زيارة تركيا بعيون صحف العالم

الدوحة – وكالات:

تصدرت زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى إلى تركيا الصحف التركية والعالمية، وقالت إن الزيارة تأتي في إطار دعم دولة قطر إلى تركيا بحزمة من المشاريع الاقتصادية والاستثمارات والودائع، حيث ذكر موقع كوريار بيكارد الفرنسي، أن حضرة صاحب السمو أعلن أن قطر ستقدم 15 مليار دولار من الاستثمارات المباشرة لتركيا، وذلك مباحثات سموه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفقا لبيان صادر عن الرئاسة التركية، وتأتي هذه المبادرة من دولة قطر دعما للاقتصاد التركي الذي شهد تراجعا بسبب تراجع عملته في ظل أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة وعقوبات متبادلة.

وأشادت الصحافة التركية بالدعم القطري، ونشرت صحيفة حرييت التركية مقالا بعنوان “في آخر دقيقة: قطر تستثمر في تركيا 15 مليار دولار”، وبينت أن الاجتماع الذي جمع حضرة صاحب السمو السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان استمر حوالي 3 ساعات ونصف، حيث استعرضا العلاقات الثنائية والسبل الكفيلة بتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات، والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وتبادل وجهات النظر حيالها، وأعلن فيه صاحب السمو حزمة من الاستثمارات القطرية لصالح تركيا. وخلال الاجتماع، أكدا متانة العلاقات بين تركيا وقطر والتزام الدولتين بمواصلة تطوير الشراكة في عدد من المجالات وتعزيز الاهتمام المشترك في مجمل القضايا المشتركة. كما أكدت مصادر حكومية تركية أن قرار قطر بالاستثمار في السوق المالية والقطاع البنكي سيكون سريعا، حيث سيتيح هذا الاستثمار الانتعاش السريع في الأسواق المالية والقطاع المصرفي التركي.

ومن جهة أخرى، قالت صحيفة سوزجو التركية أن صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أول زعيم دولة يأتي إلى أنقرة بعد التطورات التي عرفها الاقتصاد التركي والمشاكل المالية التي يتعرض لها. وأشارت إلى أن سموه كان قد اتصل بأردوغان هذا الأسبوع لإظهار الدعم الكبير.

العلاقات الثنائية
أشارت صحيفة لا كروا الفرنسية أن حضرة صاحب السمو يزو تركيا للقاء حليفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتعبير الواضح على دعم الدوحة لأنقرة التي تواجه تدهور عملتها الوطنية، فضلا عن بحث “العلاقات الثنائية وسبل توطيد التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك”.

من جانبها، عرجت صحيفة لكسبراس الفرنسية على القمة  القطرية – التركية. وقالت الصحيفة أن الليرة التركية تراجعت قيمتها خلال الأيام الأخيرة عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن واشنطن ستضاعف الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم التركيين. وجاء تحرك واشنطن جراء خلاف بسبب إصرار تركيا على مواصلة اعتقال قس أميركي تم توقيفه قبل عامين.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس التركي رد بالدعوة إلى مقاطعة المنتجات الإلكترونية الأميركية، حيث أعلنت أنقرة زيادة الرسوم الجمركية على عدد من المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة، بينما رفضت محكمة تركية مجددا الإفراج عن القس أندرو برونسون. ويؤدي النزاع إلى تزايد المخاوف من إمكانية حدوث أزمة اقتصادية في تركيا وإثارة قلق المستثمرين الأجانب في البلاد.

كما أكدت لوبوان الفرنسية على أن العلاقات القطرية التركية شهدت تقاربا اقتصاديا وسياسيا لافتا خلال السنوات الأخيرة. وتملك الدوحة استثمارات في تركيا تبلغ قيمتها 20 مليار دولار، بحسب أرقام صدرت الشهر الماضي كما تعد أنقرة في مقدمة الجهات المصدرة إلى دولة قطر، كذلك فإن عمق العلاقات بين البلدين بدا واضحا في عدة مناسبات، حيث كان حضرة صاحب السمو أول زعيم يجري محادثة هاتفية مع أردوغان خلال محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في يوليو 2016. ومن جهتها، أعلنت أنقرة دعمها للدوحة بعدما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها مع قطر في الخامس من يونيو 2017 على خلفية اتهام الدول الأربع للدوحة بدعم “الإرهاب”، وهو ما تنفيه بشدة.

حملة مساندة
تحدث موقع راد أكسيون التركي عن حملة المساندة العربية لليرة التركية، حيث كانت قطر في المقدمة، ففي أعقاب قرار الولايات المتحدة بفرض عقوبات على المسؤولين الأتراك وزيادة التعريفات على الفولاذ والألمنيوم المستوردة من تركيا إلى الولايات المتحدة، أعرب أكاديميون وناشطون وصحفيون من العالم العربي عن الدعم والتضامن مع تركيا على الشبكات الاجتماعية. كما أدان العالم العربي الحرب الاقتصادية التي شنتها الولايات المتحدة ضد تركيا، وفي الوقت نفسه تم إطلاق حملات لدعم الليرة التركية في قطر ولبنان والكويت على الشبكات الاجتماعية.

وأورد الموقع أن عددا من الصور انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي تبرز عددا من القطريين والكويتيين وغيرهم في مكاتب الصرف لتغيير عملتهم إلى الليرة التركية. وتم إطلاق حملة دعم الليرة التركية لأول مرة في قطر على الشبكات الاجتماعية، وانتشر على تويتر هاشتاج باللغة العربية ادعموا الليرة التركية.

وذكر الموقع أن معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السابق، غرد “إن تركيا ستخرج أقوى من هذه الحرب الاقتصادية”، وأضاف الموقع أن عددا من الصحافيين القطريين عبروا عن دعمهم للاقتصاد التركي ولأنقرة واعتبروا أنه من العار أن يكون بعض العرب سعداء بالحرب الاقتصادية ضد دولة إسلامية.

السابق
أسعار صرف الريال القطري مقابل العملات الأجنبية ليوم الخميس 16 أغسطس/آب
التالي
سمو الأمير مغرداً: نقف إلى جانب الأشقاء