كما لم يسمح للأبناء والأقارب بحضور جنازات أقاربهم، منوهين بأن الحالات الإنسانية كثيرة، ولم تتم مراعاتها من جانب السلطات السعودية.
واعتبر المغردون أن قرار إغلاق منفذ سلوى جاء تزامناً مع اليوم الوطني لدولة قطر، ساخرين من ذلك بقولهم إنه جاء على سبيل تهنئة الشعب القطري، ورأوا أن القرار السعودي جاء عقاباً للقطريين على إظهار تلاحمهم مع القيادة الحكيمة باليوم الوطني للدولة.
وقال المغرد السعودي عايد العنزي: «نتمنى من الجهات المختصة تسهيل الحركة لدخول الأسر المشتركة، كما كان معمول به سابقاً، يوجد أسر مشتركة تم منعهم من الدخول إلى #قطر من #منفذ_سلوى، وخاصة أطفال الأسرة كونهم سعوديين والأم قطرية والعكس، وملكنا سلمان أمر بمراعاة الأسر المشتركة».
وقال المغرد العماني محمد: «صادق الملك سلمان -الله يطول بعمره- أمر بمراعاة الحالات الإنسانية، لكن في تعطيل من المسؤولين لهذا الأمر، والله أعلم !!!!».
وقالت المغردة «قطرية بنت تميم»: «لا تصدقونهم ما عاد يدرون علينا، أبي أزور أهلي قالوا لو دخلتي ما ترجعين لعيالك أو أروح بدونهم بعد، حسبنا الله ونعم الوكيل، سنقف بين يدي رب العباد، ونأخذ حقنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم».
وقال الإعلامي محمد النويمي الهاجري، إن إغلاق منفذ سلوى نهائياً تزامن مع اليوم الوطني لدولة قطر، فهذا التزامن لم يأتِ أبداً من فراغ، وإنما أتى بعد أن استنفد المحاصرون جميع ما يملكون من أدوات، ورداً على ما شاهدوه من تلاحم وترابط بين القيادة والشعب، فهذا الإغلاق لن يزيدنا -بحول الله سبحانه- إلا تماسكاً وثباتاً».
وقال الإعلامي عبدالله الوذين: «حكومة #السعودية تغلق الليلة منفذ سلوى نهائياً، حتى على مواطنيها، نكاية بشعب #قطر، مع أن المتضرر الأكبر هو العائلات المشتركة السعودية، وأسواق الشرقية وتجارها، الذين انهارت تجارتهم وأفلسوا، لعدم وجود متسوقين».
وقال المغرد خالد سعد: «إغلاق منفذ سلوى بوجه الأسر المشتركة، جريمة وعمل غير إنساني، ويقولك الشعب القطري في قلب سلمان».

محمد البدر: قطر ملتزمة بالمعاهدات رغم مآسي الحصار
قال المحامي محمد خلف البدر إن انتهاك السيادة جريمة دولية يعاقب عليها القانون الدولي، ودولة قطر تتمتع بسيادة، وعضو في منظمة الأمم المتحدة، ومن أكثر الدول محاربة للإرهاب بالتعاون مع الدول الأخرى. وأضاف: رغم الحملة الكاذبة التي تشنها دول الحصار على دولتنا الغالية، إلا أن الدوحة ملتزمة بكافة مبادئ القانون الدولي، وميثاق مجلس التعاون الخليجي؛ الذي ضربت به الدول الثلاث عرض الحائط.
وأكد البدر أن إجراءات دول الحصار تخالف كافة الأعراف والاتفاقيات الدولية، خاصة اتفاقية التجارة العالمية، واتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي، كما أن مطالبها تنتقص من السيادة القطرية على أراضيها، وهو أمر غير مقبول؛ باعتباره تدخلاً في الشأن الداخلي، مضيفاً أن ما تتعرض دولة قطر من قبل دول الحصار غير قانوني، وستتم مواجهته استناداً إلى القوانين الدولية التي تحكم وتنظم العلاقات بين الدول، وأنه أصبح من المعلوم للعالم أجمع -خلال تلك الأزمة- أن قطر دائماً تسعى للحوار بشرط ألا تنتهك سيادتها.
وأوضح أن قطر ستواصل نهجها باللجوء إلى القانون ضد هذا الحصار غير القانوني المفروض عليها، مشيداً بالدبلوماسية القطرية التي بينت الموقف القطري للعالم أجمع، في حين مارست دول الحصار الابتزاز المالي مع الدول الفقيرة لشراء موقف معادٍ ضد دولة قطر.
وبيّن أن الدعاوى التي تأخذ طابعاً دولياً تبدأ الجهات المعنية في تجميعها محلياً؛ من خلال رصد أصحابها لتقديم طلباتهم ثم فرز تلك المشكلات ودراستها من قبل مختصين قانونيين.

قصص إنسانية لقطريين وخليجيين
تعهدات غير قانونية واشتراطات غريبة بمنفذ سلوى

كشف مسافرون عبر منفذ أبوسمرة الحدودي عن أن السلطات القطرية تعاملت معهم بالقانون ووفق الاتفاقيات التي تحكم العبور بين دول مجلس التعاون الخليجي، ولم تمنع أي مواطن سعودي من الدخول أو الخروج، كما لم تجبرهم على توقيع أي تعهدات أو أمور غير قانونية.
وعلى الجانب الآخر، كشف مسافرون قطريون عبروا منفذ سلوى الحدودي للاطمئنان على حلالهم ومشاريعهم بالمملكة، عن أنهم وقّعوا على تعهدات غير قانونية أنهم دخلوا لأداء فريضة الحج وأنهم سيعودون مرة أخرى إلى قطر بعد انتهاء الفريضة، رغم أنهم أبلغوا ضباط منفذ سلوى أنهم مسافرون للمملكة لتفقد أعمالهم التجارية.
ولاحظ المسافرون القطريون أن التعهدات غير القانونية التي وقّعوها كانت تهدف بالأساس للتسويق السياسي لقرار السماح لهم بالحج عبر المنفذ البري وإظهار أعداد مبالغ فيها، موضحين أن كاميرات الإعلام كانت جاهزة على الحدود السعودية للتسويق السياسي وإظهارهم على أنهم حجاج.
وقال مسافرون خليجيون إنهم منعوا بشكل غير قانوني من دخول أراضي المملكة لمجرد أنهم كانوا في زيارات عائلية لدولة قطر أو حملت سياراتهم شعارات قطرية.
وقال مسافر من سلطنة عُمان على مواقع التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة إن السلطات السعودية تعاملت معه على أنه مخترق للحدود، ووجه له ضابط منفذ سلوى عبر مكبر الصوت بضرورة العودة إلى قطر لمجرد أن سيارته تحمل شعاراً قطرياً، مستغرباً لأنه مواطن خليجي، ومن حقه العبور حسب الاتفاقيات المشتركة بمجلس التعاون من الحدود البرية لدول الخليج.
وكان أحمد سيف من سلطنة عُمان قد قدم شكواه للجنة التعويضات القطرية بعد منع السلطات السعودية من عبور منفذ سلوى بالحدود البرية، لأنه وضع لاصق «تميم المجد» على سيارته، وهو صاحب الفيديو الشهير الذي انتشر على حساب السناب شات بسرعة البرق، وقد لاقى العُماني معاملة غير لائقة، وطلب منه شرطي سعودي أن يغادر قطر بطائرة وليس بالبر السعودي.
وأوضح سيف أنه من سلطنة عُمان، وقرر السفر عبر الحدود البرية مع السعودية، ومنها للإمارات ثم السلطنة، لتجديد لوحة أرقام سيارته المنتهية، وعندما وصل الحدود البرية، لمح شرطي سعودي على سيارتي استيكر تميم المجد، فأشار لي بيده من بعيد.. ارجع من حيث أتيت.. فنزلت من سيارتي وقلت له أنا عُماني، وكان يظهر ذلك من الزي الذي أرتديه.
وأشار إلى أنه قام بتصوير ما صادفه من موقف، ونشره عبر حساب السناب شات، الذي انتشر بسرعة كبيرة جداً على مواقع التواصل الاجتماعي، لكون يتابعه ناشطون كثر.
من جانبهم، قال مسافرون قطريون إن السلطات السعودية رفضت حتى توصيل القطريات المسافرات للمملكة من الأسر المشتركة من جانب عائلاتهم إلى منفذ سلوى الحدودي، واشترطت أن تخرج عائلاتهن من المملكة لاستقبال المسافرات، في إجراءات غريبة بين دول المجلس والأسر الخليجية المشتركة.

حمود: تلاحم الشعب مع القيادة أربك الحصار
قال الكاتب الإعلامي حسن حمود، إن دول الحصار ضربت المثل في القيام بكل الانتهاكات بحق دولة قطر وشعبها والمقيمين فيها، دون أي سند قانوني.
وأضاف أن دولة قطر كسرت الحصار الظالم منذ الوهلة الأولى بالتكاتف والتلاحم مع القيادة الرشيدة تحت راية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وقرار إغلاق المنفذ البري الوحيد على دولة قطر -الذي اتخذته الرياض مؤخراً- جاء رداً على الاحتفالات المنقطعة النظير خلال اليوم الوطني.
وأضاف حمود أنه منذ الحصار وحتى الآن، نجح الشعب القطري في التصدي لجميع المؤامرات والخطط التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار، حيث إن دول الحصار كانت ترمي منذ بداية الأزمة إلى ذلك الهدف عن طريق إغلاق الحدود، ومنع المواد الاستهلاكية من الوصول إلى قطر، إلا أن الوعي المجتمعي تجاوز هذه الأزمات بنجاح منقطع النظير، بل إن المقيمين كان لهم دور مهم في تدعيم الموقف القطري ضد الحصار، وإحراج الدول الأربعة التي شاركت في حصار شعب بأكمله أمام المجتمع الدولي.

فهد المري: قرار الإغلاق قضى تماماً على أملاكنا
قال المواطن فهد حمد المري، إن الحصار الجائر على دولة قطر كبده خسائر كبيرة تقدر بملايين الريالات، حيث لديه حلال بالسعودية وسيارات وعقارات، ولا يعرف عنها أي شيء تماماً، ووصلته أخبار منذ فترة بأن العقارات تعرّضت لسرقة ما بداخلها.
وتابع: لدي عدد كبير من الحلال، ويتابعها عمال هنود، وأحاول التواصل معهم عبر الهاتف، ولم يرد أحد عليّ، موضحاً أن إقامات العمال شارفت على الانتهاء، وبعدها سيبقى الحلال من غير راعٍ، مطالباً بفك الحصار حتى يتمكن من مباشرة أعماله وتعويضه المادي عن أضرار التصرفات المتسرعة من قبل السعودية، مضيفاً أن القرار المتداول بإغلاق المنفذ الحدودي تماماً قضى على أحلامنا وأموالنا.

أحمد سعد: منعوني من التنقل بسبب عملي بالدوحة
قال أحمد سعد مدير إحدى الشركات العقارية بالدوحة، إن دول الحصار أقحمت الشعوب في الخلافات السياسية الواهية التي ليس لها أساس من الصحة، وأقحمت أيضاً الوافدين الذين يحملون بطاقة قطرية، ومنعتهم من التنقل لمجرد أنهم يعملون في قطر.
وأضاف: تضررت من إغلاف معبر أبوسمرة، لأنني أزور بلادي دائماً عبر البر، لكن هذا العام تضررت كثيراً بالإجراءات المتسرعة من قبل دول الحصار، الأمر الذي ترتب عليه خسارتي مادياً، نتيجة ارتفاع أسعار التذاكر، خصوصاً في العطلات السنوية.

السابق
القطرية تحط في شيانغ ماي
التالي
طقس اليوم.. تحذيرات من ضباب ورؤية أفقية متدنية