لفترةٍ ليست بالبعيدة، أجمع العديد من المتابعين للشأن الكروي أن موسم برشلونة كان قد انتهى، بعد الهزيمة التاريخية للكتلان في ملعب حديقة الأمراء في العاصمة الفرنسية، إذ دكّت ديوك ال PSG الحصون الاسبانية بأربعة أهداف كادت أن تكون رصاصة الرحمة في جسد موسم كتلوني للنسيان، لكن الغريم الأزلي ريال مدريد ساهم ليس متعمّداً بإحياء البلاوجرانا من جديد، و الحديث هنا عن التغييرات التي طرأت على ترتيب الدوري الاسباني.
الأداء الباهت الذي ظهر به البارسا في مباراة ليجانيس في لا ليجا، كان نتيجة واقعية للسقوط التاريخي أمام باريس سان جرمان، فانتصر الكتلان بصعوبة بالغة في آخر لحظات اللقاء بركلة جزاء حاسمة، لم يحتفل ليونيل ميسي بترجمتها لهدف الفوز، لكن كل شيء تغير بعد هزيمة الملكي أما فالنسيا في الميستايا 2-1، المباراة المؤجلة من المسابقة المحلية نتيجة مشاركة اللوس ميرينجيس في كأس العالم للأندية العام الماضي، أعادت عقارب الساعة البرشلونية للوراء لاستعادة الأنفاس، و أتت نتيجة تعادل النادي الأبيض مع لاس بالماس 3-3، لتصب الزيت على نار البارسا التي أوشكت أن تخمد، فوجد جيش كتلونيا نفسه عريساً على قمة الترتيب لأول مرة هذا الموسم.
بدأت الصحوة بانتصار مستحق على اتليتيكو مدريد في الكالديرون، تبعتها سداسية خيخون ثم جلد سيلتا فيجو بخماسية، و تم تتويج العودة بسداسية سيخلدها تاريخ دوري الأبطال في شباك باريس سان جيرمان، ليضمن بها البارسا مقعده ضمن كبار أوروبا في الدور ربع النهائي.
الأمر الأكيد أن برشلونة ليس في أفضل حالاته لكنه و بشكل دراماتيكي يجد نفسه منافساً و بقوة على ثلاثية جديدة، قد نشهدها مع رحيل لويس انريكي عن صفوف الفريق نهاية الموسم، و كان الدور الأكبر في عودة الحديث عنها، عثرات ريال مدريد المحلية، التي صعدت ببرشلونة من الثرى الى الثريا، ليتصدر الدوري المحلي من جهة، و يحجز مقعده في نهائي كاس الملك ضد الافيس، و يواصل مسيرة المنافسة على أثمن الكؤوس القارية.