حينما يحضر ماسيميليانو أليجري مدرب يوفنتوس الإيطالي في ملعب كامب نو فأول ما سيتذكره هو السقوط المؤلم والتاريخي أمام برشلونة بأربعة أهدف دون رد حينما كان مدرباً لـ ميلان، وذلك بعد التفوق ذهاباً بهدفين دون رد، سقوط تاريخي للروسونيري والكرة الإيطالية، وريمونتادا (قلب النتيجة) لن تنسى من برشلونة.
جماهير برشلونة ووسائل الإعلام تتذكر هذا اللقاء جيداً الذي شكل ليونيل ميسي وديفيد فيا وتشافي هيرنانديز وأليكسيس سانشيز وغيرهم من النجوم الرائعين، شكلوا جبهة قوية للفتك بالروسونيري.
طبعاً لا أحد يستطيع التقليل من ريمونتادا برشلونة حينها، بل هي من النتائج التي ما تزال مبهرة حتى اليوم الحالي، لكن في ذات الوقت لا يجوز اتخاذها كقاعدة للتعميم وشمل مواجهة يوفنتوس غداً تحت ظلها، فالفارق واضح بين ميلان أليجري، ويوفنتوس أليجري، تكرار اسم المدرب لا يعني أن الفريق هو نفسه.
1- أكبر مشكلة واجهة أليجري في لقاء العودة ضد برشلونة موسم 13\2013 أنه لم يملك مهاجمين! حقيقة لا يمكن إنكارها، المدرب الإيطالي كان رأس الحربة لدية في تلك المباراة هو الفرنسي الشاب مباي نيانغ، الذي بالأساس يقدم مستوى سيء. فيما كانت المساعدة يلقاها من كيفين برينس بواتينغ، وستيفان الشعراوي.
جميع هذا الأسماء لا يمكن مقارنتها بالمهاجمين الذين يملكهم المدرب الإيطالي حالياً مثل باولو ديبالا، جونزالو هيجواين، وماريو ماندزوكيتش. قبل 4 أعوام نيانج “السيء” أهدر فرصة في غاية السهولة مع في الشوط الأول كانت كفيلة بأن تجعل فرصة ميلان أفضل للعبور إلى الدور التالي لأن النتيجة كان 1-0 حينها.
2- المشكلة لم تكن في نيانج فقط، خط دفاع ميلان كان سيء جداً، زاباتا وميكسيس ليسوا بجودة كيليني، بونوتشي، بارزالي، روجاني، كما أن الظهير الأيسر كونستانت اعتبر نقطة ضعف فادحة في تشكيلة الروسونيري، فيما يعد ساندرو الظهير الأيسر في يوفنتوس أحد أقوى نقاط القوة في السيدة العجوز حالياً.
3- ميلان لم يكن يملك شخصية وثقافة البطل في ذلك الموسم، ولا يملك لاعبين سبق لهم التتويج بالألقاب الكبرى، بل أن الروسونيري كان مهدداً بعدم التأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم التالي.
طبعاً يوفنتوس نعلم جميعاً أنه يملك ثقافة وشخصية الأبطال بسيطرته على إيطاليا لسنوات عديدة، ويملك لاعبين حققوا نجاح مميز بالوصول إلى نهائي دوري الأبطال قبل عامين، بالإضافة إلى تواجد الأخطبوط جيانلويجي بوفون الذي شهد تتويج إيطاليا في كأس العالم 2006 ضمن صفوفه.
4- الطموح. عامل هام جداً يتبع النقطة السابقة، السيدة العجوز طموحه لا يقتصر على تخطي برشلونة بل في تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، وفي الحقيقة هذه العقلية كان يفتقر لها ميلان قبل 4 أعوام فطموحه كان يتمحور حول إيقاف برشلونة الذي يسيطر على أوروبا، ومن الوارد أن اللاعبين شعروا بالرضى الكافي بعد الفوز ذهاباً بهدفين دون رد، فارق كبير بين عقلية الفريقين لا يمكن تجاهله.
في النهاية يجب القول بأن برشلونة يستطيع العودة ضد السيدة العجوز وأثبت ذلك ضد باريس سان جيرمان الشهر الماضي، لكن يجب أن يفهم لاعبوه ومدربه بأن أليجري يملك فريق مختلف عن ميلان قبل 4 أعوام، وذلك حتى يبذلوا مجهود مضاعف لكي يحققوا النتيجة التاريخية.