حينما تشاهد مباراة ريال مدريد ضد إسبانيول منذ الدقيقة الأولى وحتى الأخيرة تتعجب كيف أنها انتهت بهدفين دون رد فقط بصعوبة، ليس تقليلاً من شأن إسبانيول فهو فريق مميز ويملك دفاع قوي ومنظم منحه فرصة احتلال المركز التاسع خلال الموسم الحالي مع الدخول كمنافس قوي على البطاقات المؤهلة إلى الدوري الأوروبي، لكنه تلخيصاً لما حدث بالفعل على أرض الملعب.
ريال مدريد طبق ضغطه العالي والمتواصل والسريع كفريق على إسبانيول حينما يفقد الكرة، هذه الآلية جعلت المنافس غير قادر على التقاط أنفاسه وغير قادر على شن هجمة واحدة مرتدة منظمة، كما مكنت الريال من استرداد الكرة سريعاً حين فقدانها.
سيطرة الريال تجلت في الشوط الأول بتحركات كريستيانو رونالدو على الجناح الأيسر وابتعاده تقريباً عن العمق، مع تحركه بشكل عرضي نحو الجناح الأيمن بين الحين والآخر لتبادل الأدوار مع فازكيز، ومع تواجد كوفاسيتش وإيسكو اللذان يجيدان الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط والتقدم بشكل عامودي نحو مرمى المنافس، أصبح دفاع إسبانيول في وضعية حرجة وغير قادر رغم تكتله على إغلاق مناطقه أمام الريال.
ريال مدريد صنع العديد من الفرص عبر الكرات البينية أو العرضية العالية والأرضية، لكن المشكلة التي واجهته تمثلت في إهدار الفرص السهلة، أو حتى التسرع في تسجيل الأهداف مما أنتج قرارات خاطئة في مواقف حاسمة.
هذه المشكلة لم تجعل ريال مدريد قادراً على الاطمئنان على النتيجة حيث أهدر موراتا أكثر من فرصة، فيما تسرع فازكيز في إرسال الكرات العرضية بشكل عشوائي وغير دقيق، وبذلك بقيت النتيجة تشير إلى التقدم بهدف نظيف حتى الدقائق الأخيرة.
سيطرة الريال المطلقة لن تكون ذات معنى إن لم يسجل الفريق أكثر من هدف يحسم من خلاله النتيجة ليدخر مجهوده ويضمن حصد النقاط بدون مفاجآت، خصوصاً أن هذه المشكلة ظهرت في مواجهة نابولي ومباريات أخرى للفريق في الموسم الحالي.
قبل أيام طبق الريال أسلوب مشابه تماماً لما قدمه ضد إسبانيول واستطاع عبره السيطرة على أجواء اللقاء وممارسة ضغط هائل على مرمى نابولي، لكن مشكلته تمثلت في استغلال الفرص السهلة التي أهدرها برعونة عبر بنزيما ورونالدو.
زيدان يجب أن يتنبه لذلك فلا يعقل أن يقدم الفريق كل هذا المجهود ويسيطر بهذا الشكل على اللقاء وبالنهاية يخرج مرتين متفوقاً بفارق هدفين، نتائج لا أقول أنها سيئة لكنها تمنع الفريق من ادخار مجهوده كما يحب وتزيد من الأعباء البدنية عليه وتجعله مطالباً بالقتال حتى الدقيقة التسعين.