لا يحتاج كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد إلى المال للدرجة التي تسمح له بأن يمحو ما طبعه في قلوب جمهور النادي الملكي ولكن شهوة التدليل التي افتقدها دفعته إلى الجنون..لقد بدأ يبرهن لرئيس النادي أنه مطلوب برقم أكبر مما يدفعه له حاليا كراتب سنوي.
ولكن رجل بدرجة “مقاول” مثل فلورنتينو بيريز يجيد الحكم على البنايات التي يشيدها بينما لا يفقه الكثير عن علم النفس وكيفية التعامل مع نجم وسيم وذكي وغني ومغرور مثل كريستيانو رونالدو ..لذا ظهر الصدام.
إذا أمسك بيريز بمشرط أطباء النفس لاستطاع الكشف عن النقطة الخفية داخل كريستيانو رونالدو بسهولة والتي انغمس فيها حتى الذورة..إنه لا يرى إلا نفسه..كان هذا محركه الأساسي حين قرر إنجاب ابنه جونيور..لقد رفض فكرة الإعلان عن أم طفله ربما خشية من حصولها على بعض الشهرة أو لأنه لا يريد الارتباط بامرأة من أجل ان ينجب مجرد طفل فقط..لقد لجأ إلى تأجير الأرحام !
ربما إذا كان أغلى راتب في العالم يجري دفعه في الصين لما اكترث رونالدو بفكرة رفع راتبه ولكن ليونيل ميسي على مسافة ساعتين تقريبا بالسيارة في مدينة برشلونة ويتقاضى 40 مليون يورو وهو رقم يدفع الدون للجنون إنه لا يحتاج إلى المال لكنه يحتاج إلى وضع اسمه ضمن أغلى نجوم العالم حتى ولو تقدم في السن واقترب من توديع البساط الأخضر.
يرى رونالدو ان ريال مدريد استفاد كثيرا من تألقه وحان الدور كي يعترف بالجميل ويزيد راتبه ولكن صوت العقل داخل إدارة الملكي لا يعتقد أن دفع المزيد من الأموال في راتب الدون خيار مناسب للاعب شارف على الـ34 من العمر..قد يكون العمر مجرد رقم..لكن الصحافة في إسبانيا ترى أن الإقدام على زيادة راتب النجم البرتغالي حماقة.
لقد عثر رونالدو على السيدة العجوز التي يمكنها دفع المال للحصول على رجل يساعدها في عبور الطريق..وبات بيريز أمام خيارين لا ثالث لهما.. الأول هو الرضوخ لطلبات رونالدو والتجديد ورفع الراتب أو تركه يذهب إلى البيانكونيري ويتحمل هو مسؤولية مواجهة الجمهور والنتائج السيئة التي يمكن أن يتعرض لها خاصة إذا فشل في ضم نجم جديد بسبب ارتفاع أسعار اللاعبين في سوق الانتقالات الصيفية الذي يشتعل بالأرقام الساخنة.
كانت المنفعة متبادلة بين كريستيانو رونالدو وريال مدريد ولكن في النهاية يفشل دائما النادي الملكي في التعامل مع الأساطير في الوقت الذي لا تزال طعنة إيكر كاسياس غائرة في العمق المدريدي.
إذا كان رونالدو يحاول ابتزاز ريال مدريد بعقد يوفنتوس فلا يعني ذلك أنه لا مكان للوفاء في هذا العالم..لا يمكن مقارنة النجم البرتغالي بالإيطالي أليساندرو لوكاريللي والذي كان يمر بسيارته على اللاعبين كي يوصلهم إلى التدريبات بعدما هبط فريقه إلى الدرجة الرابعة وجرى الحجز عليه..لا يمكن المقارنة بالنجم توتي الذي كان يأمل البقاء في روما حتى سن التقاعد الوظيفي..لا يمكن المقارنة بالثنائي تشافي هيرنانديز واندرياس إنييستا بعدما صعدا من لامسيا واستمرا حتى نهاية الطريق وقررا الرحيل عن القارة العجوز للبحث عن عقد يختتما به مسيرتهما ونال كل منهما وداعا مناسبا من جمهور البلوغرانا بل أن الرسام إنييستا حصل على عقد مدى الحياة بدون نهاية له كعرفان للجميل لرجل خدم البارسا.
الحقيقة تبدو واضحة..رونالدو يبتز ريال مدريد إما الدفع أو الرحيل وتحمل مغبة مواجهة الجمهور لاسيما أن هناك الكثير من التغييرات التي طرأت على النادي مثل رحيل زين الدين زيدان وتعيين جولين لوبيتيغي بدلا منه بعد معركة شرسة مع الاتحاد الإسباني انتهت بإقالة الرجل من تدريب الماتادور لذا يحاول بيريز الابتعاد عن الضجيج ولكن ليس أمامه إلا مواجهة المشكلة.