بدأت استعدادات ريال مدريد للموسم الجديد ، يرافقها شيء من التفاؤل من بعض الجماهير مخلوطة بمجموعة مخاوف لدى البعض الآخر، فالفريق المتوج بلقبي الدوري المحلي -الأول منذ خمسة مواسم – و دوري أبطال أوروبا -للعام الثاني على التوالي- يواجه المخاوف الكلاسيكية من التشبع و التكاسل بعد الوصول للقمة، إلا أن احتمالية حصد نجاح أكبر في هذا العام ليست مستحيلة، بل أن الثلاثية الحلم نفسها ليست بعيدة المنال عن تشكيلة زيدان، كيف ذلك؟
بداية نتفق أن سوق الإنتقالات للعام الثاني على التوالي جاءت هادئة على عكس المتوقع خاصة أنه موسم انتخابات، ولعل إنهاء الموسم بأهم لقبين على الساحة( الدوري والأبطال) مهد الطريق لبيريز ليفوز بالانتخابات بالتزكية دون الحاجة حتى لخوض غمار المنافسة، بالتالي لم يجد تلك الحاجة الإعلامية المعتادة من أجل الإستعراض وجلب النجوم، ومن أجل الإستمرار في السياسة الناجحة حتى الآن تم الرضوخ لمطالب زيدان بالإبقاء على الأسماء التي أرادها والتعاقد مع المواهب الشابة التي وضع عينه عليها منذ بداية الصيف.
بالتالي تبدو التشكيلة متوافقة تماماً مع رغبة زيدان، دون تدخلات خارجية أو أسماء مفروضة عليه، والأهم هو التخلص من الأسماء التي كانت تعكر صفو السلام والإيجابية في الفريق بمطالباتها بالمزيد من الدقائق أو حتى رواتب أعلى أو تغيير في التشكيلة من أجل مصلحتها الشخصية، ليتم التخلص بالتراضي من هذه الأجواء السلبية بالسماح للأسماء الراغبة بالرحيل بكل هدوء سواء بشكل مجاني أو بيع أو إعارة.
النقطة الأخرى الأهم هي عودة النجوم بعد حصولهم على راحة طويلة، على عكس المواسم الماضية فإن جميع لاعبي الريال-عدا كريستيانو رونالدو- حصلوا على عطلة صيفية كاملة دون الإشتراك في بطولات فيفا صيفية كما المعتاد، مما سيسمح لهم بالاشتراك في الموسم التحضيري والإعداد البدني الذي سيؤثر بالإيجاب على طريقة الريال في استهلال موسمه والمنافسة على الألقاب.
و بالرغم من أن الريال لم يتعاقد مع أسماء كبيرة أو نجوم، لكن هذا الموسم يُنتظر أن يكون موسم بيل وبنزيما، حيث أظهرت وسائل الإعلام حرص الثنائي على العودة من الإجازة وهم بأفضل حالة بدنية ورياضية ممكنة، بدون وزن زائد أو تراخي، وبهذا الحماس ومع الراحة التي حصلوا عليها هذا الصيف كما ذُكر سابقاً فإن انسجامهم وتوفرهم أمام زيدان وهم بأفضل حلة ممكنة سيجعلهم الصفقات الأهم في هذا الموسم.
بدائل كثيرة، حماس للعب ورضا بالمداورة
لعل الجميع يتفق أن أبرز ميزة توفرت في الفريق الفائز بلقبي الدوري الأسباني والأبطال في الموسم المنصرم هي المداروة وحسن استخدام البدائل، ومع صعوبة الحفاظ على هذه السمة لعام آخر على التوالي كان لابد من التخلص من بيبي وخيميس وكوينتراو والتعاقد مع أسماء شابة واعدة هي الأخرى ترضى بالدكة ومتعطشة لإثبات تواجدها.
ومع ما أظهره زيدان من قدرة على حسن توظيف الأسماء الشابة والمداورة، فإن امتلاكه لكل هذا العدد من البدائل والكمية المعقولة من النجوم ستمكنه من تركيب تشكيلتين على الأقل قادرتين على المنافسة في كل البطولات بشكل متوازي على غرار ما حدث الموسم الماضي، تشكيلة يقودها ال BBC وأخرى يتشكل قوامها من موراتا وأسينسيو وسيبايوس ويلعب فيها ايسكو دور القائد من حين لآخر برفقة نجوم آخرين قادرين على العطاء هنا وهناك، بل إن تواجد هاتين التركيبتين ضروري من أجل المنافسة على كل الألقاب دون أي تراخي أو تركيز في بطولة على حساب أخرى، والأهم أن هذه الميزة ستتوفر لزيدان منذ بداية الموسم وليس من منتصفه كما حدث الموسم الماضي.
مواهب شابة كثيرة، نجوم مرتاحون ومستعدون بأفضل شكل ممكن، وأجواء مفعمة بالإيجابية، من يعلم، قد تجتمع هذه العوامل معاً لمحاربة شيخوخة الإنتصار وتساعد الريال على التتويج بثلاثيته الأولى في التاريخ!