ريال مدريد استفاد من إصابة صلاح وبيل لم يخيب زيدان

 

تُوج ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي والـ13 في تاريخه، وذلك بعد أن تفوق على ليفربول الإنجليزي في المباراة الختامية التي احتضنها ملعب الأولمبيكسي بمدينة كييف الأوكرانية، بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، حيث سجل ساديو ماني هدف أحمر الميرسيسايد بينما وقع جاريث بيل (هدفين) وكريم بنزيما على أهداف الفريق الملكي.
وإليكم تحليل هذه المباراة..
دخل ليفربول المُباراة وفكرته واضحة: مُباغتة ريال مدريد ولعب دور البطولة في اللقاء بتقديم خطوطه والاستحواذ على الكرة ومحاولة خنق الفريق الملكي في مناطقه.. الأمر فاجأ لاعبي الميرنجي فعلاً، حيث اضطروا لمناقشة الدقائق الأولى من الوضع الدفاعي، ووجدوا أنفسهم عاجزين في أكثر من مناسبة على الخروج من مناطقهم بشكل جيد بالكرة، خاصة أن يورجن كلوب ضغط بشكل رائع على مفاتيح لعب زيدان: إيسكو ومودريتش، وهو ما عقد من التحول الهجومي للفريق الملكي.
لا غبار على تفوق ليفربول في أولى الدقائق، ولا غبار أيضاً على الدور الذي لعبه كيلور نافاس بالتصدي لكرة ألكسندر أرنولد تلك، والتي لو سُجلت لأخذ اللقاء منعطفاً آخر تماماً.. انتشار ريال مدريد لم يكن مثالياً، لكنه عوض ذلك بكثير من العمل الجماعي، فكنت تجد بنزيما ورونالدو يتراجعان للثلث الأخير من الملعب لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه ومساعدة الفريق على الخروج من تلك الحالة الدفاعية والتحول للهجوم بسرعة.
ما قام به ليفربول في النصف ساعة الأولى كان جيداً، بل ممتازاً، فقد مكنه من تلقي هجمات أقل في تلك الدقائق، وانتشر بشكل جيد جداً في خط الوسط، لكنه غامر بالمقابل بترك مساحات خلفه عند ارتداد ريال مدريد بشكل صحيح، لكن الأمر لم يدم على أي حال، لأن خروج محمد صلاح بسبب الإصابة، كان منعرجاً لا يستهان به في المباراة، ليتراجع الريدز بعد ذلك ويترك الكرة للفريق الملكي بعدما استحوذ عليها في بداية النهائي.
بعد خروج صلاح، قُلبت الموازين، وعدنا لنرى ريال مدريد المعهود، الفريق الذي يملك أفضل خط وسط في العالم والقادر على تسيير المُباريات بالنسق الذي يريده هو، لا الذي يفرضه عليه خصمه.. الثلاثي كروس، مورديتش وكاسميرو بصموا على شوط ثانٍ كبير واستغلوا نقطة ضعف الخصم البارزة: ضعف العمق! هيندرسون وفيجنالدوم ومعهما ميلنر كانوا عاجزين تماماً عن مجاراة ضغط المينرجي من الوضع الدفاعي، رغم أن ماني وفيرمينو حاولا في أكثر من مناسبة مد يد العون.
ريال مدريد وحينما لعب بأسلوبه المعتاد ظهرت جودة خط وسطه والتي كانت العلامة الفارقة اليوم في نظري، كروس قدم مباراة كبيرة جداً سواءً في التغطية على تقدم مارسيلو أو في إيصال الكرة إلى الخط الأمامي أو حتى في مساعدة كاسميرو على إغلاق العمق، أما مودريتش فقد عاد لينثر سحره في الخروج بالكرة من المساحات الضيقة، كما أنه كان أكثر جرأة ووجدناه بشكل متواصل قرب منطقة الجزاء، ليكون في اعتقادي أحد أفضل لاعبي المباراة الختامية.
كم كان زيدان موفقاً في إشراك جاريث بيل الذي يمكننا اعتباره رجل الثالثة عشر بدون منازع، اللاعب الويلزي سجل هدفين في قمة الروعة ومنح فريقه التفوق بعد هدف التعادل لليفربول والذي أعطى رفاق ساديو ماني الثقة الكافية لمواصلة المباراة.. فقد رأينا أنه بعد دخول بيل، عمل لاعبو زيدان على توسيع رقعة الملعب ونجحوا في ذلك بشكل رائع، ليأتي اللاعب الويلزي ويمنح الفريق الملكي تفوقاً كبيراً في سرعة الهجمة المرتدة التي غابت تماماً في الشوط الأول.
في الأخير.. وجب الوقوف وقفة احترام وإجلال للعمل الكبير الذي قام به زين الدين زيدان في النصف الثاني من الموسم، فالفريق لم يتأثر بالانهيار الذي طاله محلياً، ليواصل التربع على عرش كرة القدم الأوروبية بل العالمية.. والحقيقة أن يد المدرب الفرنسي واضحة جداً ولا غبار عليها، موسم الفريق الملكي رغم كل المصاعب والمطبات سُيّر بحكمة كبيرة في دوري أبطال أوروبا.. زيزو أصبح من كبار عالم التدريب، بل من الكبار جداً الذين لا يُمكن لأي منا التغاضي عنه مهما كان انتماؤه أو ميوله، على الرغم من أن البعض يستنقص من إنجازاته مشيرين إلى أن دوره يقتصر على التدبير الجيد لغرفة الملابس فقط .. وهذا ضرب من ضروب اللامنطق.

السابق
بنك الدوحة يتبرّع للهلال الأحمر القطري لصالح برنامج “إفطار صائم”
التالي
رونالدو يتوج هدافا لدوري أبطال أوروبا للمرة السابعة في مسيرته